رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دراما للكبار فقط «٤»


لقد قدمت دراما رمضان وجبة دسمة اتبعتها الأسر المصرية طوال الشهر الكريم وقلت فى مقالاتى قبل ذلك إنها بشكل عام قدمت جرعة كبيرة من العنف والمخدرات والفساد إلا أن بعضها كان متميزاً وجيداً وإننى أطالب برواج للدراما لكننى أيضاً مع تقييم أعمال فنية راقية تسهم فى الارتقاء بالفن المصرى العريق وتسهم فى صياغة قيم نبيلة بداخل المجتمع وتشارك فى بناء عقول مستنيرة ذات سلوكيات راقية ومحترمة وبناءة لأن الدراما فن محبب للجماهير وهى تدخل كل البيوت دون استئذان-بعض الدراما التى تم تقديمها للمشاهدين لابد أن يوضع قبل عرضها عبارة للكبار فقط.. أو لا تصلح أن يشاهدها الصغار تحت ١٨ سنة، لأنها تحتوى على مشاهد عنف أو خدش للحياء أو ألفاظ لا تصلح للصغار وهذا عرف دولى متعارف عليه فى كل العالم وليس اختراعاً أطالب به،، ولكن حينما تكون مشاهد العنف المفرط والفساد والجرائم والدماء والسلاح الأبيض تقدم فى حلقات الدراما التى تدخل ليشاهدها كل أفراد الأسرة فهنا أطالب بأن يعرف الكبار هذا حتى لا يشاهدها الصغار أو المراهقون الذين يرون نماذج سيئة لا تأخذ عقاباً أو يفلتون بجرائمهم فكثير من المراهقين والشباب يستقون نماذجهم مما يقدم لهم فى وسائل الإعلام خاصة الدراما لأنها تشكل عنصر جذب لهم. -لدينا نماذج كثيرة فى مصر لشخصيات تصلح لأن تكون نموذجاً وقدوة للشباب وللصغار خاصة بطولات أبطال القوات المسلحة ورجال الشرطة ممن يدافعون عن مصر وعن أرضها وعن شعبها.. وهى حكايات تستحق أن تروى فى الدراما وأن تقدم فى السينما فى أعمال فنية راقية بدلاً من النماذج الهابطة التى تؤثر على سلوكيات الصغار سلباً وتنشر بينهم لغة العنف والبلطجة والسوقية والتطرف والسطحية واللامبالاة، وهناك قصص كفاح ونجاح لعلماء وبسطاء ورياضيين حققوا نجاحات عالمية، وهناك قصص نجاح لسيدات من التاريخ المصرى ومن الواقع تستحق أن تروى وأن تعرف.. وأن يعرفها الشعب مثل أمهات ربين عظماء أو حققن نجاحات فى مجالات عديدة.. أو أمهات الشهداء أو أرامل الشهداء اللاتى قدمن الزوج ويربين الأبناء من بعده، هناك قصص فيها كثيرة تستحق أن تروى لسيدات عظيمات ومناضلات فى معترك الحياة تجعل منهن قدوة تقلدها الشابات اللاتى يبدأن حياتهن خاصة إن كن يتحلين بالقيم والمبادئ النبيلة.. كم فيك يا وطن من قصص كفاح ونضال تستحق أن تصبح موضوعاً لدراما رائعة ولكن الدراما لم تقدمها حتى الآن.. بينما هى تحض على مكارم الأخلاق وعلى الكفاح الشريف والنزاهة والسلوك الإيجابى والعطاء للمجتمع-إن نهايات المسلسلات فى الشهر الكريم جاءت بعضها سيئاً ومحفزاً على الخطأ والفساد فرأينا انتصاراً واضحاً للشر دون أن يحدث أى تعليق على ذلك. وللحديث بقية