رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى ميلاده.. أسرار لا تعرفها عن «صلاح ذو الفقار»

«صلاح ذو الفقار»
«صلاح ذو الفقار»

بابتسامة آسره وخفة ظل، استطاع ابن مدينة المحلة الفنان الكبير صلاح ذو الفقار أن يسحر القلوب، ونتيجة نشأته في أسرة عسكرية، حيث كان والده واثنين من أخواته، وهما «محمود وعزالدين»، التحق هو أيضًا بالعسكرية، حيث تخرج من كلية الشرطة عام 1946، وبدأ مشواره المهني في مدينة شبين الكوم بالمنوفية، إلا أنه كان شديد المرح والانطلاق، فتوجه من العمل في كلية الشرطة إلى التمثيل، ليصبح أحد رواد السينما المصرية، والذي يحل اليوم ذكرى ميلاده.

لم يكن صلاح ذو الفقار ضابطًا وفنانًا عاديًا، حتى تكون حياته عادية، فقد تميزت حياة ذو الفقار ببعض الأسرار، التي جعلت قصته الحياتية، أكثر إثارة من التمثيل، وخلال هذا التقرير، يستعرض «الدستور» أسرار من حياة صاحب الكاريزما الفنان الكبير صلاح ذو الفقار.

ذو الفقار وحكاية تهريب السادات من السجن
«بطل كلية الشرطة في الملاكمة وحصل على جائزة كأس الملك سنتين»، تلك العبارة التي رواها الفنان صلاح ذو الفقار، مما يدل على حبه الشديد لممارسة الرياضة، واتباعه لقوانين العسكرية، وظل يحترم قوانين كلية الشرطة، التي أقسم على احترامها واتباعها طوال فترة خدمته بها، إلا أنه في واقعة مثيرة في حياة صلاح ذو الفقار أثناء عمله بالشرطة، عندما تعرض أمين عثمان للاغتيال في القاهرة، وحينها قامت السلطات الأمنية بإلقاء القبض على عدد كبير من المشتبه بهم، كما استعانوا بضباط من مديريات الأمن القريبة من العاصمة، وكان من بينهم صلاح ذو الفقار، وأثناء ذلك التوقيت كانت مهمته حراسة المتهم، محمد أنور السادات وقتها في سيارة الترحيلات، إلا أن السادات بذكائه وقدرته العالية في قراءة الأشخاص، علم أن صلاح ذو الفقار ضابط مخلص لوطنه، ويأبى ظل الملك والحاشية، وما أن حكي السادات لصلاح، أنه من ضباط القوات المسلحة وتم فصله من الخدمة بسبب اغتيال أمين عثمان وبعض عملاء الإنجليز، حتى تعاطف معه ذو الفقار وحاول تهريبه أكثر من مرة، الأولى في سجن مصر العمومى، أما الثانية في قاعة محكمة باب الخلق للجنايات، ولم ينجح في المرّتين ونجح في الثالثة، وذلك في مستشفى مبرة محمد علي الخيرية وبناء على ذلك تمت محاكمته.

صلاح في الفن بالصدفة
دخل الفنان صلاح ذو الفقار إلى الفن بطريق الصدفة، حين ذهب في إحدى المرات إلى شقيقه المخرج عز الدين، الذي سبق صلاح إلى الفن كما سبقه إلى العسكرية أيضًا، ليقضي معه سهرة، حتى وجد شقيقه يسأله إذا كان يرغب في احتراف العمل السينمائي، حتى أجابه صلاح أنه لا يعلم شيء عن هذا المجال، وأنه من المستحيل العمل في السينما بحكم كونه رجلًا عسكريًا واستمر شقيقه في إقناعه، حتى وافق شريطةً، أن يستمر العمل العسكري، وما أن حصل على الموافقة من رئيس المباشر في الشرطة، بأن يعمل في السينما، حتى بدأ بتلقي دروسًا في الإلقاء على يد الفنان عبد الرحيم الزرقاني، وبدأ أول أعماله في فيلم «عيون سهرانة» ولكن الانطلاقة الحقيقية جاءت في فيلم «رد قلبي»، وبالرغم من نجاحه العظيم، خلال مشواره الفني، إلا أنه مازال حتى وفاته يقول: إن أفضل المهن، التي امتهنها، هي أستاذ بكلية الشرطة.

سر الطلاق بين صلاح وشادية من الفيلم إلى الحقيقة
رغم حبهما الشديد لبعضهما وتفاهمهما شهدت العلاقة الزوجية بين الفنان صلاح ذو الفقار والفنانة شادية، توترًا بسبب رغبة شادية في الحمل والإنجاب، مع تأكيد الأطباء لها تعذر ذلك بسبب حالتها الصحية الضعيفة، إلى أن تأزمت العلاقة بينهما بعد إجهاضها للمرة الثالثة، حيث أصيبت بأزمة نفسية شديدة، وقد ظهر الحب الكبير بين صلاح وشادية، عندما كان يخشى أن يخسرها بسبب أحد المشاهد في فيلم «كرامة زوجتي» عام 1967، والتي كان من المقرر أن يطلق كلمة «انتي طالق» على شادية، وهى في هذا الوقت كانت زوجته، وخاف من أن يحدث الطلاق بالفعل، وتردد كثيرًا قبل أن يقدم هذا المشهد، وألغاه، ثم عاد وجلس مع شيخ من علماء الأزهر واستشاره في هذا الأمر، وأكد له الشيخ أن هذه الطلقة ستكون «تمثيل» ولم يأخذ بها في الشرع على الإطلاق وطمأنه، ولذا قرر ذو الفقار تصوير المشهد الذي أرقه لأيام طويلة خشية من وقوع الطلاق.

صلاح وسر ابتسامة أبو الهول
أعماله الفنية الكبير، كانت الداعم له في أن يشارك في الأعمال الفنية العالمية، وبالرغم من توافد العروض عليه، للمشاركة في أفلام أجنبية، إلا أنه كان يرفض دائمًا لاستمراره العمل في وطنه، حتى عرض عليه المخرج الإيطالي دشيو تساري، أن يشارك معه في الفيلم العالمي «سر ابتسامة أبو الهول»، ووافق صلاح، وكان ذلك أول عمل له، في طريق العالمية، حيث كان إنتاج الفيلم إيطالي ألماني، وشارك في الفيلم الفنان صلاح نظمي بجانب الفنان صلاح ذو الفقار، بالاشتراك مع مجموعة من نجوم إيطاليا وألمانيا وأمريكا، مثل الفنانة ماريا بيرشي.