رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صحف عالمية عن القرار الروسي المفاجئ بالانسحاب من سوريا: "بوتين لعب بورقة الحرب وورقة التهدئة بالتداول.. وأثبت أنه سيد اللعبة"

بوتين و الصحف العالمية
بوتين و الصحف العالمية

6 أشهر، هي عمر التدخل الروسي في سوريا، الذي بدأ في 30 سبتمبر 2015، معلنًا دعمه الكامل للجيش ‏السوري، ونظام الرئيس السوري بشار الأسد، في مواجه تيارات المعارضة في دمشق، قبل أن تسدل ‏موسكو، الستار على هذا التدخل، وتعلن سحب قواتها بشكل جزئي، وهو ما شكل مفاجأة للجميع.‏

وبدأت روسيا، سحب معداتها العسكرية، بعد ساعات على إعلان بوتين سحب القسم الأكبر من القوات ‏الروسية من هذا البلد.‏

وقالت الوزارة في بيان، إن «تقنيين بدأوا بتحضير الطائرات لرحلات طويلة المدى إلى قواعدها في ‏روسيا»، مضيفة أن القوات العسكرية تقوم بتحميل معدات وتجهيزات على متن هذه الطائرات.‏

القرار الروسي، جاء في اليوم الأول من انطلاق المحادثات غير المباشرة في جنيف، حيث التقى الموفد ‏الدولي ستيفان دي ميستورا كبير مفاوضي وفد الحكومة السورية بشار الجعفري.‏

وعلقت الصحف العالمية على القرار في افتتاحياتها صباح اليوم، الثلاثاء، واصفة إياه بالمفاجأة غير ‏المتوقعة، مؤكدة أنه مناورة روسية من أجل تعزيز الأكراد.‏

‏"المفاجأة لم تأت من جنيف بل من موسكو":
وجاءت افتتاحية صحيفة "لي زيكو" الفرنسية، تحت عنوان: "المفاجأة لم تأت من جنيف بل من موسكو"، ‏ونقلت فيها تصريحات الخبير بالشأن الروسي "تيم آش"، التي قال فيها: "الرئيس بوتين أراد إفهامنا أنه ‏يسيطر على الوضع، وأنه قادر على جر النظام إلى طاولة المفاوضات".‏

أما عن العلاقة مع واشنطن فقد رأت "لي زيكو"، أن الخلافات بين روسيا والولايات المتحدة لم تمنعهما ‏من تقاسم المهام فيما بينهما على أساس تكريس موسكو لسوريا وواشنطن للعراق.‏

‏"بوتين لعب بورقة الحرب وورقة التهدئة بالتداول":‏
وأشارت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، إلى أن بوتين لعب بورقة الحرب وورقة التهدئة مداولة، وأثبت أنه ‏سيد اللعبة في سوريا بنسبة أكبر من واشنطن.‏

‏"مناورة روسية من أجل فرض مجموعة حميميم على الحكومة": ‏
أما صحيفة "لوفيغارو" تساءلت ما إذا كان إعلان الانسحاب الجزئي يشكل انقلابًا حقيقيًا في الموقف الروسي ‏أم أنه مجرد انسحاب تكتيكي؟.‏

وأفردت الصحيفة الفرنسية، مقال الكاتب "جورج مالبرونو"، الذي رأى نقلًا عن بعض المصادر كما قال، ‏إنها مناورة روسية من أجل تمكين مفاوضات جنيف من الإتيان بثمارها، وأن موسكو تسعى من خلال ‏إعلانها هذا إلى تعزيز الأكراد ومعارضة الداخل من أجل تكوين هيكلية حكومية انتقالية هي أصلًا مُدرجة ‏على جدول أعمال محادثات جنيف. ‏

‏"هؤلاء المعارضين لم يحملوا السلاح إنهم ما بات يعرف بمجموعة حميميم"، يضيف "مالبرونو" في ‏إشارة منه إلى مركز القاعدة الجوية الروسية المجاورة للاذقية.‏

‏"موسكو تدعم موقعها في المفاوضات حول مستقبل سوريا":‏
ويتابع مالبرونو: "موسكو تسعى إلى تدعيم موقعها في المفاوضات حول مستقبل سوريا، حتى لو لم يحقق ‏بوتين، خلافا لما يزعمه، مجمل أهداف تدخله العسكري في سوريا و منها إقفال الحدود مع تركيا".‏

‏"تجميد النزاع":‏
واعتبر الكاتب "رينو جيرار" في صفحة الرأي، بـ"لوفيغارو"، أن اتفاقًا حول مصير الأسد وإقرار ‏انتخابات شفافة يبدو بعيد المنال في جنيف، إلا أن التهدئة بإمكانها أن تستمر بسبب الإنهاك الذي أصاب ‏جميع الفرقاء، أما الحل الفدرالي الذي اقترحته موسكو فهو قد يسهم بتجميد النزاع ولا حل سواه حاليًا لكنه ‏على الأقل لا يؤجج نيران الحرب".‏

"الإعاقات الجسدية جراء الحرب المدمرة":‏
أما صحيفة "الديلي تليغراف" البريطانية، نشرت موضوعًا تحت عنوان: "روسيا تقرر سحب قواتها من ‏سوريا".‏

قالت فيه: "القرار شكل مفاجأة للولايات المتحدة، والغرب خاصة أنه جاء في الوقت الذي تتواصل فيه ‏المفاوضات بين ممثلي نظام الأسد ووفد المعارضة المعترف بها من الغرب في جنيف".‏

وأكدت أن القرار في حال تنفيذه سيكون علامة واضحة، على رغبة روسيا في وضع حد للصراع في ‏سوريا والذي تسبب في قتل أكثر من 300 ألف شخص وشرد الملايين.‏

وأشارت الجريدة في نفس الوقت، إلى أن تحذيرات عدد من المحللين السياسيين، الذين قالوا إن قرار روسيا ‏لن يشكل أي تغيير على الساحة السورية، إذا لم توقف موسكو غاراتها الجوية على فصائل المعارضة.‏

وتابعت، الحكومة الروسية تؤكد أنها حققت أهدافها بمحاربة الإرهاب في سوريا، رغم أن تنظيم الدولة ‏الإسلامية لازال يسيطر على ثلث مساحة البلاد، بالإضافة إلى مساحات كبيرة من الأراضي المتصلة في ‏العراق.‏

وأوضحت أن الرئيسين الروسي والأمريكي تواصلا هاتفيًا مساء أمس؛ لمناقشة القرار الروسي كما تحدثا ‏عن الخطوة التالية التي يجب اتخاذها لحل الأزمة في سوريا، مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ‏أصر خلال المكالمة على ضرورة وجود فترة انتقال سياسي.‏

ونقلت الجريدة عن وزير الخارجية الألماني، فرانك ولتر شتاينماير، تأكيده أن القرار الروسي يشكل ‏ضغطًا قويًا على نظام الأسد لخوض المفاوضات في جنيف بشكل أكثر جدية.‏