رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كوبر استحق إشادة الخبراء والمكاسب أكبر

5 مشاهد تاريخية تجسد ملحمة الفراعنة في أدغال إفريقيا

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية


قبل ثلاثة أسابيع وتحديدًا يوم 13 يناير الماضى كانت بداية مشوار الفراعنة، صوب أدغال إفريقيا للمشاركة فى بطولة أمم إفريقيا التى استضافتها الجابون، وربما كان أشد المتفائلين يتوقع خروج المنتخب الوطنى من الدور ربع النهائى.
مباراة بعد الأخرى ويوم بعد يوم زاد الطموح والأمل فى قلوب الجماهير المصرية العاشقة لمنتخبها قبل أن يراود اللاعبون حلم العودة بالكأس الغالية، إلا أن الظروف لم تساعد رجال هيكتور كوبر بعد الخسارة فى المباراة النهائية أمام المنتخب الكاميرونى بعدما قدموا أفضل أداء وضربوا أروع الأمثلة فى الوفاء للوطن.
ويأتى الحارس المخضرم عصام الحضرى قاهر المستحيل فى المقدمة بعدما تحامل على نفسه وحقق أرقامًا قياسية يصعب على أى لاعب أن يصل إليها إن لم يكن مستحيلًا، وعاد الأبطال إلى مصر بلا لقب لكنهم نالوا احترام العالم لهم بعدما جسدوا ملحمة تاريخية تجلت فى سبعة مشاهد
 
1- الدموع الغالية
لم يتمالك عصام الحضرى نفسه عقب الخسارة وضياع حلم اللقب الثامن للفراعنة والخامس فى تاريخه وانخرط فى بكاء مستمر عقب نهاية مباراة الكاميرون غير مكترث لكبر سنه وهو أكبر اللاعبين المشاركين فى البطولة بل ظهر كأنه أحد هؤلاء الأطفال الذين بكوا فى شوارع مصر عقب الخسارة.
هذه الدموع الغالية للحارس العظيم تعكس مدى حبه لوطنه ورغبته فى تحقيق البطولة وإن كان هناك العديد من اللاعبين الذين تمكنوا من حبس دموعهم ومنهم من خيم عليه الصمت من هول الصدمة إلا أن هناك لاعبين آخرين كانوا أشد بكاء من عصام الحضرى سواء عمرو وردة أو محمد صلاح.
 
2- الممر الشرفى
قدم لاعبو المنتخب الكاميرونى التحية للاعبى المنتخب الوطنى عقب انتهاء المباراة على طريقتهم الخاصة، حيث نظم أسود الكاميرون ممرًا شرفيًا، لتكريم لاعبى الفراعنة بعد الخسارة بنتيجة ١/٢ حيث اصطف اللاعبون وهم يصفقون للاعبى المنتخب المصرى أثناء تسلم الميداليات فى مشهد رائع.
وتسلم لاعبو الفراعنة ميداليات المركز الثانى من جيانى إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولى «فيفا»، ومعه على بونجو، رئيس الجابون، وعيسى حياتو رئيس الاتحاد الإفريقى، وهشام العمرانى، سكرتير الاتحاد والمهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة.
 
3- احتفالات الجماهير رغم الخسارة
أصرت الجماهير المصرية على الاحتفال فى شوارع القاهرة عقب انتهاء مباراة الكاميرون برغم خسارة اللقب وهو ما يؤكد أن الجماهير المصرية سعيدة بما حققه المنتخب بصرف النظر عن العودة باللقب الغالى من عدمه، الأمر الذى يعكس مدى الراحة النفسية والسعادة التى اكتسبتها الجماهير خلال مباريات البطولة التى خلقت نوعًا من المودة والوحدة. 
كانت شوارع القاهرة قد تزينت بأعلام مصر بسبب احتفالات الجماهير التى استمرت أكثر من ثلاث ساعات قبل بدء المباراة النهائية فى مشهد جديد على الشارع المصرى، أشبه بثورات الربيع العربى، خاصة أن الجماهير حرصت على الاحتفال قبل المباراة مكتفين بما حققه الفراعنة وحرصت الجماهير خاصة الشباب على الاحتفال فى معظم الشوارع الرئيسية .
 
4- عودة الروح فى المجتمع المصرى
ربما يكون المكسب الأكبر من مشاركة المنتخب الوطنى فى بطولة إفريقيا هو عودة الروح والود والمحبة بين المصريين والتى وضحت خلال المباريات الست التى خاضها المنتخب فى البطولة سواء داخل الأندية المصرية أو مراكز الشباب من خلال التجمعات غير المسبوقة لمشاهدة المباريات على مستوى الرجال والنساء والأطفال والشيوخ الذين تجمعوا على هدف واحد هو مساندة منتخب بلادهم دون أى اعتبار لظروف الحياة أو برودة الجو.
ولم تعد متابعة المباريات مقصورة على الشباب فقط بل أصبحت متنفسًا جديدًا للأسر المصرية التى كانت تتجمع أمام الشاشات العملاقة داخل الأندية ومراكز الشباب والتى أعادت الوحدة والبسمة للمصريين فى فترة عصيبة على الجميع عانى منها الكثير من الغلاء والظروف الصعبة التى تمر بها البلاد.
 
