رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فريق النحانيح


بمناسبة أننا منذ سنوات نعيش فى حالة حرب عالمية نقف فيها بصلابة مصرية خالصة لمواجهة الإرهاب الذى امتد إلى معظم بلاد العالم تبادر إلى ذهنى سؤال مهم هو: من هو الكائن المتحذلق المتقعر؟ فكان أن أجابنى الواقع قائلاً: هو ذلك الكائن الذى تشتعل النار فى بيته فلا يتحرك لمواجهتها بل يضع ساقاً على ساق وهو يحدثنا عن أن: النار لا تحرق مؤمناً، فإن حرقته فإنما ذلك لأن الله يختبر إيمانه، ثم يستمر بعد ذلك فى ارتشاف القهوة من الفنجان الصينى المزخرف وهو يبدى تأففه من أن القهوة شايطة...

... هذا الكائن ينمو فى مصر وقت الأزمات الكبرى، ويقتات على الغفلة التى تجعل كل صعب فى الحياة فى عيونه سهلاً ومريحاً، ويُعبِّر عن نفسه عن طريق الفيس بوك وتويتر وشاشات التليفزيون، رأينا هذا الكائن عندما قامت جماعة الإخوان الإرهابية عام 2006 بعمل عروض عسكرية فى جامعة الأزهر، وقتها قلتُ وقال غيرى للكافة احذروا فإن جماعة الإخوان لديها نظام خاص تقوم الجماعة بتربية أفراده وتدريبهم لفرصةٍ يتحينونها ينقضون منها على المجتمع، ولكن الكائن المتحذلق قال حينها: إنما هى مجرد تدريبات رياضية لا تبالغوا فإن جماعة الإخوان تحت السيطرة ولا يوجد فيها تدريبات عسكرية ولا نظام خاص سرى ولا يحزنون.

وإذ جاء عام 2009 رأيتُ الخطر الداهم يقترب والناس فى غفلة ساهون فكان أن كتبت كتاب «قلب الإخوان» حذرت فيه من النظام الخاص ومن قائده محمود عزت، ووضعتُ قصة هذا النظام كاملة أمام الرأى العام، وقتها أنكر بعض الإخوان السابقين وجود تنظيم خاص للجماعة يتم تربيته على السلاح، وكان أن امتعض الكائن «النحنوحي» الليبرالى المتحذلق وقال رداً على ما كتبته: هذه مبالغات ممجوجة ، هل يعقل أن يكون هناك نظام خاص شبيه بالميليشيات فى جماعة الإخوان ولا تعرف عنه القيادات الأمنية شيئاً وهى التى تعرف دبيب النملة السوداء فى الليلة الظلماء على الصخرة الملساء. وقامت الثورة المصرية، ورأيت الخطر وقد أحاط بنا، فكتبت محذراً إن الإخوان على وشك القفز على كرسى الحكم فاحذروهم إنهم فتية آمنوا بمرشدهم وازدادوا طغياناً، احذروهم فهم لا يعرفون إلا ديمقراطية الوصول للحكم، أما إذا أدت الديمقراطية أو الرغبة الشعبية إلى تركهم الحكم فهى ديمقراطية كافرة، فسخر الكائن «النحنوحي» المتقعر المتحذلق من هذا الكلام وقال إنما هى أضغاث أحلام، هذه جماعة سياسية يجب دمجها فى العملية الديمقراطية.

فكان أن كتبت كتاب «سر المعبد» وضعت فيه أمام الرأى العام أسرار هذه الجماعة وخطورتها الكبرى على العمل الوطنى وعلاقاتها الآثمة بالمخابرات الأمريكية وبالحركة الماسونية العالمية، فقال البعض: إنه يبالغ لعلة فى نفسه، ولحقد دفين فى قلبه لأنه لم يحصل على منصب فى الجماعة، إن الأمر أخف من ذلك، ومن بعدها ذهب بعض «النحانيح» الليبراليين والاشتراكيين والناصريين إلى مقولة جعلوها خالدة هى: نعصر على أنفسنا ليموناً وننتخب محمد مرسى لأننا إذا انتخبنا الآخر لن نستطيع زحزحته من على كرسى الحكم، ولكن إن حاد مرسى عن الطريق فميدان التحرير موجود، ولما وجد مرسى أن الرأى العام قد عشش فى أذنه مجموعة من السذج البلهاء الذين لا يعرفون شيئاً ويرفضون أن يعرفوا، جاراهم فى مقولتهم هذه وقال: لو وجدتم فيَّ إعوجاجاً فميدان التحرير موجود، ولو خرج ضدى بضعة آلاف فى الميدان يطلبون عزلى سأترك الحكم فوراً، فصدقه الغافلون البلهاء وساندوه فى الانتخابات وتسببوا فى نجاحه وهم لا يعلمون أنهم أدخلوا مصر فى مصيدة صعبة المراس عظيمة الخطر.

