رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

موسكو تتجاهل "القاهرة" للمرة الثانية.. وتعلن نتيجة تحقيقات الطائرة الروسية.. وسياسيون: العالم يترقب ما ستفعله مصر الفترة المقبلة.. وخبراء السياحة: "ضربة في مقتل"

جريدة الدستور

بشكل مفاجي وبدون تنسيق مع السلطات المصرية، أعلن جهاز الامن الروسي إن تحطم الطائرة الروسية المنكوبة «إيرباص إيه 321» في سيناء، نتيجة «عمل إرهابي»، وقال ألكسندر بورتنيكوف، مدير هيئة الأمن الفيدرالية، " أن الخبراء قاموا بتحليل متعلقات الركاب، و أجزاء من الطائرة، وبعد الفحص وجدوا آثار مادة متفجرة أجنبية الصنع.

تصريحات جهاز الأمن الروسي اثارت تساؤلات عديدة بشأن تأثير إعلان هذه النتيجة علي قطاع السياحة في مصر والعلاقات بين القاهرة وموسكو، لاسيما وأن هذه ليست المرة الأولي التي تتجاهل فيها موسكو الجانب المصري ، الذي يعد طرف رئيسي في هذه القضية .

فقد سبق ورفض خبرائها المشاركة في المؤتمر الصحفي الأول للجنة التحقيق المصرية في حادث الطائرة، الذي عقد في مطلع الشهر الجاري، كما أصدرت روسيا قرار بحظر رحلاتها إلي شرم الشيخ ،وكذلك حظر تحليق " مصر للطيران" في سمائها دون انتظار إعلان النتيجة النهائية للتحقيقات من الجانب المصري .

قال الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية ، أن روسيا طرف أساسي في أزمة سقوط الطائرة ، وإعلانها ما تم التوصل إليه من نتائج " أمر وارد " ، وطبيعي" ، لاسيما وأن هناك رأي عام روسي يترقب نتائج التحقيقات.

وأكد أن إعلان هذه النتيجة بدون التنسيق مع الجانب المصري ، لن يكون له أي تأثيرات سلبية علي العلاقات بين " القاهرة " و" موسكو" ، لوجود تعاملات مختلفة بين البلدين وصفقات سلاح ومشروع المفاعل النووي بالضبعة ، كما أن روسيا سبق وأكدت أن علاقاتها مع مصر أكبر من حادث الطائرة، كما أنها لن تتخلي عن حلمها في الإطلالة علي الشرق الأوسط من خلال مصر .

وأشار " اللاوندي"، إلي أن روسيا تدرك جيدا أن الإرهاب آفة عالمية، وأنها هي المستهدفة، من هذا الحادث لتدخلها في سوريا، لافتا إلي أن " داعش" منزعجة من التدخل الروسي وتحاول أن تنتقم منها بشتي السبل .

وتوقع أن يؤثر حادث الطائرة سلبيا علي العلاقات بين روسيا وأمريكا ، لأن الآخيرة هي من صنعت " داعش " والقاعدة" لتنفيذ مخطاطاتها في العالم ، وليس إيران كما كانت تدعي دائما .

قال الدكتور ايمن السيد عبد الوهاب، الباحث السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية، أن الفترة المقبلة ستكون شديدة الحرج، فمصر ستكون مطالبة بمجموعة من الاجراءات الحاسمة ليس فقط بهدف مواجهة تداعيات حادث الطائرة ، ولكن لمكافحة الارهاب بشكل عام .

وأكد أن الإجراءات التي ستتخذها مصر ينبغي ألا تقل عن تلك التي اتخذتها فرنسا عقب الهجمات الإرهابية الأخيرة التي استهدفتها، وأن العديد من القوي الدولية ، ستترقب رد الفعل المصري ، وأي تراخي في الإجراءات سيمثل ضغوطا كبيرة علي القاهرة ، لأن الحادث وقع علي أرضيها وهي من تتحمل المسئولية الكاملة عنه.

وتوقع ألا تختلف النتائج النهائية للجنة التحقيق المصرية عما أعلنه جهاز الأمن الروسي، مؤكدا أن موسكو لا تسطيع المخاطرة أو الانطلاق من فرضيات غير واقعية .

وعن تأثر قطاع السياحة في مصر بهذه التصريحات ، توقع ناجي عريان ، عضو اتحاد الغرف السياحية، أن تؤثر هذه النتيجة سلبيا علي نسبة السياحة الروسية القادمة إلي مصر والتي تمثل 60% من إجمالي السياحة الوافدة ، وأن يتأثر كذلك باقي السياح في الدول الآخري.

وأكد أن حل هذه الأزمة يفوق قدرات وزير السياحة ويتطلب تدخل سياسي من الحكومة وتحركات سريعة لاحتواء الموقف قبل تفاقمه .

قال الدكتور زين الشيح، مستشار مصر السياحي الأسبق في اليابان، أن وجود عمل إرهابي وراء سقوط الطائرة الروسية كان من ضمن السيناريوهات المطروحة خلال الفترة الماضية، لكن لا يمكن اعتبار ما أعلنه جهاز الأمن الروسي " نتيجة نهائية ، فما زال الجانب المصري لم يعلن نتائج تحقيقاته .

وأكد أن مصر عليها أن تستخدم كافة وسائلها ومؤسساتها لمخاطبة الرأي العام العالمي، في حال التأكد من سقوط الطائرة نتيجة عمل إرهابي، وأن تؤكد أن الإرهاب ظاهرة عالمية، لا ترتبط بمكان أو دين، وأننا جميعا في مركب واحد ، وعلي العالم كله أن يساندنا ولا يتخذ ضدنا إجراءات عقابية لكونها تصب في النهاية في صالح الجماعات الإرهابية .

وأضاف " مصر ليس لها مصلحة في إسقاط الطائرة ، و ليست دولة متأمرة ، بل علي العكس تقف دائما مع الدول التي تواجه الإرهاب و علي الجميع أن يقف معها للخروج من محنتها ".