رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في الذكرى الـ39 لرحيل "العندليب".. عبد الحليم حافظ نشأ يتيمًا واصطحبه المرض منذ ولادته.. فحفر اسمه بين العملاقة.. وشجع ثورة 23 يوليو بأغانيه

جريدة الدستور

غنى فملأ الكون بكلماته الراقية وأغانيه الرصينة وصوته الدافئ، فذاع صيته وتلألأ اسمه حتى أصبح من أبرز عمالقة الغناء في القرن العشرين .

وبالرغم من حياته المأساوية وبدايته الكادحة التي كانت كفيلة بتحطيمه وعرقلته إلا أنه استطاع أن يتربع على عرش الغناء، فهو بالتأكيد أحلى وأرقى صوت في تاريخ الأغنية على الإطلاق .

فتاريخ مصر الموسيقى والغنائي لا يمتلك إلا "عندليب واحد" فمنذ رحيله لم يغب يوما عن الشارع المصري ولا عن بال جمهوره الذي ظل يردد أغانيه حتى الآن، إنه العندليب الأسمر " عبد الحليم حافظ " الذي تحل اليوم الذكرى الـ 39 على رحيله.

مأساة منذ مولده ..

ولد العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ في يوم 21 يونيو عام 1929 في قرية الحلويات التابعة لمحافظة الشرقية، لأسرة متواضعة الحال وهو الابن الأصغر بين أربعة إخوة وهم إسماعيل الأخ الأكبر الذي كان مدرسا للموسيقى في وزارة التربية ومحمد وعلية، وتوفت والدته بعد أيام قليلة من ولادته ، وقبل أن يتم عبد الحليم عامه الأول توفى والده لينشأ يتيما ويعيش في منزل خاله الحج متولي عماشة .

صراعه مع المرض ..

عاش العندليب حياة مأساوية منذ ولادته حيث أصيب بمرض البلهارسيا في صغره من ترعة القرية وزاد عليه المرض عندما نقل إليه دم ملوث أثناء إجرائه عمليات جراحية في مراحل علاجه .
وتعطلت مسيرته الفنية في فترة من حياته عندما اكتشف الأطباء هذا المرض عام 1956 ، وأجرى أكثر من 60 عملية جراحية .

دراسته ..
درس عبدالحليم بالمعهد العالي للموسيقى قسم التلحين عام 1929 ، وبعد أن تخرج عمل مدرسا للموسيقى بإحدى المدارس لمدة 4 سنوات ، ثم التقى بالملحن كمال الطويل ورشحه للسفر في منحة حكومية، ثم قدم استقالته من التدريس والتحق بفرقة الإذاعة الموسيقية عازفا على ألة الأبوا .

بداية الغناء ..

بدأ العندليب حياته الغنائية عندما أجاز الغناء في الإذاعة واكتشفه الإذاعي الكبير حافظ عبد الوهاب وسمح له باستخدام اسمه حافظ بدلا من شبانة، وقدم قصيدة " لقاء " كلمات صلاح عبد الصبور، ولحن كمال الطويل في الإذاعة .

فبدأ يتعاون معه العديد الملحنين الكبار منهم المحلن كمال الطويل ، وبليغ حمدى ، محمد الموجى ، محمد عبدالوهاب وقدم معهم العديد من الأعمال التي لازالت خالدة حتى الآن منها " أهواك " تلحين عبد الوهاب، " قارئة الفنجان "، "صافينى مرة " ألحان محمد الموجى، و " موعود " ألحان بليغ حمدى ، و"على قد الشوق " ألحان كمال الطويل ، وتعاون أول مرة مع الموسيقار عبد الوهاب فى أغنية وطنية بعنوان " الله يا بلدنا " .

مشواره السينمائي ..

بدأ عبد الحليم مشواره السينمائي وقدم العديد من الأعمال التي رسخت الساحة الفنية في ذلك الوقت حيث قدم ستة عشر فيلما سينمائيا منها فيلم "معبودة الجماهير" الذي استمر تصويره لفترة طويلة دامت أربعة أعوام وشاركه البطولة الفنانة شادية ، زينات صدقى ، فؤاد المهندس .

وفيلم " يوم من عمري " 1961 وقدم أربع أغان خلال هذا الفيلم وهي " بأمر الحب " ،" ضحك ولعب وجد وحب " ، " بعد إيه " ، " خايف مرة أحب " . ، وفيلم " دليلة " الذى يعد أول فيلم مصري ملون عام 1956 وشاركه البطولة الفنانة زبيدة ثروت، شادية ، رشدى أباظة .