وأثناء حكمه بدأ الغافلون ينتبهون، والنائمون يستيقظون، والبلهاء يعود إليهم عقلهم، فبدأ البعض يتنحنح منبهاً إياه عن أخطائه، ولكنه أصم لا يسمع النحنحة، ثم بدأت المظاهرات تخرج ضده فأرسل أعضاء تنظيمه ليستخدموا القوة فى مواجهة المتظاهرين، وكان من ناتج ذلك أن أعملت جماعته القتل ثم أخذت تصرخ باكية وكأنها المجنى عليها، خرج الشعب ضده عند قصر الاتحادية، فأرسل فى اليوم التالى من قتل وضرب وأصاب المتظاهرين، خرجت المظاهرات ضده فى ميدان التحرير، فعمل من نفسه «مولانا العبيط» الذى لم يعد ولم يقل شيئاً من قبل، زادت أعماله قبحاً فزادت ضده المظاهرات فبدأ فى التنكيل بالإعلاميين والمعارضين وتهديدهم بالحبس وأحالهم للنائب العام التابع له شخصياً، وحين قلت فى كل أجهزة الإعلام: احذروا من التنظيم الخاص للجماعة، حيث سيشكل خطراً على مصر خاصة أنهم اتحدوا وتآلفوا من القاعدة وحماس والجهادية السلفية، قال الغافلون المتقعرون: إنه يبالغ لتخويفنا من الجماعة، إنها أقل خطراً من هذا، هى جماعة لينة الجانب وقدراتها ضعيفة، ثم استطردوا: هؤلاء الذين يبالغون فى تضخيم قوة الجماعة إنما هم مجموعة تابعة للإخوان سراً وهدفهم تخويف الشعب من تلك الجماعة.

كل ذلك والإخوة من عاصرى الليمون لم يفعلواإلا أن قالوا: لقد أخطأنا! ثم انصرفوا إلى حال سبيلهم فى الوقت الذى صنع فيه الشعب ثورة رائعة ضد حكم الإخوان،فحمدنا الله وقلنا: بما أننا فى عصر الثورة فقد انتهى عصر الليمون، ولكن مرسى وإخوانه قالوا: لا عبرة بالملايين ولكن العبرة بالصندوق ومرسى جاء بالصندوق ولن يترك الحكم إلا بالصندوق بعد نهاية الدورة ـ الدموية.. وحين عزل الشعب مرسى أخذت جماعته فى التعدى والعدوان واحتلوا بعض الميادين، فخرج بعض عاصرى الليمون يطلبون فض تلك التجمعات الإرهابية بالرفق واللين، وأطلقوا عليها اعتصامات سلمية!! وبعد فض الاعتصامات الإرهابية قال عاصرو الليمون لا ينبغى أبداً أن نُقصى جماعة الإخوان ولا سبيل إلا بالمصالحة، فنسألهم: نصالح من؟ فيقولون: الإخوان طبعاً، نرد عليهم: ولكن الإخوان مستمرون فى التعدى على الشعب كما أنهم لم يطلبوا الصلح، فيقولون: نبادر نحن بالصلح!. وعندما رأى النحانيح صورة الإرهابى سعد الكتاتنى وقد انخفض وزنه بكوا وانتحبوا على هذا الإرهابى الذى عافت نفسه الطعام، وكأن السجان منع عنه الطعام، مع أن صورة الإرهابى صبحى صالح ومعه الإرهابى محمد مرسى الذى ربرب وانتفخ تؤكد أن «البط» هو الطعام الرئيسى للإخوان فى السجن، وإلى وقتنا لا يزال فريق «النحانيح» يعيش مغيباً عن الخطر الذى يمر بنا بسبب إرهاب الإخوان.