رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأنبا عمانوئيل: ٣٠ ألف شخص يشاركون فى «قداس فرنسيس» باستاد الدفاع الجوى

الأنبا عمانوئيل
الأنبا عمانوئيل

رسالة سلام يريد البابا فرنسيس أن يرسلها من أرض الكنانة إلى كل شعوب الأرض من خلال زيارته التاريخية لمصر خلال يومى الجمعة والسبت المقبلين، الجميع ينتظر هذه الرسالة وليس المسيحيون وحدهم.

ساعات قليلة تفصلنا عن هذه الزيارة التى تأتى تلبية لدعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى، ويتضمن جدول الزيارة لقاءات مع الرئيس وكل من البابا تواضروس بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية والشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر، لكن هناك تفاصيل كثيرة يسردها لنا الأنبا «عمانوئيل» رئيس اللجنة التنظيمية للزيارة فى هذا الحوار:

■ كيف يرى البابا فرنسيس زيارته لمصر؟

- البابا فرنسيس لديه شغف كبير لزيارة مصر لأنها أرض طيبة يرى فيها أرض السلام التى مازالت تكافح الإرهاب وهى مهد الديانات التى تدعو جميعها للسلام ولذلك هو ينتظر اللحظة التى يرى فيها هذا الوطن المتماسك برغم جميع الظروف غير المستقرة حاليا بعد استهداف الإرهاب له.

■ هل كان من المحتمل إلغاء زيارة البابا فرنسيس بعد أحداث طنطا والإسكندرية الأخيرة؟

- كان هناك تخوف من الكنيسة الكاثوليكية فى مصر من إلغاء الزيارة خاصة بعد الأحداث الإرهابية التى وقعت فى طنطا والإسكندرية ولكن البابا فرنسيس أكد أن هذه الأحداث تحتم عليه زيارة مصر ليرسل رسالة سلام لكل العالم فى وسط هذه الظروف.

■ وماذا كان رد فعل البابا فرنسيس على الأحداث الإرهابية؟

_ هذا الأمر جعله يشعر بالألم وزاد من إصراره على إتمام الزيارة لمساعدة مصر فى التغلب على «قوى الشر» التى فعلت هذه الجرائم الإنسانية وهو يتسم بالشجاعة التى جعلته لا يفكر لحظة واحدة فى التراجع.

■ ما أهم الرسائل التى يريد ان يركز عليها البابا فرنسيس من زيارته؟

- البابا يريد أن يؤكد أن مصر آمنة وأنها أرض للسلام رغم محاولات قوى الشر والإرهاب المساس بها، وهذه الرسالة ستكون عالمية من أرض مصر تأكيدا على دعوته الدائمة للسلام.

■ متى بدأ التنسيق للزيارة فعليا؟

- بدأ الإعلان عن هذه الزيارة مطلع العام الحالى استجابة لدعوات الرئيس السيسى وشيخ الأزهر والبابا تواضروس وذلك خلال زياراتهم له بالفاتيكان ولكن فعليًا بدأ الاستعداد لهذه الزيارة بداية شهر فبراير الماضى من خلال وفد الفاتيكان الذى جاء لينسق مع الجهات الرسمية لتحديد معالم برنامج الزيارة .

■ كيف تواصل وفد الفاتيكان مع الجهات الرسمية فى مصر للإعلان عن برنامج الزيارة؟

- جميع الجهات الرسمية فى مصر ترحب بزيارة البابا فرنسيس ولذلك جميعهم بذلوا أقصى جهودهم لإتمام هذه الزيارة وكانت البداية من خلال التنسيق مع رئاسة الجمهورية والجهات الأمنية التى أبدت اهتمامًا لبذل أقصى جهودهم لتأمين الزيارة ثم بعد ذلك تم التواصل مع الأزهر الشريف الذى حرص أن يشارك فى رسالة السلام مع البابا من خلال مؤتمر السلام العالمى، وكانت بداية التواصل عندما زار رئيس اللجنة الدينية بالفاتيكان الأزهر خلال شهر فبراير الماضى ومن هنا جاءت انطلاقة عودة العلاقات بين الأزهر والفاتيكان من جديد .

