رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مدينة فى الصعيد




قال بعض رؤساء المدن السابقين، عن مدينتنا فى وسط الصعيد، إنها فينيسيا الصعيد. وكان يقصد أن المدينة تخترقها عدة ترع، وأنه يمكن استغلالها سياحيًا، كان الرجل حالمًا، وبالتالى كان يريدنا أن نحلم معه، بأنها بالفعل «فينيسيا الصعيد».
تخترق مدينتنا عدة ترع، فمنها تنبع ترعة بحر يوسف، التى تدور حولها الأساطير، والتى تصب فى بحيرة قارون، وتروى معظم أراضى القرى المتاخمة للصحراء غرب النيل فى المنيا، حتى تصل للفيوم، ولا يعرف تاريخ حفرها، وترعة الدلجاوى، وترعة الديروطية، وترعة الساحلية، بالإضافة إلى الترعة الرئيسية وهى ترعة الإبراهيمية. وربما لا يعلم البعض أن الترع تحولت إلى مصادر تلوث، لركود المياه فى بعضها، كما أن شواطئ تلك التر ع تحولت إلى مقالب زبالة، عريقة، ومستديمة، وهائلة، وتحولت شواطئ ترعة الساحلية، التى تخترق المدينة وتقسمها إلى قسمين، تحول شاطئاها إلى مقاهٍ ومجالس خاصة بفئات معينة لا تظهر إلا ليلًا، ولن أفصح.
أتمنى من محافظ أسيوط أن يقوم بتغطية تلك الترعة، بالتعاون مع الأجهزة المختصة، مع منع بناء أى منشآت عليها، ويحولها إلى حديقة لتكون متنفسًا لأهالى المدينة، ففى مدينتنا لا توجد أى حديقة عامة، ليخرج إليها أبناء المدينة، كما لا يوجد بها مكان عام تخرج إليه العائلات فى المناسبات الصيفية، سواء فى شم النسيم أو الأعياد.
كما نتمنى من السيد رئيس مدينتنا أن يبحث عن مكان للمواقف المتعددة، التى تملأ المدينة وتعوق حركة السير، وأن يتولى رجال الشرطة فحص السائقين ومنع غير الحاصلين على رخص القيادة من قيادة السيارات، وأن يكون هناك إشراف جدى من جانب الجهات المسئولة عن تلك المواقف، وأن تكون تلك المواقف خارج المدينة، وأن يجبر شركة الغاز- التى قامت بحفر شوارع المدينة وحولتها إلى منطقة جبلية مرتفعات ومنخفضات يصعب السير فيها حتى داخل سيارة، فضلًا عما تسببه تلك الشوارع من صعوبة السير أيضًا على الأقدام- على إعادة الشىء لأصله.
مدينتنا تحتاج رعاية خاصة، خصوصًا أنها المدينة الوحيدة التى تأخر الصرف الصحى فيها إلى أكثر من خمسة وعشرين عامًا، فضلًا عن غلاء أسعار عربات الكسح، وهو ما يشكل عبئًا على المواطنين، الغريب أن مواسير الصرف تم وضعها فى الأرض، وبعضها من المحتمل أن يكون قد تعرض لانسداد طوال الوقت وغطته القمامة والقاذورات.
أشياء كثيرة تريدها مدينتنا، ونحتاجها، ولا نجد المسئول الذى نتكلم معه، فكنا نريد مزيدًا من الاهتمام بمحلات الجزارة وإجراء التفتيش للتأكد من سلامة اللحوم التى نأكلها، وكذا الأسماك التى تُباع بطريقة قذرة، وتنظيم عمليات البيع، وأن يكون هناك مكان واحد نظيف لبيع الأسماك، كما فى البلاد المتحضرة، وتشكيل لجنة من الدفاع المدنى والحريق والإدارة الهندسية لفحص مكان تركيب عدادات الغاز فى المطابخ فى بعض البيوت والشقق الضيقة، والمعروف أن المطابخ هى أكثر الأماكن سخونة، فضلًا عن ارتفاع درجات الحرارة فى الصعيد، خاصة فى الأدوار التى لا توجد فوقها مبانٍ فتتحول إلى قطعة من الجحيم، وتركيب العدادات فى المطابخ يعرضها لخطر الانفجار أو التسريب، ولا نريد أن نثقل عليكم بطلباتنا.