رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ضرورات من الحكومة الجديدة « ٣ »


استكمل التليغرافات العاجلة التى بدأت كتابتها فى نفس هذا المكان على مدى ٣ حلقات فور تشكيل الوزارة الجديدة لعلها تنظر إلى أساسيات واحتياجات ملحة لإصلاح أحوال الوطن لأنه بدونها تصبح الحياة صعبة لملايين المواطنين الذين يأملون ويتطلعون إلى حياة أفضل فى مصر الجديدة بعد اختيار السيسى رئيساً وطنيا يشاركونه حلم مصر أفضل وأكثر تقدما وأنا هنا أستكمل المقال الأخير فى مطالب أراها ضرورية وعاجلة فى حياة المواطن المصرى. أحد عشر: حل مشاكل أساسية فى المعاشات مثل رفع الحد الأدنى للمعاشات وتسهيل صرف المعاشات لكبار السن خاصة من النساء اللاتى يواجهن زحاما ًوتكدساً لصرف معاشات زهيدة لا تكفى لأسبوع واحد من حياتهن فما بالك بشهر كامل، إن المعاشات فى مصر فى حاجة إلى نظرة مختلفة وجديدة فمن عمل طوال حياته أو اجتهد لابد أن يجد معاشاً يقيه شر المرض والعوز فى الكبر. اثنا عشر: نظراً للتغيرات التى مرت بالوطن خلال السنوات الأربع السابقة منذ يناير ٢٠١١، فهناك قضايا أساسية ودعوات رجعية ومتطرفة تواجهها المرأة حتى يومنا هذا مثل الهجوم على المرأة ممن يدعون أنفسهم دعاة دينيين وهم فى الحقيقة موجودون لتهميش نصف المجتمع وتحقير شأنه وتحجيم مشاركته فى الحياة العامة وهناك نقص فى المشاركة السياسية للنساء ومازال هناك تفرقة بين الجنسين بدعوى الدين والتطرف والعنف والتفرقة فى التعيين والترقى والمناصب العليا وضرورة القضاء على ظواهر مثل التحرش والختان وزواج القاصرات، وتنفيذ التزام الدولة بالمرأة المعيلة التى تشكل ٣٠ فى المائة من القوة العاملة.

ثلاثة عشر : إصلاح أحوال جامعة الأزهر التى سادها التشدد المقيت والمؤامرات لإثارة الطلبة من جانب خلايا نائمة لا تكترث بالتعليم ولا بالدراسة الجامعية ولا بالشهادات، وإنما مهمتها الأساسية نشر الفوضى وتعطيل الدراسة وتخريب المبانى ولابد من تطهير مناهج الأزهر من مفاهيم التطرف والتشدد المقيت، ومتابعة أئمة المنابر من جانب وزير الأوقاف لنشر الدين الإسلامى بسماحته وتعاليمه الراقية فى الأحياء الفقيرة ومن خلال الجوامع، وإصلاح أحوال الجامعات الحكومية لتتحول إلى دور علم وليس إلى مواقع لنشر التطرف والفكر المتشدد والمظاهرات المدفوعة الأجر. أربعة عشر: حل مشاكل المرور والطرق فى مصر خاصة فى القاهرة، حيث أصبح الزحام خانقاً ومعطلاً للأعمال وللاستثمارات، ويأتى الآلاف كل يوم إلى القاهرة بحثاً عن فرصة مما يزيد التكدس وأصبحت عاصمة مصر المحروسة مدينة التلوث والزحام، فالطرق غير كافية، والقمامة فى كل مكان والنظافة تفتقر إليها شوارعها ومبانيها وحواريها وتنتشر فيها العشوائيات لتحيط بكل أحيائها،وتتدهور أحياء القاهرة وتسوء يوما بعد يوم، أما طرق السفر فيسيطر عليها سيارات النقل واللوادر يرتكبون الحوادث لعدم توافر مراقبة كافية على الطرق السريعة. خمسة عشر: إيقاف التوك توك فى الشوارع الرئيسية ووقف التراخيص له، حيث يكون وسيلة لتهريب الممنوعات والحوادث