رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

راديو "المحلات المغلقة".. إذاعة "القرآن الكريم" خارج المنافسة

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

"يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم".. بدعاء ممزوج بالأمل فتح محلّه صباحا، واختار محطة القرآن الكريم عبر الراديو، ورش المياه أمام الباب، ليبدأ يومه ويمنح "البركة" والرزق لمحله، علّها تكون "استفتاحة خير" للبيع، وما هي إلا ساعة من الزمن، حتى انتقل إلى محطة أخرى.

نذ 53 عاما أنشئت الإذاعة العتيقة لتكون متخصصة فى بث سور القرآن الكريم، ومحاربة الأفكار المتطرفة فى ذلك الوقت، وظهور نسخ محرفة من كتاب الله، لكنها ظلت على مدار سنوات ماضية تقدم نفس المحتوى يوميا، مما أبعد عنها فئة الشباب، التي تعد غالبية فى المجتمع المصرى.

الأستاذ محمد عويضة الرئيس الأسبق لإذاعة القرآن الكريم يتحدث عن التحجر فى محتوى برامج الإذاعة منذ عقود، ويعترف بذلك فالمحتوى يحتاج إلى التطوير، حتى تصبح القناة منافسة للمحتوى الموجود عبر الوسائل الإعلامية الأخرى، والتطور الكبير التى شهدها تلك الوسائل، من تلفاز و هواتف وإنترنت.

"القناة تفتقد إلى المستمع الشاب".. كلمات أكد بها رئيس القناة الأسبق، فالمضمون ذاته تقدمه القناة منذ سنوات، ولم يعد الشباب يستمعون إلى القناة، لأنها لا تجذبهم بمضمون جيد يتناسب مع العصر، رغم المحاولات: "حاولنا تقديم مواد أكثر جذبا للشباب، والابتعاد شيئا فشيئا عن الوعظ المباشر، وأنشأنا صفحة رسمية للإذاعة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك، من أجل تواصل أسهل مع الشباب، لكن في الحقيقة هى إجراءات غير كافية".

الاعلانات التجارية فشلت في اتخاذ مكانها على خريطة برامج الإذاعة، بعدما لم تلق القبول بين المستمعين، لأنهم رأوا أنها لا تتناسب مع جلالة وعظمة كلام الله، فهوجمت إدارة المحطة الإذاعية بشكل كبير، بالإضافة إلى شكاوى من أن البضاعة التي يتم الإعلان عنها تكون مغشوشة، وليست كما يروج لها فى الإذاعة وهو ما أثر على مصداقية القناة فى تلك الفترة، حسبما يوضح "عويضة".

لكن "عويضة" اعترض على وصف الإذاعة بأنها إذاعة المحلات المغلقة، مستعينا بنتائج استطلاعات الرأي، التى أجرتها مكاتب الأبحاث، والتى أجريت على فئات وشرائح مجتمعية عديدة، وأظهرت أن إذاعة القرآن الكريم تحتل أحد المراتب الأولى من حيث عدد المستمعين.