رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصر تطلق «بالونة اختبار» لجس نبض الدوحة.. «شكري» يؤكد استعداد القاهرة لتحسين العلاقات مع قطر.. ومراقبون: «الدوحة هي من بدأت القطيعة وبيدها أن تنهيها»

شكري
شكري


حالة من الهدوء، شهدتها العلاقة بين مصر وقطر، منذ مطلع العام الحالي، الذي لم يشهد تراشقًا ‏بالتصريحات من الجانبين، أو دعوات جديدة للمُصالحة التي لا تلبث وتعمق الأزمة من جديد، حتى وضع ‏سامح شكري، وزير الخارجية المصري، نهاية لفترة السكوت بين القاهرة والدوحة.‏
خلال لقاء له، مع الإعلامي شريف عامر، أعرب شكري، عن تمني القاهرة تحسين العلاقة مع الدوحة، ‏بقوله: «نتمنى تحسين العلاقات مع قطر»، واضعًا عددًا من الشروط التي يجب أن تتبعها قطر للتصالح ‏معها، جاء على رأسها حسن النية.‏

وأشار إلى أن مصر دائمًا ما تفتح ذراعيها لكافة أشقائها العرب، لكن العلاقات الراهنة مع قطر لازالت ‏متأزمة، موضحًا أنه عندما يتغير وضع قطر تجاه مصر، فلا مانع من المصالحة‎.‎

ورأى خبراء الشأن السياسي، أن تصريح وزير الخارجية المصري، ربما يكون بلونة اختبار لجس نبض ‏الدوحة، حول استعدادها لإتمام هذه المُصالحة، وتنفيذ شروط القاهرة، محددين هذه الشروط التي تقف عائق ‏في وجه تسوية الأزمة.‏

الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أوضح أن التصريح ربما يكون بلونة اختبار ‏لجس نبض الدوحة، حول موقفها من فكرة المصالحة مع مصر، استعدادًا من القاهرة للمضي في بعض ‏الخطوات مستقبلًا نحو عودة العلاقات من جديد.‏

وأشار إلى أن العلاقات بين الدول لاسيما التي يقع بينها خلاف أو قطيعة، مثل مصر وقطر، لا تعود ‏بتصريحات عبر وسائل الإعلام، أو تمنيات الجانبين على الفضائيات، ولكن لا بد من وجود لقاءات ‏وحوارات كثيرة، يطرح خلالها كل طرف وجهة نظره الخاصة، لتحسس مدى استعداد الطرف الآخر ‏لإنهاء الأزمة.‏

ولفت إلى أن مصر وقطر بينهما أزمات متعددة، لن تنته في يوم وليلة، ولكنها ستأخذ وقتا طويلا، لتسوية ‏كل الخلافات، مشددًا على ضرورة وقف التراشق الإعلامي بينهما، وتحديد المطلوب من القاهرة والدوحة، ‏لإنجاز المصالحة، وعدم الاكتفاء بالتصريحات الدبلوماسية فقط، وإعادة التطبيع على المستويين الرسمي ‏والشعبي، بشروط كل منهم.‏

يُشار إلى أن بنهاية العام الماضي، قام وزير الخارجية المصري، خلال مفاوضات أزمة سد النهضة ‏الإثيوبي، بإلقاء الميكروفون الخاص بقناة الجزيرة القطرية، تعبيرًا منه عن رفضه لحضور القناة الممثلة ‏عن قطر هذه الاجتماعات، الأمر الذي سخر منه البعض وأطلقوا عليها "غزوة إلقاء الميكروفون".‏

وأكد مروان يونس، مستشار التخطيط الدولي والسياسي، على أن مصر تمارس بهذا التصريح دورها في ‏كونها حاضنة للدول العربية، لكن المُصالحة لن تتم إلا بعد الموافقة على شروط الجانب المصري، ‏المتمثلة في عدم حماية قيادات الإخوان، لاسيما من صدر ضدهم أحكام في مصر، ووقف تمويل الجماعات ‏الإرهابية، وحملات التحريض التي تقودها.‏

وشدد على ضرورة ألا تربط الدوحة الإخوان بفكرة المُصالحة مع مصر، لاسيما أنها تعتبرها جزءً من أي ‏تسوية أو حل سياسي مع مصر، وتضعها عائقًا في إتمام المصالحة؛ لأنها بذلك تجبر القاهرة على الاختيار ‏بين المُصالحة والإخوان.‏

ولفت، إلى أن قطر لن تلتزم بأي من الشروط المصرية، وسبق ودخلت السعودية لإنهاء الخلاف، إلا أن ‏مبادرتها انتهت بالفشل كالعادة، مشيرًا إلى أن تصريح وزير الخارجية المصري، جاء بدافع أن الجانب ‏المصري لن يرفض فكرة تحسين علاقته مع أي من الدول العربية.‏

وخلال اللقاء، أكد شكري، أن الدوحة عليها تتبع عدد من الإجراءات والخطوات العملية بما يبرهن حسن ‏نيتها في علاقات جيدة مع مصر.

وفي هذا الصدد، علق السفير رخا أحمد حسين، مساعد وزير الخارجية المصري، على أن الأزمة بدأتها ‏قطر، وهي من تستطيع إنهائها، بوقف الحملات العدائية والسلبية التي تشنها ضد القاهرة، وتسليم القضاء ‏المصري المطلوبين من قيادات الجماعة للمحاكمة.‏

وأضاف، أن طوال فترة القطيعة بين الجانبين، كانت تسعى قطر دومًا لإطلاق التصريحات الاستفزازية ‏التي تعمق الأزمة أكثر من اللازم، وكانت تصريحات الجانب المصري ما هي إلا ردود فعل، فالحل بات ‏الآن في يد الدوحة بقبولها لهذه الشروط.‏

وأشار إلى أن مصلحة مصر إتمام مصالحة مع قطر، لأن هناك مصالح مشتركة تجمع الطرفين، ولابد من ‏وجود علاقات طبية بين دول الخليج، التي ستنعكس بوادرها على الجانبين، مشيرًا إلى أن الوضع سيبقى ‏كما هو أن لم تستجب قطر لهذه الشروط، وهو أمر متوقع مثلما حدث وقت الوساطة السعودية.‏