رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحلقة السادسة عشرة من كتاب حمادة إمام «مخابرات الجماعة.. إخوان وجواسيس»

٣٠ يونيه.. يوم لن ينساه التاريخ

جريدة الدستور

كيرى يتساءل عن معنى تصريح الفريق صدقى صبحى؟.. والسيسى يسأله: ماذا لو تعرض الأمن القومى الأمريكى للخطر؟

مرسى اتخذ قراراً بإقالة الفريق صدقى صبحى ثم تراجع خوفاً من غضب الجيش

«المعزول» علم بأن القوات المسلحة لن تسمح بتكرار سيناريو طنطاوى وعنان فرضخ مجبراً



فى مايو 2013 اجتمع خمسة ممن شاركوا فى ثورة 25يناير وأرادوا تذكير الشارع بالثورة وأهدافها بعدما رأوا قرب فقدانهم الأمل فى أى تغيير سياسى وبعد انحدار الأحوال لأسوأ المستويات. وقام الشباب بكتابة استمارة بسيطة باسم «تمرد» تطالب المواطنين بالتوقيع عليها لسحب الثقة من الرئيس محمد مرسى وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
وقالوا فى بيان تدشين حملتهم «وجب علينا التمرد بعد ما وصلت إليه البلاد من تدهور ملحوظ فى الحالة الاقتصادية وسوء الأحوال السياسية بعد وصول جماعة الإخوان المسلمين إلى حكم البلاد برئيسها محمد مرسى الذى أخل بكل موازين العدالة وضرب بالثورة وإرادة الشعب المصرى عرض الحائط وكأن الثورة لم تقم. واتضحت الصورة على مرأى ومسمع العالم أجمع أن النظام المصرى انتقل من عصابة إلى أخرى ولم تحقق الثورة أهدافها ولم تحقق أحلام من ضحوا من أجلها فى الحصول على وطن يتمتع بالاستقلال الوطنى والحرية والعدالة الاجتماعية بعد أن تحكم فيه الخائنون ومازال يتحكمون فيه».
كان يحدوهم الأمل أن يستمع الناس لمطالبهم بعدما سردوا أسباب لجوئهم لهذه الطريقة فى الاستمارة المطبوعة. بدأ الأمر بطباعة الاستمارة بالجهود الذاتية خاصة أن تصوير نسخة منها لا يتكلف أكثر من 10 قروش.
والتوجه إلى محافظة بورسعيد والتى كانت تشهد عصيانا مدنيا والطلب من مواطنيها توقيع الاستمارة وهو ما لاقى تجاوبا كبيرا من سكان المدينة الناقمين على سياسات الرئيس.
عاد الشباب من بورسعيد إلى القاهرة وكم كانت المفاجأة عندما تجاوب المواطنون معهم وبدأوا يشاركونهم نشاطهم ويقومون بأنفسهم بطباعة الاستمارة وعرضها على أسرهم وأقاربهم ليقوموا بتوقيعها. نجحت الحملة فى جمع 200 ألف توقيع فى أول أسبوع من تدشينها، وسرعان ما حظيت الحركة بدعم الحركات السياسية المعارضة وبدأت القوى السياسية فى فتح أبواب مقارها وتجنيد كوادرها فى العمل لصالح الحملة وهو ما وفر لها تواجدا غير مسبوق فى الشارع المصرى ووصل عدد التوقيعات إلى أكثر من 15 مليون توقيع.
الحركة أعلنت عزمها بعد استكمال التوقيعات ووصولها إلى الرقم الذى استهدفته على التوجه إلى المحكمة الدستورية العليا لتسلمها هذه التوقيعات وتطالبها بسحب الشرعية من الرئيس محمد مرسى والإعلان عن إجراء انتخابات رئاسية مبكرة». يوم30يونيو لكن لماذا 30 يونيو ولماذا المحكمة الدستورية؟ لانه فى هذا اليوم من العام 2012 تولى أول رئيس منتخب انتخابا حرا – محمد مرسى – رئاسة مصر
وبذلك أصبح هذا اليوم علامة فارقة فى تاريخ مصر، ومن هنا أتت أهميته فى إعلانه يوما «للتمرد» على الرئيس الجديد وسياسته فى الذكرى الأولى لتوليه الحكم.
أما لماذا المحكمة الدستورية ؟لانه طبقا للمادة الأولى من الدستور فإن الشعب هو مصدر السلطات وأن التعبير الشعبى عن عدم رضاه عن الرئيس يفوق الشرعية الانتخابية خاصة أن عدد الموقعين تخطى بكثير عدد من صوتوا للرئيس فى الانتخابات»
