رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البابا.. ومخاطبة الضمير الإنسانى «5-6»


فى خطابه التاريخى يوم 24 سبتمبر 2015 وفى كلمته التى تُعد الأولى من نوعها لرأس الكنيسة الكاثوليكية أمام الكونجرس الأمريكى على الإطلاق، فبعد أن تحدث البابا فرنسيس عن إبراهام لينكولن حارس الحرية، وبعد أن تحدث عن مارتن لوثر كينج، وضرورة احترام اللاجئين ومعاملتهم كبشر لهم حقوق، انتقل البابا بحديثه عن شخصية أمريكية ثالثة كان لها دور بارز ومؤثر وهى الصحفية المرموقة السيدة دوروثى داى التى أسست حركة العمال الكاثوليك وعن تلك الشخصية المهمة قال البابا «لا يفوتنى فى أيامنا هذه، التى كثرت فيها الاهتمامات الاجتماعية، أن أذكر خادمة الله دوروثى داى التى أسست حركة العمّال الكاثوليك، لقد استوحت نشاطَها الاجتماعيّ وشغفها بالعدالة وبقضية المظلومين، من الإنجيل».

واستكمل البابا حديثه قائلاً: «كم من التقدّم قد أُحرِزَ فى هذا المجال، فى جهات عدّة من العالم! وكم من العملِ قد أُنجِزَ فى هذه السنوات الأولى من الألفية الثالثة، من أجل إخراج العالم من الفقر المدقع، أعرف أنكم تشاركوننى اقتناعى بوجوب عملِ المزيد بعد، وبوجوب عدم إضاعة روح التضامن العام فى أوقات الأزمة والمصاعب الاقتصادية، وأَوَدُّ فى الوقت نفسه، أن أشجعكم على عدم نسيان هؤلاء الأشخاص المحيطين بنا والمحاصرين فى دوامة من الفقر، فلهم أيضًا يجب إعطاء الرجاء والأمل، إن محاربة الفقر والجوع يجب أن يستمر على عدّة جبهات، وبالأخص محاربتهما فى أسبابهما، وإنى على علم بأن العديد من الأمريكيين اليوم، كما فى السابق، يعملون على حل هذه المشكلة».

وعن ضرورة تحقيق العدالة الاجتماعية وتوزيع الثروة قال البابا: «لا حاجة للقول بأن خَلْق الثروات وتوزيعها يشكّل جزءًا من هذا المجهود الكبير، إن الاستعمال الصحيح للموارد الطبيعية، والتطبيق المناسب للتكنولوجيا والقدرة على توجيهٍ صالحٍ لروحِ المبادرة، هم عناصر أساسية فى اقتصاد يريد أن يكون حديثًا وشاملًا ومستدامًا، إن العمل هو رسالة نبيلة تهدف لإنتاج الغنى ونمو العالم، بإمكانه أن يكون مصدر ازدهار مثمر للمنطقة التى يتم فيها، لا سيما إن شهد خَلقَ فرصٍ للعمل، كجزء أساسى من خدمته للخير العام هذا الخير العام يشمل الأرض، بهدف «الدخول بحوارٍ مع كل البشر حول بيتنا المشترك، إننا بحاجة إلى حوار يجمعنا كلّنا، لأن التحدى البيئى الذى نواجهه، وجذوره البشرية، تعنينا وتهمّنا جميعًا».

وعن ضرورة تجنب أخطار التدهور البيئى قال البابا فرنسيس: «إنى أدعو، إلى جهدٍ شجاعٍ ومسئول من أجل «إعادة توجيه خطواتنا»، وإلى تجنب أخطر تأثيرات التدهور البيئى الناتج عن النشاط البشرى، إنى على اقتناع أنه باستطاعتنا تغيير الأمور، وإنى متأكد بأن لدى الولايات المتحدة – وهذا الكونجرس – دورًا مهماً فى هذا الشأن، لقد حان الوقت لبدء أعمالٍ واستراتيجياتٍ مهمة تهدف إلى خلق «ثقافة الرعاية» «ومقاربة متكاملة لمحاربة الفقر، ولإعادة الكرامة إلى المنبوذين، وللمحافظة على الطبيعة فى الوقتِ نفسه، إننا نملك الحرية اللازمة لوضع حدّ للتكنولوجيا ولتوجيهها ولابتكار طرق ذكية لتوجيه وتطوير إمكانياتنا وللحدّمنها؛ ولوضع التكنولوجيا فى خدمة نوع آخر من التطور يكون أفضل من الناحية الصحّية والإنسانية والاجتماعية، إنى واثق بأن المؤسسات الأكاديمية والبحثيّة الأمريكية البارزة يمكنها أن تقدّم مساهمةً حيويّة فى السنوات المقبلة».