رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"المعدن الحقيقي للذهب الأوليمبي".. 5 مواقف إنسانية شهدتها "ريو دي جانيرو".. هولندية تنقذ حصانها بالانسحاب.. وعداءة تتنازل عن الفوز لمساعدة منافستها

جريدة الدستور

لم تعد دورة الألعاب الأولمبية فرصة لاستعراض مهارات اللاعبين وإحراز مراكز دولية متقدمة فحسب، وإنما باتت وجهة عالمية للكشف عن أخلاق المتسابقين ومدى تناغم الروح الرياضية فيما بينهم، وهو ما تجلى في دورة الألعاب الأولمبية المقامة حاليًا في المدينة البرازيلية ريو دي جانيرو.

وشهد أولمبياد ريو دي جانيرو العديد من اللقطات الإنسانية التي آثر فيها المتنافسون أخلاقهم الرياضة عن ميدالياتهم الذهبية.. وفي السطور التالية، تستعرض "الدستور" أبرز هذه اللقطات واللفتات النبيلة التي بزغت بين اللاعبين في أولمبياد هذا العام.

الفائزتان الخاسرتان:
وفي لفتة إنسانية نبيلة، آثرت العداءة النيوزيلندية "نيكي هامبلين" مساعدة منافستها الأميركية "آبي داغوستينو" التي تعثرت خلال سباق نصف النهائي بالجري 5000 متر في أولمبياد ريو دي جانيرو على إكمال السباق.

وقامت اللاعبة النيوزيلندية بمساعدة منافستها الأمريكية بعد أن سقطت في الدقيقة العاشرة، بالرغم من إمكانية الأخيرة النهوض ومتابعة السباق المحتدم، إلا أن روحها الرياضية دفعتها للتخلي عن السباق مقابل مساعدة منافستها، حيث قامت بمساعدتها على النهوض.

وجاءت اللفتة الأروع من الاتحاد الدولي لألعاب القوى الذي قرر اعتبار العداءتين فائزتين بالسباق، ويحق لهما بذلك المشاركة بنهائي 5000 متر، رغم خسارتهما أصلاً.


حصان أغلى من الذهب:
ولم تقتصر تضحيات المتنافسين على مساعدة زملائهم فقط، وإنما اتجه بعضهم للتنازل حفاظًا على أرواح حيواناتهم المفضلة، إذ انسحبت الفارسة الهولندية "أديليندي كورنيليسون" من مسابقة نهائي الترويض في الألعاب الأولمبية ريو دي جانيرو، رغم ترشيحها للفوز بالميدالية الذهبية، وذلك من أجل إنقاذ حياة حصانها “جيريش بارزيفال”، الذي عانى من ارتفاع درجة الحرارة.

وقبل بدء السباق، شعرت الفارسة الهولندية أن حصانها البالغ من العمر 19 عامًا في وضٍع سيئ، ونزلت دموعها خوفًا على حصانها، الأمر الذي جعلها تنسحب من المنافسة بعد أن هيأت نفسها للفوز بميدالية طيلة 4 سنوات.

وأشاد عدد كبير من المتابعين ووسائل الإعلام بموقف "كورنيلسون" وقرارها الشجاع بالحفاظ على حصانها على حساب طموحها وأحلامها في الفوز بميدالية في الأولمبياد، خاصة و أن "أديليندي كورنيليسون" تملك في رصيدها 14 ميدالية متنوعة، منهم ميداليتين أولمبيتين في لندن 2012، وثلاثة ببطولة العالم.

الأمطار تكشف أخلاق اللاعبين:
وفي لقطة أخرى أسفل الأمطار الغزيرة، رصدت كاميرات التصوير في أوليمبياد ريو دي جانيرو، أحد أبطال ألعاب القوى يدعي "ميلان تراجكوفيش" صربي الجنسية، وهو يقوم بخلع سترته الخاصة، ليضعها على كتف إحدى الفتيات المتطوعات لحمايتها من آثار الأمطار الغزيرة، في مشهد بدا رائعًا لكل مشاهديه، والذي وصفه رواد مواقع التواصل الإجتماعي بالموقف الرجولي.

الصديق الوفي:
وفي أثناء صعوده لاستلام ميداليته الذهبية التي حصل عليها في وزن 100 كم في أولمبياد ريو دي جانيرو، حرص لاعب الجودو التشيكي "لوكاس كارباليك"، على تكريم صديقه الذي رحل عنه قبل نحو عام.

وحمل "كارباليك" في يده اليسرى صورة صديقه الذي كان لاعبًا في رياضة الجودو أيضًا، بينما حمل الميدالية الذهبية في يده اليمنى، ليجسد بذلك المشهد أسمى المعاني الرياضية خلال أكبر الأحداث العالمية.

وحظى تصرف "كارباليك" بإشادة واسعة في وسائل الإعلام المختلفة وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، كذلك أثنى عليه مواطنوه، مؤكدين أنه كان وفيًا لصديقه الراحل، وبطريقة أكثر من رائعة.

الموت يخطف فرحة الفوز:
وفي لحظة مشتركة بين نشوة الفوز وآلام الموت، توفيت جدة الرباع التايلاندى "سينفيت كروايثونج" أثناء احتفالها باحرازه برونزية وزن 56 كم في ألعاب ريو دى جانيرو الأولمبية، لتتحول مشاهد الفرحة قى قرية الرباع التيلاندي إلى مشاهد درامية بعد أن توفيت بسبب قصور فى القلب نتيجه لفرحتها الزائدة.