رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جماعة الإخوان المسلحين


كتبت من قبل وصرخت بأعلى صوتى، احذروا هناك نظام خاص مسلح داخل جماعة الإخوان، وهذا النظام هو جيش من المدنيين تم تدريبهم على القتال عبر سنوات ماضية، وتم مسح عقولهم حتى أصبحوا مسوخاً بشرية لا عقل لها ولا قلب فيها، كما سبق

وأن حذرت من حرب أهلية تشنها جماعة الإخوان للحفاظ على الكرسى، جماعة الإخوان التى نراها الآن لا تعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكنها فقط تتبع سنة سيدهم «نيرون» الذى حرق روما، وما حدث من ميليشيات الإخوان يوم الأربعاء الدامى فى غزوة «قصر الاتحادية» هو من بشائر تلك الحرب الأهلية، ولعلكم شاهدتم أفراد الجماعة المنظمين وهم يجرون فى خطوات عسكرية منتظمة وهم يصيحون سوياً صيحات حماسية، ثم قاموا بالهجوم العسكرى على الثوار فسقط قتلى وسالت دماء، وهو نفس الأمر الذى حوكم من أجله الرئيس المخلوع مبارك، ويبدو أن الرئيس مرسى يسير على خطى مبارك لا يحيد عن طريقه قيد أنملة، مبارك كان مسئولاً ومرسى يجب أن يكون مسئولاً، فسياسة الكيل بمكيالين تتقنها التنظيمات الفاشية لكنها ليست من مناهج العدالة، وإذا كانت الأنظمة السابقة فشلت فى القضاء على الإخوان فإنهم وبأيديهم نجحوا فى القضاء على سمعتهم فأصبحت الجماعة تستحق عن جدارة لقب «عدوة الشعب» فالشعب المصرى يكره الجماعات التى تمارس العنف وسيلفظهم الشعب لأنهم جسم غريب عليه .

والنظام الخاص الذى هو جيش الجماعة والذى يمارس العنف له قصة، فقد رأى حسن البنا أنه ضرورة لابد منها، والضرورات تبيح التنظيمات المسلحة، ومع ذلك كانت الجماعة فى تلك الفترات، من أواخر الثلاثينيات إلى أواخر الأربعينيات، جماعة مستضعفة تحاول أن تخرج من الشرنقة، كانت هذه المرحلة هى مرحلة الكر والفر، المناورة والمداراة، اللعب بالسياسة، واللعب على السياسة، استطال النظام الخاص، وقتل واغتال، النقراشى، الخازندار، تفجيرات، محاولة نسف محكمة مصر، فقدت الجماعة أعصابها وانطلقت متمردة لا تلوى على شىء، وما إن كشرت عن أنيابها حتى كشر الملك عن أنيابه، خرجوا من الشرنقة ليدخلوا السجون، وبعد اغتيال البنا ظلت الجماعة تائهة، كانت على وشك الانقراض لولا أن الملك فاروق أعطاها قبلة الحياة مرة أخرى، فالسياسة ليس لها عاطفة، وإذا لم تستطع القضاء على جماعة ما فالأحسن لك أن تسيطر عليها .

وبثورة يوليو ظنت الجماعة أنها وصلت إلى التمكين، وعاشت فى نشوة الحلم عامين، ولأنها ضعيفة فى السياسة فإنها استحقت «صفر من عشرة»، سقطت الجماعة فى بحر طموحاتها ورعونتها، استقوت على الضباط الأحرار، ومن يستقوى على السلاح لا ينتظر النجاح، ودخلت الجماعة من جديد إلى السجون، ليتوقف الحلم فى فاصل ثم نعود، وبعد الفاصل تعود الجماعة فى عهد السادات، ونبدأ السطر من أوله، فترة راحة ونشوة وحلم بالتمكين، وصفر على عشرة فى السياسة، ومن حلم التمكين إلى الصدام، لنعيد الدرس من الألف إلى الياء، لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين والكّيس بالشدة على الياء من دان نفسه ولكن الإخوان لا يدينون أنفسهم، الخطأ دائماً من الآخرين .