٥- تهانى أندية أوروبا لأبناء النيل
حرصت العديد من الأندية الأوروبية التى يلعب لها نجوم المنتخب الوطنى على مؤازرة لاعبيها عقب خسارة بطولة الأمم الإفريقية كنوع من الدعم والإشادة باللاعبين لتخطى هذه العقبة ومواصلة التألق فى المستقبل.
وكانت الصفحة الرسمية لنادى روما الإيطالى بالعربية أول من خاطب النجم محمد صلاح لاعب روما على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» ، حيث نشرت الصفحة صورة لنجم الفريق وزيلتها بتعليق: «لا بأس فقد كان أداؤك يدعو للفخر على مدار البطولة. نفخر- بك».
كما نشرت الصفحة الرسمية لنادى أرسنال بالعربية على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» صورة للنجم محمد الننى لاعب وسط  الفريق الإنجليزى وقالت الصفحة فى تعليق على الصورة : «لا بأس نحن فخورون بك!».
ونفس الأمر نشرت الصفحة الرسمية لنادى ستوك سيتى على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر» صورة رمضان صبحى نجم خط وسط الفريق الإنجليزى وعلقت : «الخسارة ليست دائمًا ما تكون النهاية وبالتوفيق فيما هو قادم».
وكان عصام الحضرى صاحب التهنئة الكبرى من موقع الاتحاد الدولى «فيفا» الذى هنأ الحضرى بحصوله على جائزة أفضل حارس فى البطولة تكريمًا للمستوى الراقى الذى قدمه الحضرى صاحب الـ 44 عامًا ونجاحه فى قيادة الفراعنة للتأهل إلى الدور النهائى بعد تصديه لركلتى ترجيح أمام بوركينا فاسو.
 
6- إعتذار كوبر
أعرب الأرجنتنى هيكتور كوبر ،المدير الفنى للمنتخب الوطنى، عن حزنه الشديد للهزيمة أمام الكاميرون وخسارته للقب، وقال كوبر: «كنت أرغب فى إسعاد الشعب المصرى ولكن هذا هو حال كرة القدم، لابد أن يكون هناك فريق فائز وآخر خاسر».
وأضاف مدرب الفراعنة، أن فريقه كان الأفضل فى الشوط الأول وأحرز هدفًا وكان بالإمكان تسجيل هدف آخر ولكن الحظ لم يحالف اللاعبين، وفى الشوط الثانى لم يكن العامل البدنى على قدر الحدث، حيث تراجع مستوى اللاعبين، وفقدوا السيطرة التى انتقلت إلى المنتخب الكاميرونى.
وتابع: «حزين لأننى خسرت نهائى جديد.. ولكنى حزين أكثر لعدم إسعاد الجماهير المصرية، التى كانت تنتظر اللقب الإفريقى الثامن وأعلم مدى عشقهم للكرة وأعتذر لهم عن الخسارة».
وشدد المدرب الأرجنتينى على أن القادم سيكون أفضل للمنتخب قائلًا: «قدمنا جيلًا جديدًا للكرة المصرية، ولدينا مباريات مهمة فى تصفيات كأس العالم، يجب أن نبدأ الاستعداد لها من الآن».
 
7- إشادة باللاعبين
 
أشاد النجوم القدامى للكرة المصرية، بأداء المنتخب الوطنى والروح العالية للاعبين طوال البطولة، وأجمع الكل على أن اللاعبين قدموا ما عليهم، ولا يلومهم أحد على الخسارة فى النهائى، خاصة فى ظل الظروف التى أحاطت بالمنتخب، وفى مقدمتها تعرض سبعة لاعبين للإصابة على مدار البطولة.
وفى مقدمة هؤلاء النجوم طاهر أبوزيد، وزير الرياضة السابق وعضو مجلس النواب، الذى أكد أن خسارة الفراعنة أمام الكاميرون لا تقلل من إنجازات اللاعبين والجهاز الفنى، خاصة أن منتخب مصر هو المنتخب العربى الوحيد، الذى تمكن من التأهل للنهائى.
وأضاف نجم المنتخب الوطنى والنادى الأهلى الأسبق أن المنتخب الوطنى واجه نقصًا فى صفوفه خلال البطولة، بعد فقد العديد من العناصر المهمة بسبب الإصابات والإيقافات، مشيرًا إلى أنه رغم الصعاب ظهر المعدن النفيس للاعبين المصريين، وأثبتوا أنهم على قدر المسئولية، معربًا عن تفاؤله بهذا الجيل الذى يمتاز بالروح والإصرار والعزيمة.
فيما أكد أحمد حسام «ميدو»، المدير الفنى لفريق وادى دجلة، أن المنتخب الوطنى حقق مكاسب عديدة بعيدًا عن خسارة اللقب، وكتب ميدو على، حسابه الشخصى بـ«تويتر» قائلا: «كنت أحلم بالبطولة ورأيتها فى الإمكان، لكننى فخور بمنتخب بلادى وأولاد بلدى أنهم قاتلوا حتى النهاية، تحية لرجال مصر».
وأضاف نجم منتخب مصر الأسبق: «بطولة كلها مكاسب لمنتخبنا، المدرب اكتسب الخبرة الإفريقية واللاعبين اكتسبوا أيضًا خبرات كبيرة جدًا وهذه البطولة هى بداية هذا الجيل الحقيقية..ارفعوا رؤوسكم».
ومن النجوم الحاليين، عبر حسنى عبدربه نجم المنتخب الوطنى السابق وقائد فريق الإسماعيلى الحالى، عن رضاه بالمستوى الذى قدمه اللاعبون خلال بطولة الأمم الإفريقية، على الرغم من فقدان اللقب ، وقال عبد ربه عبر حسابه على فيسبوك: «بالأخير أبطال بكل الأحوال، شكرًا لكل ما هو مصرى، أما تحكيم القارة مازال لا يتغير».