رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

السفارة الألمانية بالقاهرة: إعادة توحيد شطري ألمانيا غير أوروبا

السفارة الالمانية
السفارة الالمانية بالقاهرة

أكد كارستن فيلاند، المتحدث باسم السفارة الألمانية ومدير المركز الألماني للإعلام بالقاهرة، أن ألمانيا أصبحت أقوي اقتصاديا بعد توحيدها بالرغم من التزام الشعب الألماني بدفع ضريبة التضامن لبناء بنية تحتية حديثة ووحدات سكنية في ألمانيا الشرقية ، مشيرا إلي أن بلاده أصبحت جاذبة للباحثين عن الوظائف بالمقارنة بالدول الأقل دخلا نسبيا بعد توسيع الاتحاد الأوروبي ، وللاجئين الذين هربوا من الحروب والبؤس .

وأضاف كارستن - في حديث خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط ، بمناسبة مرور 25 عاما علي توحيد شطري ألمانيا ، الذي تحتفل به غدا " الاثنين " سفارة ألمانيا بالقاهرة - أن إعادة توحيد شطري ألمانيا غير أوروبا ، وأن هذا لم يمكن ليحدث لولا التغيرات السياسية التي شهدها للاتحاد السوفيتي وأوروبا الشرقية ، مشيرا الى أن حائط برلين لم يعد له جدوى في فرض القيود علي حرية الناس في أوروبا ، بعد أن فتحت المجر حدودها للاجئين من ألمانيا الشرقية في صيف عام 1989 .

وأفاد بأن ألمانيا استطاعت تحقيق تقارب في المستوي المعيشي بين المانيا الشرقية والغربية ، وأن إنجازا كهذا لم يكن بالهين بعد 40 عاما من الاشتراكية في ألمانيا الشرقية ، مؤكدا أن المجتمع الألماني أصبح أكثر تنوعا منذ عام 1990 ، غير أنه يواجه تحديات كبيرة بالرغم من النجاح الاقتصادي الذي تحقق بعد الوحدة نتيجة للحكم الرشيد والتضامن والصناعات المنافسة والقدرة علي تعزيز التسامح والعمل علي الحد من كراهية الأجانب.

وقال كارستن فيلاند إن الحروب في الشرق الأوسط تشكل تهديدا فوريا للدول العربية المجاورة وتؤثر أيضا علي الدول الأوروبية ونحن نتقاسم المشاكل مع الأعداد المتزايدة من اللاجئين والتهديد بانهيار دول وعدم وجود رؤية حياتية للشباب والتشدد الإسلامي والإرهاب مما يستلزم التنسيق والتعاون لإيجاد حلول مشتركة للتأزر قبل فوات الأوان .

وأوضح أن الاتحاد الأوروبي يواجه حاليا تحديات لم تكن موجودة منذ تأسيسه ، ومن المؤكد أن أزمة اللاجئين أصبحت مشكلة عميقة للغاية ، ولا تتعلق ببساطة بتوزيع المال ، ولكن باللاجئين ، وتمس أسس فهم الذات الأوروبية ، لافتا إلي أنه يوجد آلية مشتركة للاتحاد بعد توسيعه للحصول علي الدعم ولكن تقاسم التضامن أصبح أكثر صعوبة ويحتاج وقت لاعتياده.. معربا عن اعتزازه بان هذه القضايا يتم مناقشتها علي مائدة المفاوضات وليس علي أرض المعارك كما كان الحال في التاريخ الأوروبي.

وذكر المتحدث باسم السفارة الألمانية بالقاهرة أن الوحدة الأوروبية والسلام يعدان جزءا للأساس السياسي للحكم في ألمانيا التي تولي اهتماما به ، وتتنازل عن جزء من سيادتها الوطنية لتحقيق هذا الهدف ، مؤكدا أن ألمانيا علي قناعة أن كل شخص سوف يستفيد علي المدي الطويل ، وعلينا النظر بتمعن مرة أخري في المشروع الأوروبي وليس التفكير فقط في المزايا المالية علي المدي القصير ، وهذا هو التحدي الذي يواجه الاتحاد الأوروبي .

وقال كارستن فيلاند المتحدث الرسمي باسم السفارة الألمانية بالقاهرة ومدير المركز الألماني للإعلام بالقاهرة ، إن الشعب الألماني دفع ثمنا باهظا للنظام النازي الذي دمر أجزاء كثيرة من أوروبا وألمانيا ، ونحن نعلم ماذا يعني الانفصال والتقسيم والتدمير ، ولذا فأننا نشعر بقلق بالغ من الأوضاع في الدول العربية التي تناضل من أجل البقاء علي وحدتها ، معربا عن تطلع برلين للتعاون مع جيرانها أو حلفائها وتأمل أن تتمكن الدول العربية من وقف التفتيت في المنطقة .

وأفاد بأن برلين تدعم جهود السلام للأمم المتحدة منذ بداية الأزمة في سوريا وتقدم الدعم للمبعوث الأممي لسوريا ستيفان دي ميستورا وجهوده لجلب الأطراف المعنية بالأزمة في سوريا للجلوس علي مائدة المفاوضات ، مؤكدا أن الدبلوماسية الألمانية اتسمت بالنشاط في الشهور الأخيرة والتي نتج عنها قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة مما مهد الطريق نحو حل سياسي .

وأضاف أن ألمانيا ترأس مجموعة العمل حول الاستقرار والائتلاف لمكافحة داعش مع 30 دولة شريكة وتمول المشروعات لاستقرار المؤسسات في العراق وتدعم قوات البيشمركة الكردية التي تحارب داعش.
وردا علي سؤال حول العلاقات المصرية - الألمانية في 25 عاما الماضية ، أفاد بأن مصر وألمانيا يتمتعان بتاريخ طويل من التعاون في كافة المجالات من بينها التعليم والتبادل الأكاديمي والاستثمار والتعاون الاقتصادي والحوار السياسي الذي أثمر عن تغيرات سياسية واقتصادية واجتماعية شهدتها كلا البلدين ، معربا عن أمله أن تشهد العلاقات مزيدا من التعاون الوثيق في مجالات عديدة في ال 25 عاما المقبلة وما بعدها بغض النظر عن الأحداث التي تقع في كلا البلدين .