رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«حزب الله» يسير على خطى روسيا بالانسحاب من حلب.. وخبراء: من المبكر الحكم الآن.. وثلاثة سيناريوهات للحركة

جريدة الدستور


كشفت تقارير صحفية لبنانية، أن ميلشيات حزب الله اللبناني، قررت الانسحاب من حلب، مع الإبقاء عليها في العاصمة السورية دمشق والمناطق الحدودية مع لبنان.
وقال موقع «جنوبية» اللبناني، إن المئات من عناصر حزب الله الذين يقاتلون في سوريا بدأوا منذ عصر الاثنين الماضي، بالعودة إلى منازلهم بالضاحية الجنوبية بشكل مفاجئ وكثيف دون سابق إنذار.
وكشف أن هذا الانسحاب "يأتي تنفيذا لاتفاق روسي أمريكي، يقضي بدعم العملية السياسية جديا في سوريا، ومن ضمن ذلك انسحاب حزب الله وتثبيت الهدنة، وجاء تتويج ذلك بإعلان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بدء سحب أجزاء كبيرة من القوات الروسية في سوريا.
وأورد الموقع أن الانسحاب سيكون من مناطق مثل حلب، لكن الحزب لن ينسحب من دمشق والمناطق المحاذية للحدود اللبنانية مثل القلمون والزبداني.
كان الرئيس اللبناني السابق، ميشال سليمان، دعا فور صدور القرار الروسي، ميليشيات حزب الله، إلى الانسحاب كما فعل الروس، قائلا عبر صفحته في «تويتر» أمام إعلان موسكو سحب قوتها الرئيسية من سوريا، بات انسحاب حزب الله أمراً ضروريًا.
ورغم التأكيدات نفى حزب الله اللبناني، اليوم، الأنباء المتداولة حول انسحاب قواته من سوريا، مؤكدا أنه يواصل محاربة الإرهابيين في البلاد.
وقال المكتب الصحفي للحزب، في حديث لوكالة «نوفوستي» الروسية: «أبواق المجموعات المسلحة نشرت، إثر إعلان موسكو سحب القوات الجوية الفضائية الروسية من سوريا، أنباء باطلة حول انسحاب وحدات مقاتلي حزب الله».
وأضاف:« نلفت اهتمام وسائل الإعلام إلى أنه يجب عدم الانصياع للكذب والتسريبات المتعلقة بمثل هذه الأنباء»
ورأى طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، أن قرار حزب الله بالانسحاب من حلب تم بالتنسيق مع القوات السورية، وهناك اتفاق روسي سوري مع حزب الله على الانتشار في بعض المناطق خاصة حلب وما يجاورها من المدن السورية الكبرى.
وأوضح انه من المبكر الحديث عن انسحاب تام لقوات حزب الله من سوريا، فربما يكون هناك خطة انتشار أخرى مرتبطة بالواقع العسكري الجديد للقوات الروسية، وإعادة التنسيق اللوجيستي والأمني مع قوات النظام السوري في المناطق التي تخرج منها قوات حزب الله؛ خشية من اختراقها من قبل أي منظمات أخرى.
وأشار إلى أن مناطق الانسحاب ستكون تحت سيطرة قوات النظام السوري بشكل مباشر، للحفاظ على الأمن والاستقرار، مضيفا أن الوضع الآن غير مفهوم والنوايا غير واضحة من جانب قوات حزب الله، فإما أن يعيد الانتشار خارج المناطق التي يسيطر عليها، أن يعود إلى قواته في لبنان.
ونوه إلى أن الموقف الإيراني غير واضح المعالم هو الآخر حتى الآن، وما يحدث سيؤثر على وضع قوات الحرس الثوري، التي لم تبلغ بانسحابها حتى الآن، مما سيثير علامات استفهام حول الموقف الإيراني.
وأكد أن حزب الله ينفذ خطة إستراتيجية تكتيكية ولن تخرج بشكل كامل من سوريا إلا باتفاق روسي سوري جديد.
وقال محمد محسن أبو النور، خبير العلاقات الدولية، إن انسحاب حزب الله يأتي خلفية للانسحاب الروسي، وهناك ثلاثة احتمالات وراء هذا القرار إما أن تكون جبهة حزب الله في وسريا باتت مكشوفة بعد الانسحاب الروسي فقررت هي الأخرى الانسحاب، أو أن يكون الانسحاب بمثابة مناورة يدخل فيها نظام بشار الأسد، لإجبار كل الأطراف للجلوس معا على طاولة المفاوضات وفق مفاوضات جنيف3.
وأوضح أن الاحتمال الثالث وراء انسحاب حزب الله، أن ما يحدث الآن يمكن النظر إليه باعتباره عمليات لإعادة الانتشار لإحكام السيطرة على مناطق سوريا المفيدة «دمشق واللاذقية وطرطوس» من أجل أن يكون موقف بشار الأسد التفاوضي أكثر قوة.
وعن النتائج المترتبة على ما يحدث، لفت إلى أن النتيجة الوحيدة هى استمرار الوضع على ما هو عليه ومواصلة سيطرة بشار وحلفائه على منطقة سوريا المفيدة التي تمثل 25% من الأرض، وسيطرة تنظيم الدولة على الرقة والمناطق المحيطة بها، والقوات الكردية على منطقة شمال الحسكة، فضلا عن سيطرة المعارضة السورية على بقية الأماكن في حما وإدلب وريف دمشق، بالتالي يبقي الوضع على ما هو عليه حتى يجلس الجميع على طاولة مفاوضات جنيف في 24 مارس المقبل.
وأشار إلى أن أمريكا هي الطرف المستفيد من الوضع الحالي، وتعمل على تأزيم الموقف وإبقاء الموقف كما هو حتى تسقط اى أطراف للنزاع، ولا يخرج أي طرف فائزا من الحرب، وتبقي سوريا مشتعلة.