رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إنصاف «مريم» وليس إثبات الصفر



«لا 
يضيع حق وراءه مطالب» هذه العبارة تنطبق على قضية التلميذة «مريم ملاك» لأنها أصبحت قضيه تهم الرأى العام المصرى ويتحدث عنها كل بيت، إن «مريم» قد أصيبت بانهيار نفسى وعصبى وتم تحويلها إلى مستشفى المنيا العام بعد تدهور حالتها الصحية فور إعلانها بتقرير الطب الشرعى الذى جاء مخالفاً لأقوالها فى النيابة العامة بأن الخط الموجود بكراسات إجاباتها هو خطها، فالأسر المصرية مستاءة من الظلم الواقع على «مريم» وضياع مستقبل فتاة مصرية متفوقة فى دراستها، والحمد لله أن القضية مستمرة حيث أصدرت أسرة مريم بيانات تتظلم فيه من تقرير الطب الشرعى، وتطالب النيابة العامة بتشكيل لجنة محايدة من خبراء خطوط غير رسميين لإعادة مضاهاة خط مريم بورقة الإجابة المنسوبة إليها، إن حق «مريم» سيظهر ليس لأن أسرتها تتابع قضيتها فقط وإنما لن يضيع حق مريم لأن مريم قد أصبحت رمزاً لفساد موجود ومتفشى فى كثير من العاملين فى وزارة التربية والتعليم، لو كنت من وزير التربية والتعليم لنظرت بعين العطف لـ«مريم» وذهبت لزيارة هذه التلميذة المنهارة ضحية فساد وضحية نظام تعليمى عقيم وفاشل ولنظرت إلى الثغرات فى نظام التعليم فى مصر ولأسرعت بفحص الأوراق بنفسى حتى لا يتم فبركة الأوراق بسرعة وطمس الحقيقة وإفلات المذنب الحقيقى، إن كفاءة وزير التربية والتعليم، أن يكون لديه عدالة وحزم ومتابعة لكل ما يحدث فى الوزارة وهو يعلم أن نظام الثانوية العامة يسبب ضغطاً نفسياً هائلاً وضغطا ًمادياً ثقيلاً على التلاميذ وعلى أسرهم. إن قضية «مريم» تشغل الرأى العام والأسر فى البيوت تتابعها باهتمام، وجاءنى على صفحتى بالفيس بوك شلال هادر من التعليقات المتتالية والغاضبة على وزارة التربية والتعليم والمتعاطفةمع «مريم» ولا تزال مستمرة على صفحتى ما إن كتبت عليها « انصفوا مريم وعاقبوا المذنب واكشفوا الحقيقه، كما تمتلأ صفحات التواصل الاجتماعى بشكل عام سخطاً وغضباً مما حدث لمريم».

إنها قضيه تعكس فشل نظام تعليمى عقيم لا يبنى العقول وإنما يهمش العقل والذكاء ولا يخرج مبدعين ومتعلمين، الصم والحفظ فقط هما هدف نظام التعليم فى مصر، ولقد كتبت فى نفس هذا المكان سلسلة من المقالات المهمة حول فشل نظام التعليم فى مصر وتخلفه وطالبت بإصلاحه، وفى هذا كنت مستعينة بأنظمة فى دول ذات نظام تعليمى ناجح ومتقدم مثل اليابان والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وإنجلترا وإيطاليا، ولكن لا حياة لمن تنادى فلا اهتم أى مسئول بالتعليم ولا رد أحد منهم على ما كتبت وكأننا نتحدث عن آخر وليس عما يجرى ببلدنا، ما أقصده هو أنه لابد من إعادة النظر فى منظومة التعليم برمتها وإصلاح نظام التعليم بحيث يفى بمتطلبات المرحلة ويخرج أجيالاً متعلمة تفكر وتبدع وتعمل لمصلحة الوطن، لكن سنظل نجد ضحايا لنظام التعليم المصرى، حيث الاعتماد على الصم والقهر والضرب والعنف والدروس الخصوصية وعدم بناء شخصية سوية للطالب تشارك فى بناء الوطن. وللحديث بقية