رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الجفري" يهزم "زيدان" بالضربة القاضية

الروائى يوسف زيدان
الروائى يوسف زيدان

شهدت الأيام الثلاثة الماضية ما يمكن أن نطلق عليه «معركة فكرية» بين الروائى يوسف زيدان، والداعية اليمنى الحبيب على الجفرى، كان موضوعها «مدح النبى للجيش المصرى»، وفيما راح الداعية اليمنى يسرد أسانيد صحة حديث النبى على فضل الجيش المصرى، شكك الأديب المصرى فيه وفيما احتواه من معانٍ. المعركة بدأت بإلقاء «الجفرى» كلمة خلال الندوة التثقيفية التى أقامتها القوات المسلحة، الخميس الماضى، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى، تحدث فيها عن أن الجيش المصرى هو الأقوى المتبقى للأمة، مستشهدًا بحديث للنبى عن الجيش، فرد عليه «زيدان» فيما يشبه بيانًا حمل عنوان: «إظهار التحريف فيما قيل بجلسة التثقيف».

الجفري عن النبي: لا ناجى من الفتنة غير «الجند المصرى»
استدل الداعية اليمنى الحبيب على الجفرى على مكانة مصر وجيشها بقول النبى «تكون فتنة أسلم الناس فيها الجند الغربى»، وبعد أن ذكر أدلة سند وصحة الحديث، أوضح أن مصر هى المقصودة من الحديث، وقال: «النبى كان يتكلم من المدينة، ومن المعروف أن أول بلاد إلى غرب المدينة هى مصر، ولا شك فى ذلك».

وأشار إلى وجود روايات أخرى منها: «تكون فتنة تشمل الناس كلهم لا يسلم فيها إلا الجند الغربى»، و«ستجندون أجنادكم، وخير أجنادكم الجند الغربى»، مشيرًا إلى أن ابن عبدالحكم فى «فتوح مصر والمغرب» والدولابى فى «الكنى والأسماء» أخرجا عن النبى قوله: «إنكم ستكونون أجنادا، وإن خير أجنادكم أهل الغرب منكم، فاتقوا الله فى القبط لا تأكلونهم أكل الخضر».

وأضاف شارحًا الرواية الأخيرة: «أى لا تنظروا إليهم بنظرة استباحة واستحلال، ومن هذه الشواهد يظهر لنا القبط.. من هم؟: هم أهل مصر مسلموهم ومسيحيوهم». ونقل «الجفرى» من «شرح مسلم» للإمام السيوطى، قوله: «لا يبعد أن يراد بالمغرب مصر، فإنها معدودة فى الخط الغربى بالاتفاق»، وكذلك «الذهبى» وافقه الرأى.

الجيش انهزم فى حروب عدة
ردَّ الروائى يوسف زيدان، على حديث الداعية الحبيب الجفرى، عن الجيش المصرى، وأنه الوحيد الذى يسلم من الفتنة، قائلاً: «الكلام اللطيف الذى قاله الحبيب الجفرى فى جلسة التثقيف عن مدح النبى لجيش مصر خطأ، فقد توفى النبى ولم يكن لمصر جيش أصلًا، وإنما كانت محتلة بالجيش البيزنطى، ومن قبله الجيش الرومانى، وكلا الجيشين لم يُجندا المصريين، وإنما يستعملهم كعبيد لجنودهما وخدّامين لقوادهما، وخلال مئات السنين، لم يُعرف اسم جندى أو قائد مصرى قط». وانتقل للحديث عن «بيبرس» الذى تحدث الجفرى عن «عظمته التى ظهرت فى مصر ولم تظهر فى بلاده»، فأكد يوسف زيدان: «بيبرس الذى كان مملوكًا لا يُعرف له أبٌ، جُلب إلى مصر طفلًا». وأضاف: «استطاع جلال الدين منكبرتى فى بداية الحروب مع المغول تحقيق الانتصارات عليهم، فلما جاء إليه جنكيز خان بالإمدادات المهولة، خانه بعض قواده وانشق عنه بجزء كبير من الجيش فانهزم». واستكمل: «كل الجيوش تنهزم، وتنتصر، حسب ما تضعه من خطط وما تملكه من عتاد وسلاح وقيادة، وقد انهزم الجيش المصرى أمام جيش إسرائيل مرات، وانتصر مرة حين استطاع عبور خط بارليف، وكان فى كليهما مصريًا».

الحبيب يعلّق: هَزْم التتار «موثق تاريخيًا».. والحديث لكل الأزمنة
وعقَّب الجفرى على رد زيدان، قائلًا: إنه أصاب خيرًا فى تعليقه حول «بيبرس»، لافتًا إلى أنه كان يقصد القائد قطز، وأشار إلى أن جلال الدين شاه هو نفسه جلال الدين منكبرتى الخوارزمى، وقال: «وَهم الدكتور يوسف زيدان فى تقييمه لنصر الله جيش مصر على المغول، هو ما أثبته جمع من المؤرخين، وليراجع (مسالك الأبصار وممالك الأمصار) إن شاء».

ونقل عن الكتاب المشار إليه: «ونهض الجيش المصرى بما عجزت عنه ملوك أقطار الأرض، ولم يكن الجيش المصرى بالنسبة إلى الجيوش الجلالية إلا كالنقطة فى الدائرة، وهذا من المعجزات النبوية، وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تزال طائفة من أمتى ظاهرين على من عاداهم إلى يوم القيامة، لا يضرهم من خذلهم، حتى يأتى أمر الله وهم على ذلك ألا وهم الجند الغربى)». وأضاف، والحديث لا يزال من الاقتباس من الكتاب: «لم يظهر على التتار سواهم، وبهذه النصرة دامت النصرة على التتار، وكانت بهم لا بغيرهم مع كثرة من كان من ملوك الإسلام واجتهادهم فى الجهاد، فتماسك بهذه المرة رمق الإسلام وبقيت بقية الدين، ولولاهم لانصدع شعب الأمة وهى عمود الملة، ووصلت خيل عبدة الشمس إلى أقصى المغرب ودكت جميع رعان الأرض».

وأشار إلى أنه لا يوافقه بأنه «لم يكن هناك جيش لمصر»، وأوضح: «المماليك بشهادته تدربوا فى مصر وانتموا إليها، وحربهم للمغول كانت نصرًا دق مسماره فى نعش أسطورة استحالة هزيمة هذا الجيش، وليست معلومة فيلم، كما زعم أو توقع، بل هى نقل عن كتاب من الكتب المعتمدة فى تاريخنا سواء أخذ به الدكتور أم رده ».