وللأحداث الإجرامية مثله مثل الموتوسيكلات التى انتشرت كوسيلة للسرقة وارتكاب الجرائم فى وضح النهار، رغم أن القانون يمنع مرور الموتوسيكلات دون أرقام إلا أنه لا أحد يوقفها أو يمنعها. ستة عشر: حل مشكلة التلوث التى تضع القاهرة على قائمة أكثر المدن تلوثاً، ويستطيع أى شخص أن يرى ذلك واضحاً بمجرد الاقتراب من القاهرة من خلال ضبابية الرؤية مما يسبب الأمراض من كل نوع. سبعة عشر: الاهتمام بالزراعة والمحاصيل الأساسية، وتشجيع الفلاحين بحل مشاكلهم والنظر فى شكواهم المستمرة، لقد كانت مصر أول دولة مصدرة للقطن للعالم فى الأربعينيات من القرن الماضى، وكانت الأقطان المصرية معروفة عالميا بأنها أفضل الأقطان، لكن الزراعة تراجعت إلى حد أن مصر تستورد المحاصيل الأساسية بدءاً من القمح وغيره من المحاصيل التى كانت متوافرة فى القرن الماضى. ثمانية عشر: لابد من دعم الدولة للفنون الراقية والسينما الراقية والثقافة والأدب لأن تدخل الدولة لإنتاج أعمال فنية تاريخية أو اجتماعية سيرتقى بالفن المصرى وبالإبداع المصرى الذى كان ذات يوم رائداً فى العالم، وسيقدم أعمالاً هادفة لها مضمون ورسالة بدلاً من الأعمال السطحية الفجة التى تهبط بالذوق العام منذ سنوات. تسعة عشر: الاهتمام بالسياحة كمصدر أساسى من مصادر الدخل القومى نظراً لما تتمتع به مصر من مزارات ومواقع وآثار ومناطق لا مثيل لها فى أى دولة فى العالم ،وتأمين السائحين القادمين لزيارة مصر والذين يأتون إلى مصر أملاً فى الاستمتاع بمزاراتها ومواقعها الفريدة.. عشرون: نشر فكر التنوير والتفكير العلمى وتشجيع الشباب على الابتكار والإبداع، وتقديم أفكار جديدة للارتقاء بالسلوكيات التى تدهورت مع الحفاظ على القيم والهوية المصرية العريقة الجذور وهذا يتطلب جهودا من أهل الفكر والإعلام والفن مع التحلى بالضمير الحى من أجل خير ونماء مصر . واحد وعشرون: الاهتمام بقضايا الطفولة وتوفير الدواء والغذاء اللازم لأطفال الأسر الأكثر فقراً وتطبيق قانون حقوق الطفل والتوعية منذ الصغر بأهمية الاعتدال فى التفكير والتعليم والسلوكيات السليمة والانتماء للوطن. اثنان وعشرون: تكريم الشهداء من كل الفئات وتوفير حياة كريمة لأسرهم وتنشئة الشباب على الولاء لمصر والتوعية السليمة بفكرة حب الوطن ودور القوات المسلحة والشرطة فى الدفاع عن الشعب ضد قوى الظلام، إن احترام الجيش المصرى هو مفهوم وعقيدة نشأنا عليها وبطولاتهم فى أكتوبر لن ننساها فلقد تم الانتصار للوطن واستعادة الأرض المصرية الطاهرة من العدوان الإسرائيلى الذى كانت أمريكا بكل جبروتها تقف معه وتسانده ،ان قصص بطولات القوات المسلحة أمس واليوم ومعركة «حق الشهيد» الدائرة الآن على أرض سيناء تحتوى على قصص بطولة لابد أن يعرفها الشعب ولابد أن تروى للشباب الذى يبحث عن قدوة وعن رموز يحتذى بها، إن فى مصر رموزاً كثيرة ونماذج مشرفة تستحق أن يلقى عليها الضوء فى كل المجالات، فالعمل من أجل غد أفضل لابد أن يكون هدفنا جميعاً حكومة وشعباً، وأتمنى النجاح والتوفيق للحكومة الجديدة فى كل المجالات.