رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحوثيون يلوحون بالانسحاب من مشاورات الكويت

صوره ارشيفية
صوره ارشيفية

هددت جماعة أنصار الله (الحوثيون) وحليفهم الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح بانسحاب وفدهم من المشاورات التي تستضيفها الكويت حاليا بشأن الأزمة اليمنية إذا لم تتدخل الأمم المتحدة لحماية المدنيين في قرية الصراري بمديرية صبر الموادم بمحافظة تعز جنوب غربي اليمن ، وهي القرية التي تمكنت قوات الجيش اليمنى والمقاومة من تحريرها من سيطرة الحوثيين .

وأكد الوفد في بيان صدر عنه مساء أمس أنه يحتفظ بحقه في اتخاذ موقف يراه مناسبا خلال الأيام القادمة تجاه ما وصفه التصعيد الخطير، وطالب الوفد المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالتحرك الفوري للإفراج عن المختطفين وإنقاذ ما تبقى من القرية وساكنيها بالإضافة لسحب القوات التي دخلت القرية ووقف كافة أعمال التصعيد العسكري في عموم اليمن.

وأشار البيان إلى أن الوفد حذر خلال الأيام الماضية الأمم المتحدة والمجتمع الدولى من دخول القوات اليمنية الى هذه القرية المسالمة الخالية من الجيش واللجان الشعبية وطالبناهم بالتحرك العاجل لتفادي ما حدث ولكن للأسف لم تحدث أية استجابة.

وذكرت وكالة "خبر" للانباء التابعة لحزب المؤتمر بزعامة الرئيس السابق حليف الحوثيين أن الأمم المتحدة رفضت طلبا لوفد صنعاء في مشاورات الكويت (المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله) بتوفير طائرة للمغادرة كردة فعل على التصعيد العسكري والجوي وإزاء الأحداث التي شهدتها منطقة الصراري في محافظة تعز.

ونقلت الوكالة عن مصادر بالوفد أن الوفد أبلغ المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ أحمد بهذا الطلب إلا أنه يرفض مغادرة الوفد وأغلق تليفوناته مما أدى الى استياء أعضاء الوفد حيال الصمت الأممي.

ولم يتحدث وفد الحوثيين وصالح عن محافظة تعز بأكملها والتي تحاصر قواتهم المدينة منذ مارس 2014 وتشهد معارك وقصف للمدنيين بصورة يومية.

وفي نفس السياق، طالب الحوثى في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية في صنعاء التي تديرها الجماعة عقب صدور بيان ماكجولدريك الأمم المتحدة بالضغط لفتح ممرات امنه للمدنيين والجرحى في الصراري أو غيرها .

وكان منسق الشئون الإنسانية في اليمن قد دعا في بيان له ردا على مطالب الحوثيين إلى هدنة إنسانية فورية في محافظ تعز.. وأعرب عن القلق إزاء التقارير التي تتحدث عن التوتر المتزايد في محافظة تعز خصوصا المتعلقة منها بالتعزيزات لإغلاق مدينة تعز إضافة إلى التصعيد في الأعمال القتالية في منطقة الصراري.

وطالب المسئول الاممى جميع أطراف النزاع بضرورة امتثالها لواجباتها في ظل القانون الإنساني الدولي الذي يوجب الوصول الإنساني الدائم غير المشروط إلى جميع الأشخاص المحتاجين للمساعدة.

وحذر من أن كافة الأطراف التي تنتهك القانون الإنساني الدولي يجب أن تدرك بأنها قد تكون عرضة للمساءلة.

وهذا النداء من قبل منسق الشئون الإنسانية في اليمن أصدر مثله أكثر من مرة بعد مطالبات من الحكومة الشرعية وأهالى تعز المحاصرين منذ 16 شهرا ولم تحرك جماعة الحوثيين ساكنا أو تفتح منفذا لهم لتوفير احتياجاتهم المعيشية.