وتانى تانى تانى، راجعين لنفس السيناريو الذى أصبح مملا ومحفوظاً من كثرة التكرار، والتكرار يعلم الشطار، ولا شاطر فى الإخوان وقتها، ونعود إلى الحلم فى عهد مبارك، وحلمك ياشيخ علام، حلم التمكين، والتمكين يجب أن يسبقه الفتح، والانتخابات البرلمانية هى حلم الفتح، فى أول عهد مبارك صلح وسمن على عسل وسياسة الضوء الأخضر وصلات واتصالات، وفى منتصف عهد مبارك أبواب مغلقة وسوء تفاهم وصدام ومحاكم عسكرية وسجون، ليعود الإخوان إلى الشرنقة، ولكن مساحة الحرية فى العالم، ذلك العالم الذى أصبح مفتوحاً للجميع، تسمح للإخوان بمساحة من الهواء وكمية من الضوء لا بأس بها، والبرلمان هو بوابة الهواء والضوء، والنقابات هى وسيلة الإخوان للحصول على شرعية والتحرك الجماهيرى، ومن النقابات كان الفتح، ولا بأس من من بعض المقاعد فى البرلمان، قليل من المقاعد تُصلح معدة النظام وترضى شبق الإخوان، ولكن الحلم مساحته ممتدة، ليس الخلافة فقط ولكن تسيّد العالم .

وندخل إلى عهد جديد، عهد الثورات، ثورات الربيع العربى، من تونس، إلى مصر، ومن مصر إلى ليبيا، ومن ليبيا إلى سوريا واليمن، وهلم جرا، نأتى إلى ثورة يناير، طبعاً وفقاً للمعروف هى ثورة لم يقم بها الإخوان ولكنهم انضموا لها عندما استيقنتها أنفسهم أنها من عند الشعب وأن مآلها النجاح، وكانت الثورة بالنسبة للإخوان هى الفتح، إنا فتحنا لكم بلداً طيباً، وأصبح الإخوان فى المشهد كله، من أول الاستفتاء على تعديل الدستور إلى مساحة الحرية وتأسيس حزب شرعى يدمجهم فى الحركة السياسية والحياة المدنية، ومقرات للجماعة تسد عين الشمس فى كل مكان وكل حى، مصر مفتوحة أمامكم، بالأحضان يامصر، ومن الحضن ما خنق، وما بين الخانق والمخنوق عشرة عمر .

وفى مصر سالت الملايين من جنيهات الإخوان فى انتخابات البرلمان، كله يهون والانتخابات تتم، لا أهمية فى مصر لأى شىء آخر، الانتخابات دونها الموت، فها هو حلم حسن البنا يكاد يكتمل، صيحات شباب الإخوان على شبكة الفيس بوك تتصاعد إلى عنان الإنترنت فرحاً وصخباً، لن يوقفنا التحرير وثواره عن حلم العمر، البرلمان هو كعبتنا والموت فى سبيل العضوية أسمى أمانينا، فالبرلمان بالنسبة لهم بداية فتحهم لمصر تلك الكلمة التى كررها الرئيس مرسى وقت الانتخابات، وفتح مصر كان وثيقة لخيرت الشاطر، وفتح مصر حالياً هو خطة الإخوان المرئية للجميع لم ينكروها بل يؤكدونها، ولعلكم لم تضعوا الخطوط الحمراء تحت عبارة قالها الرئيس مرسى حينما كان رئيساً لحزبهم وقت الانتخابات البرلمانية إذ قال فى بيان له : لا تنزلوا من جبل أُحد فما زالت الغزوة قائمة، لا تبحثوا عن الغنائم الآن !!! .

وبهذا نعرف أننا كلنا خارج دائرة الإسلام وهم أهل التوحيد !! حتى لو حدثت بعض تجاوزات فى الانتخابات «فلا شىء يهم» على رأى الراحل إحسان عبد القدوس، فى عهد مبارك التجاوزات جريمة يجب من أجلها حل مجلس الشعب وإعادة الانتخابات سبع مرات، وتجاوزاتهم التى شهد بها العالم «قليل من الماء يطهرها» تزوير مبارك كفر وتزويرهم قربى لله !! .

وبعد انتخابات الرئاسة وحينما بدأ الرئيس يترجم فاشية الجماعة إلى قرارات سياسية كان لابد للنظام الخاص أن يظهر على السطح ليرهب القوى الثورية، وقد ظهر ولن يختفى وسيكون مثل الحرس الثورى الإيرانى، وهنيئاً لنا تنظيماً مسلحاً فاشياً منهجه الوحيد هو الحديد والنار، ولكننى أثق أن النار ستلتهمهم