رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يسري عبد الله: المصريون وثقوا بوطنية السيسي كثقتهم بالزعيم مصطفى كامل

جريدة الدستور

قال الكاتب والناقد الدكتور يسري عبد الله، إن "قناة السويس الجديدة أثبتت أن الرهان على الإرادة المصرية هو رهان ناجح".

وقال "عبد الله": سعت ثورة الثلاثين من يونيو إلى استقلالية القرار الوطني المصري، فضلا عن مجابهة الفاشية الدينية التي مثلتها التنظيمات المتطرفة وعلى رأسها جماعة الإخوان، وبدا قرار توسعة قناة السويس وإنشاء قناة جديدة تعبيرا عن قدرة الدولة المصرية على اتخاذ القرار، وتنفيذه، وبما يعني أن الرهان على الإرادة الشعبية التي دعمت قرار إنشاء القناة في مشهد مهيب كان صائبا للغاية، وأنه السبيل الوحيد لتحقق غايات الناس وأمانيهم، حيث يخرج المصريون بالملايين للمشاركة في تمويل القناة، وهذا الاكتتاب العام من جموع المصريين قد صاحب طوال تاريخهم إنشاء كافة مشروعات التحديث والتنمية للدولة المصرية.

وأوضح الناقد أن الزعيم مصطفى كامل دعا المشاركة الأهلية في تمويل الجامعة المصرية عام 1908، مشبهًا إيمان المصريون بالمشروع الجديد كإيمانهم بالقديم، ومؤكدًا على ثقتهم في جدية الدولة الوطنية الجديدة في محاولة النهوض الحقيقي بالبلاد.

وذكر أنه بالعودة بالذاكرة إلى الوراء قليلا -إلى العام الماضي تحديدا- رأينا تشكيكا مذهلا في المشروع، تارة على سبيل لا معقوليته، وتارة على سبيل المدى الزمني المطروح لاكتماله، وتواصلت الحملات القذرة إلى حد إيهام المصريين الذين شاركوا بوازع وطني نبيل بأن المشروع فاشل، وأن مشاركاتهم في تمويله ضاعت هباءً، وتصدر مشهد الكذب نخب تعيسة من أذناب العولمة الأمريكية من جهة، ونخب رجعية من ذيول الإخوان من جهة ثانية، وتشارك الطرفان البائسان في النيل من عزيمة المصريين صباح مساء.

واستطرد قائلا: غير أن الإنجاز الذي تحقق كان ردا بليغا على كل المزايدات الرخيصة، والكذب اليومي، لتصبح قناة السويس الجديدة حقيقة من حقائق الحياة الآن، في استكمال دال لخطوة الإنشاء الأولى بسواعد المصريين أيضا، ولخطوة الاستقلال الكبرى بتأميم القناة عام 1956 على يد الزعيم جمال عبد الناصر، والآن تفتتح القناة الجديدة في عام 2015، بأيدي وعقول وأموال مصرية مئة بالمئة، في انتصار حقيقي لناسنا وجماهير شعبنا، وتكريس للإرادة الوطنية المصرية.