رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العقل المصرى.. وافتقاد القدوة


مع محاور الثقافة المعاصرة ورؤى التواصل الاجتماعى ومع مسميات التحديث انتشرت محاور أخلاقية هدامة.. وفى حركة أى مجتمع يمثل التحديث نوعا لتجدد الحركة المجتمعية.. ومن هنا بناء الوعى الأخلاقى ضرورة حياتية.. والأخلاقيات سبيل لتحقيق لغة الإبداع والإنتاج بروح الفهم والنقد.. ومن هنا يمثل الإنسان نقطة الالتقاء السحرية بين الثقافة والطبيعة.. وفى ظل غياب القدوة انتشرت السلوكيات الهدامة والمفاهيم الخاطئة واتباع هوى النفس.. والعقل الإنسانى المعاصر يتناسى أن الحياة الدنيوية لا تمثل حياة الإنسان الحقيقية.. وهى مرتبطة بحقبة زمنية محدودة.. منها يتشكل اختبار لحياة حقيقية أعدها الله عز وجل لعباده المخلصين.. والدار الآخرة هى الحياة الحقيقية.. ولو نظرنا لحياة الإنسان الدنيوية نجدها: نجاح وفشل.. يسر وعسر.. راحة وشقاء.. ضحكات وبكائيات.. صعود وهبوط.. دموع وابتسامات.. ورود وشوك.. استقرار واضطراب.. إلخ.. ومن تلك الصفات وهى عديدة تشكل عقل إنسانى عليه أن يفكر ويعى لغة التأمل والتدبر.. ولو نظرنا لثوابت العقيدة نجدها تنظر للعقل باعتباره الحكم فى كل شىء.. والإسلام دين العقل والانفتاح فى شتى مجالات الحياة.. والإسلام دين وشرع.. ووضع حدودا ورسم حقوقا للجمع بين مصالح الدنيا والآخرة.. ومن حكمة الله عز وجل أن منح الإنسان خاصية الضمير كى يهتدى نحو الحقيقة.. وكتاب الله الكريم وصف النفس الإنسانية بصفات منها : خيرة وشريرة.. مقبلة ومعرضة.. مؤمنة وكافرة.. سوية وشاذة.. صاعدة وهابطة.. والإنسان يمتلك نقاط ضعف منها حبه للشهوات..

ولذلك فى ظل افتقاد القدوة أصبحت الكلمة التى ذات القيمة المعنوية لا تشكل لغة إيجابية مجتمعية.. ومن غابت : رعاية الحقوق.. وصلة الأرحام.. والعدل والإخاء وحينما تغيب القدوة تضعف حركة المجتمع ككل.. وأهل الجنوح يسارعون بارتكاب الجرائم الأسرية وغير الأسرية.. فى حركة الأسر المفككة والروابط العائلية الممزقة والأخلاقيات المنهارة والخواء العقلى.. وأى إنسان مسئول عن عقله وعلمه وجسمه وماله وأوقاته.. وقال الرسول «صلى الله عليه وسلم»: « لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن : عمره فيم أفناه.. وعن علمه ماذا فعل به.. وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه.. وعن جسمه فيما أبلاه » رواه الترمذى. والإسلام رحمة بالعقول البشرية من أن تضل أو تفتن بين لها نوعا من الحياة التى تحقق السعادة.

لقوله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم» الأنفال «24».