كما قدم فيلم " الخطايا " عام 1962 وشاركه البطولة الفنان عماد حمدى ، حسن يوسف ، نادية لطفى ، "الوسادة الخالية" عام 1956 مع الفنانة لبنى عبدالعزيز ، عمر الحريرى ، و"لحن الوفاء " الذي يعد أول افلامه عام 1955 وشاركه البطولة شادية ،حسين رياض ، وفيلم " أبى فوق الشجرة " الذى يعد آخر عمل سينمائى عام 1969 مع الفنانة ميرفت أمين ، نادية لطفى ، عماد حمدى ويعد من أهم الأفلام فى تاريخ السينما المصرية .

أعماله الغنائية ..
قدم العندليب الأسمر العديد من الروائع الغنائية على مدى مشواره الفنى، حيث قدم أكثر من مائتين وثلاثين أغنية تميزت بالإحساس والعاطفة منها أغنية " توبة "، و " يا خلى القلب ألحان عبد الوهاب ، "حبيبها " ألحان كمال الطويل ، " جانا الهوى " و " حبيبتى من تكون " ألحان بليغ حمدى ،" موعود " ألحان بليغ حمدى ، " قارئة الفنجان " عام 1977 وكانت هذة الأغنية آخر ما غنى عبدالحليم .

كما أبدع العندليب فى الابتهالات الدينية منها " أدعوك يا سامع " ، " يا خالق الزهر ، " أنا من تراب " ، " ورق الشجر " ، " بين صحبة الورد " .

حفلاته ..
قام بتقديم العديد من الحفلات فى المناسبات المختلفة وكانت أخر حفلاته عام 1977 وقدم فيها العندليب " قارئة الفنجان " لأول مرة .

مواقفه السياسية ..

كان له دور كبير بالحياة السياسية وغنى العديد من الأغاني الوطنية منها إحنا الشعب التي أهداها لجمال عبد الناصر بمناسبة توليه الرئاسة، وأغنية أحلف بسماها بمناسبة تحرير أرض سيناء، والجزائر ليحيى فيها كفاح أهل الجزائر الذين نالوا استقلالهم عام 1962 .

تشجيعه لثورة 23 يوليو ..

وقام بتشجيع ثورة 23 يوليو من خلال أغنية العهد الجديد الذي يعد أول نشيد وطنى بعد الثورة ، وغناء حكاية شعب كلمات أحمد شفيق كامل وألحان كمال الطويل، في حفل أضواء المدينة الذي أقيم بمدينة أسوان للاحتفال بوضع حجر الأساس ببناء السد العالي ، وغناء عاش اللى قال احتفالا بنصر أكتوبر 1973 .

تصدى للعدوان الثلاثى ..
كما تصدى للعدوان الثلاثى من خلال أغنية الله يا بلدنا التى تعاون فيها لأول مرة مع الموسيقار عبدالوهاب عام 1956 ، وغناء النجمة مالت على القمر احتفالا بافتتاح قناة السويس العالمية .

أبرز الشائعات التي تعرض لها ..
ظلت الشائعات تراود حياة العندليب وحتى بعد وفاته، حيث يعد زواجه من السندريلا سعاد حسني هي الأبرز بين شائعات الحب والزواج ، بالإضافة الى شائعات الحب التى جمعت بينه وبين عدة فنانات أبرزهن الفنانة نجلاء فتحى حيث جمعتهما علاقة صداقة من نوع خاص والبعض أطلق عيلها علاقة حب قوية ، كما أكد البعض وجود علاقة حب تجمعه مع المطربة وردة الجزائرية .

من أبرز الشائعات التى طاردت العندليب بعد وفاته، بعد مرور 29 عاما، هو أن هناك بعض الأشخاص قالوا بأنهم نزلوا إلى مقبرة العندليب واكتشفوا أن جثمانه كما هو لم يتحلل ومازال على حاله منذ أن دفن .

رحيله ..
رحل العندليب الأسمر يوم الأربعاء فى 30 مارس عام 1977 عن عمر يناهز 47 عاما فى لندن ، بعد معاناة طويلة مع المرض ، وودعه عدد حاشد من الجمهور حزنا عليه ، حتى قامت بعد الفتايات بالانتحار بعد سماعها خبر وفاته وتم تشييع جثمانه فى جنازة مهيبة حتى تعدى عدد المشاركين فيها أكثر من 2.5 مليون شخص .