ومن جانبه قال عبده الجندى محافظ صنعاء المعين من قبل الحوثيين وهو المتحدث الرسمي باسم حزب المؤتمر أن الهجوم على الصرارى - في إشارة إلي تحريرها من سيطرة الحوثيين - نسف كل جهود السلام التي كانت تبذل من قبل لجنة السلام بالمحافظة .

يذكر أن لجنة للوساطة في المنطقة كانت قد تقدمت باستقالتها قبل عشرة أيام موجهة الاتهام للمليشيات الانقلابية بعدم الالتزام باتفاق الصلح الموقع معها والذي كان يهدف إلى تجنيب المنطقة ويلات الحرب والصراع وتسليم الأسلحة المكدسة في المنطقة.

وسخر المجلس العسكرى بتعز من اتهامات الحوثيين وصالح للقوات الشرعية وأوضح أن الجيش الوطنى والمقاومة أحرص منهم على تعز والصرارى التي يتباكى عليها الحوثيون وصالح الآن .. وأكد العقيد منصور الحسانى المتحدث باسم المجلس أن الذين يدعون ويروجون ويذرفون دموع التماسيح علي الصراري هم آخر من يتباكى على أبناء تعز وأن القوات الشرعية وقفت أمامهم من أجل الدفاع عن المواطنين وقطع اليد التي تمتد إليهم .

وأكد الحساني أن الأهم من تحرير الصرارى هو كشف مخطط هذه العناصر التي كانت ستقوم بتنفيذه من خلال تفجير الوضع من داخل القرية وإرباك الوضع الأمنى ليتمكنوا من الهجوم علي منطقة الشقب والسيطرة علي موقع الأعروس الإستراتيجي والالتحام بالصراري.. وأضاف أن هذا القرية تتحكم بالطريق الرئيسي الواصل من المسراخ الي الأعروس ومنه الي داخل مدينة تعز وهو خط بديل يغذي المدينة بكثير من الاحتياجات في ظل الحصار لكنه كان معطل بسبب عناصر الحوثي داخل الصراري وبتحريرها سيصبح الطريق أمنا وصالحا للمرور .

وتطرق المتحدث الى نتائج العملية الأمنية التي نفذتها القوات الشرعية في الصراري فقال أنه تم اعتقال 30 من العناصر الحوثية المتسللة الي داخل القرية والتي قامت بإثارة الوضع الأمني في المنطقة وترهيب وترويع السكان وسقط عدد منهم بين قتيل وجريح بينهم عناصر من محافظات أخري .

واكد أن العملية تمت بنجاح كبير دون خسائر تذكر من طرف الجيش الوطني والمقاومة الشعبية والآن أصبحت الأوضاع مستقرة وهادئة.

وذكرت مصادر المقاومة الشعبية المؤيدة للشرعية في تعز أن المليشيات الحوثية تنتقم لسقوط الصرارى وقامت الليلة الماضية بقصف جبل صبر بالمدفعية والأسلحة الثقيلة وسقطت أسرة بكاملها في منطقة الشقب بين قتيل وجريح اثر سقوط قذيفة علي منزلهم .

وأضافت أن المليشيات استهدفت الأحياء السكنية في الأربعين والبعرارة ومواقع الدفاع الجوي وسمعت أصوات الانفجارات في أنحاء متفرقة من المدينة.

وقد حققت قوات الجيش والمقاومة بتحرير الصرارى التي كانت تعد معقلا للحوثيين في منطقة جبل صبر جنوب غرب تعز عدة مكاسب فقد تمكنت من حماية موقع الاعروس الاستراتيجي حماية كاملة من تهديدات الحوثيين .. وهذه القرية تقع في عمق مناطق الجيش الوطني ويمكنه منها التحكم في طرق رئيسية الأمر الذي يسهل تخفيف الحصار على أهالي المنطقة كما يفتح المجال أمام القوات الشرعية للتقدم لمهاجمة مواقع المليشيات في الشرق بجانب الانتصار المعنوي للقوات.