رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأصولية الدينية ومعركة العقلانية «2-4»


فى المقال السابق قدمت مضمون كتاب «الإسلام والعلم ... الأصولية الدينية ومعركة العقلانية»، الذى أصدرته الهيئة المصرية العامة للكتاب، مكتبة الأسرة 2015، والكتاب من تأليف عالم الفيزياء الباكستانى برويز أميرعلى بيود، وتقديم البروفيسور محمد عبد السلام- الحاصل على جائزة نوبل فى الفيزياء- وهو ترجمة الدكتور محمود أمين خيال- الأستاذ بكلية الطب جامعة الأزهر- والحاصل على الدكتوراة من جامعة هايدبرج بألمانيا الغربية، وقدمت جزءاً من كلمة المترجم الدكتور «خيال»، وفى مقال اليوم نستكمل ما كتبه فى مقدمته المهمة يقول المترجم: «تخرج مناقشة هذا الموضوع وما يتعلق به عن نطاق هذا الكتاب اللهم إلا فيما ترفعه تلك التيارات وأتباعها من مقولات عن أسلمة العلوم «وتعريبها»، وكثرة الحديث عن المعجزات العلمية فى التراث وغير ذلك من عقد مؤتمرات لا تنتهى عما يسمونه بالإعجاز العلمى فى القرآن والسنة والعلاج ببول الجمال..إلخ، وهو ما أصبحت كبرى الصحف وقنوات الإذاعة والتليفزيون تفرد له مساحات واسعة من صفحاتها ووقتها، ولا تخصص فى المقابل إلا أقل القليل لعرض الآراء العلمية السليمة الأخرى، التى لا ترى فى هذه الفوضى إلا نوعاً من الدعوة للتخلف المدمر لحاضر ومستقبل أى مجتمع معاصر».

ويقول الدكتور خيال: «أقدم هذه الترجمة وكلى أمل فى أن يجد المسلمون العقلاء الذين يمثلون أمل الأمة فى النهوض من كبوتها فى صفحات هذا الكتاب ما يعينهم على تحقيق مآربهم المستنيرة فى إصلاح المسيرة، وتحقيق مستقبل أفضل للأجيال القادمة، خاصة أن المسلمين فى العالم يعيشون محنة قاسية من جراء سلسلة الممارسات الإرهابية والتفجيرات التى انتشرت فى العديد من الدول الإسلامية قبل الدول غير الإسلامية، كما يعيشون تحت وطأة القهر الفكرى الداخلى، مما أسفر عن انحطاط شأن المسلمين فى نظر العالم، وهو مالا يرتضيه مسلم كريم بحال من الأحوال».

ويستكمل مترجم الكتاب:» أكتفى هنا بذكر ملاحظة استوقفتنى من واقع تقرير الأمم المتحدة لعل لها علاقة بما نحن فيه، فأكثر من نصف سكان المنطقة العربية يعانون من الجهل بالقراءة والكتابة، ومازال هناك 65 مليون مواطن أمى، ومع ذلك يبلغ إنتاجنا من الكتب الدينية أكثر من ثلاثة أضعاف مثيلها فى الدول الأخرى.

بدلاً من الالتفات إلى تنمية البنية الأساسية الواجبة لنيل المعارف الحديثة والتمكن منها، فمن المؤسف رؤية بعض المسلمين يوجهون اهتمامهم الأساسى تجاه تفجير مبنى مركز التجارة العالمى فى أمريكا، وضرب محطات مترو الأنفاق فى إنجلترا، وقتل السفير المصرى فى العراق، هذا فى الوقت الذى كان الغرب فيه مشغولاً بإطلاق سفينة فضاء بدقة لم يسبق لها مثيل فى التاريخ لترتطم بأحد النيازك الصغيرة على بعد أكثر من 130 مليون كيلو متراً من الأرض، فى محاولة لكسب المزيد من المعلومات عن كيفية نشأة وتكوين الشمس والأرض والقمر وباقى المجموعة الشمسية بأكملها».

ويختتم الدكتور «خيال» مقدمته المهمة بالقول: «إن مصر ولادة، وإنى لمن المؤمنين بذلك، فشمعة الأمل مضيئة حتى فيما يبدو كأنه أحلك الأوقات».