■ ماذا عن تطورات العلاقات بين الفاتيكان ومؤسسة الأزهر الشريف؟

- تربطنا علاقة وثيقة بالأزهر منذ عهد البابا يوحنا بولس الثانى ولكنها انقطعت لعدة أعوام وفى وقتنا الراهن جميعنا نريد سلامًا بين جميع الأديان وهذا ما نؤكد عليه من خلال المؤتمر العالمى الذى يتخلل زيارة البابا فرنسيس، نريد سلامًا فى واقعنا وليس من خلال الشعارات وهذا ما سندعو له دائما فى لقاءات الحوار بين الأديان فى مناهج التعليم وتنشئة الأجيال القادمة لتكون أجيالا تدعو للسلام .

■ نعلم أنك قضيت عدة سنوات فى الفاتيكان وتجيد اللغة الإيطالية لذلك بالتأكيد تعاملت مع البابا فرنسيس فى هذا الوقت عن قرب، فما أبرز سماته الشخصية؟

- بالفعل خدمت فى الفاتيكان حوالى 6 سنوات قبل خدمتى بمصر، ولذلك رأيت البابا فرنسيس عن قرب فهو قلب محب لكل البشر ويمثل المعنى الحقيقى للبساطة، فنجده لا يخشى الموت فى سبيل أن يكون بالقرب من المرضى ومصابى الحروب والفقراء بكل دول العالم، ودائمًا البابا فرنسيس يسعى للبساطة ولذلك تجده دائمًا يختار السيارات البسيطة ويرفض أحيانا التحرك بها، بجانب ملابسه غير الباهظة الثمن فهو دائمًا يريد أن يكون مثال السيد المسيح على الأرض ليصنع خيرًا فى كل مكان يذهب له.

■ لماذا تغير مكان القداس الذى يترأسه البابا فرنسيس بمصر من استاد القاهرة ليصبح فى استاد الدفاع الجوى؟

- لم يتغير المكان كما أشاعت بعض وسائل الإعلام فلم يكن قد تم تحديده من الأساس، وذلك لأن الجهات الأمنية كانت تدرس الأمر جيدًا لكى تختار المكان الأنسب فى ظل العدد الكبير الذى سوف يشارك فى القداس حرصا على سلامة جميع المشاركين.

■ هل جميع المشاركين بالقداس سوف يكونون من المسيحيين الكاثوليك فقط؟

- بالتأكيد هناك عدد كبير من الأقباط الكاثوليك سوف يشارك فى القداس من جميع محافظات مصر ولكن هناك مسيحيين من جميع الطوائف سوف يحضرون كما أن هناك بعض المسلمين الذين يشتاقون لرؤية البابا فرنسيس فهناك العديد من الشخصيات العامة بمصر دون تمييز لديانتها سيكونون من الحضور فى هذا اللقاء.

■ وكم سيكون عدد المشاركين؟

-30 ألف مشارك من جميع الأديان والطوائف المسيحية جميعهم ينتظرون هذا اللقاء بشغف كبير.

■ هل هناك نية لتوحيد مواعيد أعياد مسيحيى الشرق والغرب من خلال هذه الزيارة خاصة أنها ستجمع كل الطوائف المسيحية؟

- بالتأكيد نريد أن نوحد موعد أعيادنا ولكن المطروح للنقاش فى هذا اللقاء هو توحيد عيد القيامة المجيد لكل المسيحيين، وهذا الأمر جار دراسته بين جميع الكنائس خاصة الأرثوذكسية والكاثوليكية.

■ هل هناك توقعات بتأثير سياسى إيجابى على مصر من خلال هذه الزيارة؟

- بالتأكيد أعتقد سيكون هناك توقيع لبروتوكول يخص تجديد الخطاب الدينى ومكافحة الإرهاب فى مصر، وذلك خلال اللقاء الذى يشارك فيه البابا فرنسيس مع الرئيس السيسى و شيخ الأزهر والبابا تواضروس.

■ وماذا عن الجانب الدينى من الزيارة بين الطوائف المسيحية؟

- البابا فرنسيس لديه نية صادقة لوحدة الكنائس، ويشاركه أيضًا فى هذا الأمر البابا تواضروس ولذلك فهناك بعض اللجان من الطوائف المختلفة ستبدأ عملها لدعم وحدة الكنائس بالتزامن مع زيارة البابا لمصر.

■ الكاثوليك هم أبناء البابا فرنسيس فى مصر، ترى ما الذى يميز الطائفة فى مجتمعنا؟

- نحن نرى أن الخدمة لا يجب أن تقتصر على الكنائس فنحن نور العالم ولذلك نقدم دورًا مستنيرًا فى التعليم من خلال مدارسنا والثقافة بالمراكز الثقافية الكاثوليكية التى تقدم دورا رائدا لتغيير المجتمع وتسعى لتقدمه دائمًا.