رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رحلة «الاورمه».. من الشجر لـ«سوق تحت الربع» .. وصاحب ورشة: « اللحمة لو رخصت.. هنبيع أورم كثير»

الاورمه
الاورمه

تشتهرمنطقة الدرب الأحمر، بالكثير من المهن التي تواجه شبح الانقراض، فكل مائة متر، تجد عدد من أصحاب المهن الواحدة، ولكن بمجرد سيرك بشارع سوق «تحت الربع»، تجد الكثير من نشارة الأخشاب وأغصان الأشجار الضخمة تتناثر على جانبي الطريق.
محمد يونس، صاحب أحد ورش تشكيل الأخشاب، بسوق «تحت الربع»، بمنطقة الدرب الأحمر، فصناعة القعدة التي يستخدما الجزار لتقطيع اللحوم والمعروفة باسم «الاورمه» هي مصدر الدخل لخمسة من العمال بالورشة والتي يعود تاريخها الى الثلاثينات من القرن الماضي.

« اللحمة لو رخصت.. هنبيع أورم كثير»، ترتبط "الاورمه" بسعر اللحوم، فإذا كان السعر في متناول الجميع سيزيد الطلب على اللحوم، وبالتالي يتم استهلاك الكثير من "الأورم" .

تصنع الاورمه من خشب أشجار" اللبخ والسلوط"، فهذه الأنواع هي التي تصلح لصناعة أورمه غير قابلة للتشقق: « مش أي خشب يتصنع منه الاورمه.. ومش أي صانيعى يعملها».

«بنجيب الخشب من المنيا وبني سويف» فالخامات متوفرة بالنسبة ليونس، ولكن السحب قليل بسبب حالة الركود التي يعيشها الكثير من أصحاب الحرف، حيث يخصص لها غرفة مسقفة بسقف حديدي لحمايتها من مياه الأمطار.

«عيد الاضحي .. هو الموسم بتاعنا»، حيث ترفع الورشة راية الطؤاري استعداد للموسم الأكثر رواجا لبيع "الاورمه"، وذلك بدًا من شهر رجب وشعبان ورمضان، فالجزارين ليست الفئة المستفيدة من هذه الصنعة، ولكن بعض العائلات ممن يذبحون بعيد الاضحي يحتاجونها أيضا.
لم يكتفي عم يونس بتصنيع "الاورمه" فقط، فالأطباق الخشبية والتي تستخدم كأحد أنواع الزينة بالمنزل أحد منتجاته، والتي يتهافت عليها الكثير من الأجانب والمصريين، بحكم تواجده بأشهر مناطق القاهرة وهي شارع المعز والغورية: «بصنع أطباق.. سعر الواحد 40 جنية».

حال عم يونس، حال الكثير من أصحاب الحرف التي تواجه الانقراض، فالتكنولوجيا وقلة الصنياعية، وارتفاع الأسعار عامل رئيسي في قلة حركة البيع، «الشغل مش زى الأول.. والسياحة بتشغيلنا».

تحتوي الورشة على ثلاثة ماكينات، أثنين لتقطيع الأشجار، وواحدة لتشكيل الإطباق، يعمل بها 5 عمال، محمد سيد، 50 عامًا، يعمل بمهنة الخراطة على الخشب منذ حوالي 32 عام.


يقول سيد، أن المهنة مهددة بالزوال بسبب قلة صانيعى المهنة وارتفاع سعر الخامات: « الصنياعية قلت..الورشة دي كان فيها أكتر من عشرين عامل فاضل منهم 5 بس».

«الحمد لله .. ربنا الرزاق »، بنبرة يملها الرضا، قال سيد، أنه لديه 5 من الأبناء، وأن صنعته هي مصدر الدخل الرئيسي للبيت: «أتعلمتها من أبويا..وصنعتي هي الي فاتجة البيت».