رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عيد الأم فى قصر ثقافة مصر الجديدة


ألف مليون تحية لأمهات الشهداء الذين يقدمون أغلى وأعز ما عندهم، فلذات أكبادهم، فداءً للوطن. ألف مليون تحية لأمنا البهية مصر، الحمولة، الصبورة، الحنونة، الجسورة، الأبية، المحروسة بربها وشعبها... خلال هذا الأسبوع، وفى إطار الاحتفالات بعيد الأم تلقيت دعوة كريمة من الأستاذة إلهام واصف مديرة الدراسات والبحوث بمديرية ثقافة القاهرة لحضور احتفالية عيد الأم بقصر ثقافة مصر الجديدة. استقبلتنا الأستاذة سوزان حلمى- مديرة القصر- بكل ترحاب هى وزميلاتها ومنذ أن وصلت المكان وجدت خلية نحل تقوم على الفنون والإبداع فى كل ركن من أركان المكان: المكتبة العامة، ومكتبة الطفل، والفنون التشكيلية، ونادى العلوم، ونادى الموسيقى، ونادى تكنولوجيا المعلومات، ونادى الفنون والثقافة، ونادى الأدب، غير أنشطة محو الأمية والأنشطة الخاصة بالندوات الثقافية والفنية. إن قصور الثقافة والمنتشرة فى كل أنحاء الجمهورية فى كل حى وقرية ومدينة ومحافظة هى القادرة على نشر الثقافة فى مواجهة التطرف والإرهاب والعنف والأفكار الظلامية التى سادت فى الفترة الأخيرة.

تناولت الندوة الاهتمام بتربية النشء منذ الصغر، ومشاركة الأم ودور الحضانة والمدارس والجامعات والمؤسسات الثقافية والفنية والرياضية والدينية فى تنمية مواردنا البشرية من الأطفال والشباب الذين هم أساس المستقبل. إن الاهتمام بالمواهب ورعايتها وتنميتها وتدريبها منذ الصغر من العوامل المهمة فى مكافحة الإرهاب. إن تنمية الحرف البيئية والحفاظ على التراث عامل مهم من عوامل مكافحة الإرهاب. إن الاهتمام بالتعليم ومحو الأمية والتربية الدينية السليمة التى تقوم على فهم صحيح الدين هى عوامل مهمة لمكافحة الإرهاب.

كما تناولت الندوة فى احتفالية عيد الأم بقصر الثقافة تاريخ كفاح المرأة المصرية وحجم مشاركتها فى بناء وتقدم المجتمع، حيث إن 37% من الأسر المصرية تعولها امرأة. وهذا يحتم أن تتناول التشريعات والقوانين الخاصة بالعمل مواد تتيح للمرأة التوفيق بين عملها خارج المنزل والدور الذى تقوم به فى رعاية وتربية الأطفال وخدمة أسرتها بالمنزل.

كما دار الحوار والنقاش حول الاستعداد للانتخابات المحلية وأهمية مشاركة المرأة فى العمل العام والترشح فى المجالس المحلية وتحمل المسئولية فى تقديم الجهد لخدمة الحى والقرية والمدينة. إننى أتوجه إلى مدير مديرية ثقافة القاهرة الأستاذ محمد سعيد، كما أتوجه إلى المبدع الدكتور سيد خطاب- رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة- بنداء لحل المشاكل البسيطة التى تواجه معظم قصور الثقافة ومنها توفير لمبات لكى تكون الإضاءة كافية، أو مراوح جديدة أو زيادة عدد الكراسى، هذا غير ترميم الأثاث، ولقد ناشدت من قبل المسئولين فى الهيئة الاهتمام بقصر ثقافة منشية ناصر ومسرحه الذى يعتبر تحفة فنية ومكاناً رائعاً ويحتاج إلى بعض الترميم كى تضاء لياليه فى سماء القاهرة بالنشاط المسرحى والأفلام السينمائية وفى إطار الاحتفال بالمرأة المصرية احتفلت الجبهة الوطنية لنساء مصر بعيد الأم وعيد المرأة العالمى وعيد المرأة المصرية فى وجود عضوات الجبهة، والتى تكونت منذ 4 سنوات من عدد من نساء مصر فى الأحزاب والنساء المستقلات والمثقفات والمبدعات. وضمت فقرات الاحتفال تكريماً للشخصيات التى كان لها دور أساسى فى تأسيس الجبهة وهن الراحلات المناضلات العظيمات فتحية العسال وليلى الشالوعظيمة الحسينى. ورغم رحيلهن عن دنيانا فإنهن باقيات معنا بروحهن وخبراتهن التى علمونا إياها ونضالهن الطويل من أجل وطن خال من التمييز، وطن عادل، ومن أجل التصدى لكل الأفكار المتشددة التى تنتقص من دور المرأة. كما كرم الحضور المناضلة الكبيرة التى شاركت فى تأسيس الجبهة السيدة إجلال عبده ووسط حضور عدد من النائبات والنواب دار الحوار حول مطالب المرأة من البرلمان، وكانت بيننا النائبة منى منير، والتى شاركت فى تأسيس الجبهة وحرصت على الحضور لتؤكد على مواصلة مسيرة المرأة، وعلى أولوية التشريعات والقوانين التى يتحقق من خلالها مبادئ الدستور فى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والحريات للشعب المصرى كما حضرت نساء اتحاد المرأة الفلسطينية للمشاركة بهذا الاحتفال كشريكات معنا فى جبهة نساء مصر وفلسطين، والتى تكونت منذ أكثر من عام لإيماننا بأن قضية الأرض المحتلة هى قضية الأمن القومى المصرى والعربى. وأكد الحضور على الوقوف مع وحدة سوريا أرضاً وشعباً، وعلى استمرار مقاومة العدو الصهيونى، وعلى الثوابت الخاصة بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين، ومقاومة التطبيع مع العدو الصهيونى فى كل المجالات الاقتصادية والسياسية والرياضية والفنية والثقافية كما أكد الحضور على عدم المصالحة مع كل التيارات المتأسلمة وعلى رأسها جماعة الإخوان الضالعة فى تنفيذ مخطط انتهاج العنف والتخريب والقتل لإنهاك مصر وتفتيتها وتفتيت البلدان العربية وتسليمها لقمة سائغة فى فم الدول الرأسمالية المتوحشة المعسكرة، وبمساعدة دول إقليمية وعلى رأسها تركيا وقطر، وبمساعدة الاستخبارات الإسرائيلية والغربية. لا تصالح على الدم، لا تصالح على حساب أرض الوطن، لا تصالح مع الخونة والجواسيس والقتلة. وانتهى الاحتفال بغناء سفيرة التغنى بحب وعشق الوطن الفنانة عزة بلبع، ومشاركة فريق كورال عباد الشمس الفلسطينى مردداً الأغانى الشعبية والتراثية والوطنية حفاظاً على التراث الفلسطينى كل التحية لروح الشهيدات المصريات الخالدات اللاتى سقطن دفاعاً عن مصر فى يوم المرأة المصرية، 16 مارس 1919: حميدة خليل ونعيمة عبد الحميد وفاطمة محمود ونعمات محمد وحميدة سليمان ويمنى صبيح، فهذا هو سبب اختيار يوم 16 مارس يوماً للمرأة المصرية.