رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الجامعة العربية: الإرهاب ظاهرة دولية وليست مرتبطة بدين أو منطقة

جريدة الدستور

أكدت الدكتورة هيفاء أبوغزالة الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال في جامعة الدول العربية اليوم الثلاثاء على أن ظاهرة الإرهاب تعتبر ظاهرة دولية وليست مرتبطة بدين أو عرق أو منطقة معينة ، كما أنها ليست مقتصرة على منطقة الشرق الأوسط فقط وإنما يشهد العالم الكثير من الأعمال الإرهابية.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقتها أبوغزالة اليوم أمام الحلقة النقاشية البحثية الثالثة والاجتماع الرابع عشر لفريق الخبراء الدائم المعني بمتابعة دور الإعلام في التصدي لظاهرة الإرهاب التي تنظمها جامعة الدول العربية /قطاع الاعلام والاتصال بالتعاون مع وكالة الأنباء الأردنية (بترا) وذلك تحت رعاية وزير الدولة لشئون الإعلام الأردني الدكتور محمد المومني.
وشددت أبوغزالة على ضرورة الوقوف ضد كافة المحاولات الرامية إلى الصاق هذه التهمة بالعرب والمسلمين ، لافتة إلى أن الإرهاب بات يشكل تحديا إقليميا ودوليا في ظل القناعات التي ترسخت حول محدودية المقاربة الأمنية والعسكرية في ظل محاصرته وتطويقه والقضاء عليه.
ونبهت إلى أن الإرهابيين يعمدون إلى التسلح بوسائل الإعلام المختلفة لتسويق أغراضهم وغاياتهم وتوظيفها في تضليل الأجهزة الأمنية واكتساب السيطرة على الرأي العام عن طريق نشر أخبار العمليات الإرهابية التي يقومون بتنفيذها ؛ على اعتبار أن الحملات الإعلامية التي تغطي هذه العمليات تساعد على تحقيق واستكمال أهداف الإرهابيين.
وقالت أبوغزالة "إن الإرهابيين يرون في التغطية الإعلامية لجرائمهم معيارا مهما لقياس مدى نجاح فعلهم الإرهابي لدرجة أن البعض اعتبر العمل الإرهابي الذي لا ترافقه تغطية إعلامية يعد عملا فاشلا"..مشيرة إلى أن الإرهابيين قد يحجمون عن تنفيذ عملياتهم في حال علموا مسبقا أنها لن تترافق مع الدعاية الإعلامية التى من شأنها كشف حجم الخسائر التى ألحقوها باعدائهم على اعتبار أن الحرب النفسية تعمل عملها فقط في حال أبدى البعض اهتماما بالأمر.
ولفتت إلى أن تغطية الحدث الإرهابي إعلاميا يحقق مكاسب تكتكية واستراتيجية للقائمين عليه ..داعية في هذا الصدد إلى ضرورة تفعيل الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام لمواجهة هذا الخطر بسبب قدرتها على الوصول إلى الناس والتأثير في عقولهم وأفكارهم وقناعتهم بأساليبها المتعدة والمتنوعة.
وطالبت بضرورة أن ينصب التركيز في المواجهة الإعلامية للارهاب على مقاومة الفكر المتطرف والحيلولة دون تمكينه من التأثير في الرأي العام وتحديدا شريحة الشباب لضمان عدم تدفق أي دماء جديدة في شريان الإرهاب بحيث يسهل محاصرته ومن ثم تصفيته.
وقالت إن انتشار ظاهرة الخوف من الإسلام أو ما يسمى ب"الإسلام فوبيا" أي "رهاب الإسلام" تعززت – للأسف الشديد - بسبب أفعال قلة من المسلمين في العمل على تشويه صورة الإسلام والمسلمين في أنحاء العالم ، حيث أسهمت أفعالهم الإجرامية والإرهابية في تشويه صورة الإسلام والمسلمين في أنحاء العالم ؛ مما أسهم في استعداء غير المسلمين على الإسلام والمسلمين.
ونوهت بالقرارات الصادرة عن مجلس الجامعة العربية بشأن الإرهاب الدولي وسبل مكافحته وإدانته القاطعة لهذه الظاهرة بجميع أشكالها وصورها واستنكاره لجميع التفجيرات والأعمال الإرهابية التي وقعت في الدول العربية والدول الأخرى.
وأشارت إلى الاستراتيجية الإعلامية العربية لمكافحة الإرهاب التي أقرها مجلس الوزراء الإعلام العرب عام 2013 والتي تعمل على تطوير منظومة العمل العربي بما يتناسب مع التطورات الهائلة في عالم الإعلام ومواكبة مستجداته على الساحة العالمية .
وقالت إن المجلس أقر كذلك تخصيص يوم عربي للاحتفال بالإعلام العربي وهو 21 أبريل من كل عام ؛ حيث يتم فيه تكريم شخصيات ومؤسسات إعلامية بذلت جهودا ملموسة في المجال الذي يتم اختياره سنويا من قبل لجنة خبراء من الدول العربية الأعضاء في الجامعة.
وأفادت بأنه قد تم تخصيص الجائزة للعام 2016 حول دور الإعلام في مكافحة الإرهاب ويتم منحها للصحافة الورقية إضافة إلى تكريم شخصية إعلامية أو أحد الشهداء الإعلاميين الذين كان لهم بصمات واضحة في محاربة الإرهاب والفكر الارهابي.
ويشارك في الحلقة من مصر رئيس إذاعة صوت العرب باتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري الدكتورة لمياء محمود إضافة إلى الأردن والأمانة العامة لقطاع الاتصال في جامعة الدول العربية وفود من وزارات الإعلام والداخلية في كل من البحرين والسعودية والجزائر والعراق وسلطنة عمان وفلسطين ووزير الإعلام الليبي إضافة إلى عدد من ممثلي الاتحادات والمنظمات العربية.
وتهدف الحلقة النقاشية واجتماع الخبراء على مدى يومين إلى متابعة دور الإعلام العربي في التصدي لظاهرة الارهاب من خلال جهد عربي مشترك وإبراز الدور العربي والإسلامي في مكافحة الإرهاب لتغيير الصورة النمطية عن العرب والمسلمين.