رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

زيارة الرئيس لكازاخستان .. نقطة فارقة


... فقد كان الاستقبال حافلاً على جميع المستويات الشعبية والرسمية، وتأتى أهمية زيارة الرئيس انطلاقاً من انفتاحه على جميع الدول، وإصراره على طرق الأبواب التى لم يقصدها رؤساء مصر السابقون، وهو الأمر الذى سيعود بالفائدة القصوى فى إطار عملية إعادة بناء الدولة والاستفادة من خبرات الدول المختلفة للنهوض بالاقتصاد، ومن هذا المنطلق نطالب بزيادة فتح العلاقات الجديدة مع جميع دول العالم خاصة أن مصر مازالت تفتح ذراعيها للجميع، ولا تزال أيضا محل اهتمام العالم بتاريخها وحضارتها العريقة التى شهدها لها القاصى والدانى.

وعلى الرغم من البعد الجغرافى بين «مصر وكازاخستان» إلا أن الدولتين تربطهما علاقة طيبة قائمة على الحب والاحترام المتبادل، وذلك للاتحادهما فى التاريخ والثقافة والدين، ولا يمكن أن ننسى أن اسم السلطان الظاهر بيبرس، حاكم مصر وسوريا والذى ولد وقضى طفولته فى كازاخستان، ونشأ وترعرع فى أرض مصر فى القرن الثالث عشر، يعد أحد عوامل الصداقة التاريخية بين بلدينا، إضافة إلى العالم الشهير والفيلسوف أبو نصر الفارابى فكل هذه روابط تاريخية بين البلدين ممتدة منذ قرون، فالرئيس السيسى بخبرته وحنكته ورؤيته المستقبلية استطاع أن يعيد هذه العلاقة مرة أخرى ، ونؤكد أن زيارة الرئيس السيسى إلى كازاخستان ستعطى دفعة جديدة لمزيد من التعاون بين البلدين.

ولا يمكن فى تلك اللحظات أن ننسى أن نتوجه بالشكر إلى الوفد المصرى المرافق للرئيس السيسى فى زيارته إلى كازاخستان وما قام به من جهود كبيرة من أجل فتح أبواب جديدة للعلاقات بين البلدين، فوفد رجال الأعمال المصرى الذى ضم العديد من رجال الأعمال والسياسية منهم الدكتور أحمد كيلانى رئيس وفد مجلس الأعمال المصرى، والمهندس علاء قمر والمهندس جلال الغر ، إضافة إلى باقى الوفد بذل جهداً كبيراً من أجل فتح آفاق واسعة تفيد الاقتصاد المصرى فى كل المجالات وتدفع به إلى الأمام وتعمل على إخراجه من المحنة التى يمر بها حالياً.

لقد كانت نتائج لقاء الوفد المصرى على مدار اليومين الماضيين مع قيادات سياسية ورجال أعمال واقتصاديين من كازاخستان مثمرة للغاية، وسيكون لها مردود ايجابى على الدولة المصرية متمثلاً فى زيادة الاستثمار بين الدولتين، فى العديد من المجالات الاقتصادية الواعدة التى يمكن التوصل إلى شراكة مفيدة للطرفين فيها، لتشمل الزراعة والصناعات الدوائية، والسياحة، والبنية التحتية، وصناعة المنسوجات، والأثاث ومواد البناء، كما كان لقاء الرئيس السيسى مع نظيرة الكازاخستانى جيداً جداً حيث توحدت الرؤى فى العديد من القضايا الإقليمية والدولية وعلى رأسها أزمات الحرب على داعش وسوريا وليبيا واليمن والعراق والقضية الفلسطنية التى لا تزال القضية الأولى بالنسبة للدولة المصرية ومكافحة الإرهاب والتطرف وضرورة مواجهة ذلك لكى ينعم العالم بالأمن والأمان .

لقد حصدت مصر أيضاً العديد من النتائج الإيجابية من تلك الزيارة منها اتفاق الجانبين على استئناف رحلات الطيران المباشرة المنتظمة بينهما، وتوقيع اتفاقية بين حكومتى البلدين بخصوص تجنب الازدواج الضريبى، إلى جانب ترحيب كازاخستان برغبة مصر فى إبرام اتفاقية للتجارة الحرة مع الاتحاد الاقتصادى الأوراسى وتعزيز إقامة اتصالات فعالة بين رجال الأعمال فى البلدين، وفى النهاية علينا جميعاً أن ندعم تلك العلاقات ونقف خلف القيادة السياسية ونساند جهودها لإنجاح تلك الإتفاقيات التى تعمل فى النهاية على تقدم وازدهار الدولة المصرية .