قرر المؤسسون عقد مؤتمر صحفى فى 30 يونيو يعلنون فيه طلباتهم والتى كانت تتلخص فى: 1 - عزل الدكتور محمد مرسى من رئاسة الجمهورية وتسليم منصبه لرئيس المحكمة الدستورية العليا الذى سيقوم بتمثيل البلاد فى الخارج فقط.
2- اختيار شخصية سياسية مشهود لها بالكفاءة رئيسا لحكومة تدير شؤون البلاد خلال المرحلة الانتقالية.
3 – تشكيل حكومة كفاءات «تكنوقراط» لإصلاح الأوضاع المتردية بالبلاد».
وكان فى 18 فبراير 2013 أثناء زيارة الفريق صدقى رئيس الأركان فى ذلك الوقت للامارات للمشاركة فى فعاليات معرض ومؤتمر الدفاع الدولى «آيدكس 2013» بالعاصمة الإماراتية «أبوظبى» صرح للصحف والفضائيات «إذا احتاج الشعب الجيش فسيكون فى الشارع بعد ثانية واحدة»؟..
وأن ما يحدث حاليا فى مصر هو أمر طبيعى ومعروف يعقب جميع الثورات والتحولات الكبرى التى تتعرض لها الدول، وأن علينا جميعا أن نتفهم ذلك، ونتعامل معه بصبر وحكمة
سؤال كيرى
وعندما جاء جون كيرى إلى القاهرة، 26 أبريل 2013، حاملا ملفاً يتضمن سيناريوهات وتوقعات عدد من خبراء الخارجية الأمريكية للوضع فى مصر.
كان سؤال جون جيرى المباشر إلى وزير الدفاع المصرى: ماذا يعنى تصريح رئيس الأركان المصرى، الفريق صدقى صبحى «إذا احتاج الشعب الجيش فسيكون فى الشارع بعد ثانية واحدة»؟.. كان السؤال المقابل للفريق السيسى: ماذا إذا تعرض الأمن القومى الأمريكى للخطر؟!
الأحد 27مايو 2013 علم الفريق صدقى صبحى أن هناك مكيدة يتم التجهيز لها للإطاحة به فهو من الواضح غير مرغوب فيه واستبعاده فى صالح الرئيس محمد مرسى ومن الضرورى تغييره، لذلك ذهب الرئيس محمد مرسى إلى إثيوبيا لحضور القمة الافريقية وفى خلال رحلة العودة إلى مصر تم إرسال خطاب من مكتب الارشاد بجماعة الإخوان المسلمين إلى الرئاسة وبه قرار استبعاد الفريق صدقى صبحى وعندما علم محمد مرسى بمضمون الخطاب لم يتوان ولو للحظة واحدة عن الموافقة ووافق على الفور بالرغم من أنه لم يكن يجرؤ أو يستطيع الاقدام على ذلك الفعل، خوفا من الجيش المصرى لكنه لا يفكر ولا يحكم عقله ولا ينتظر ولو للحظة لكى يفكر فيما يقدم عليه فقط هو يدرك شيئا واحدا أن هناك من يفكر له وهناك من يعرف مصلحة الجماعة وهناك من يريد التمكين والهيمنة وهو الأداة لذلك لابد له من تنفيذ ما يطلب منه دون أدنى تأخير أو مناقشة أو التفكير فى النتائج لتلك القرارات حضر مرسى من إثيوبيا إلى مصر لكنه لم يذهب ليلتها للرئاسة لكنه ذهب إلى منزله بالتجمع الخامس عاقدا العزم على توقيع قرار استبعاد الفريق صدقى صبحى، رئيس الأركان، دون النظر إلى أى شىء آخر ودون الالتفات إلى تبعات ذلك على الرأى العام أو إحداث خلافات لكنه ضامن المساندة من جماعته وتأييد قراراته من مجموعة المؤيدين المحسوبين على التيار الإسلامى.
فى صباح اليوم التالى كانت القوات المسلحة المصرية وقاداتها بالكامل على علم بقرار مرسى الجاهز لاستبعاد الفريق صدقى صبحى وفى الغالب فإن تسريب الخبر جاء من داخل مؤسسة الرئاسة لجس نبض الجيش وكان رد الفعل سريعا وغير متوقع غضب عارم ومعارضة شديدة وإفشال للقرار بعد أن تم تسريب خبر مضاد لتسريبات الرئاسة بأن الفريق صدقى صبحى فى مكتبه يمارس مهام عمله وأن ما قيل عن استبعاده عبارة عن شائعات غير صحيحة وأن القوات المسلحة لن تسمح بأى حركة تغييرات غير محسوبة العواقب.
مصدر عسكرى صرح بأن المؤسسة العسكرية لن تسمح بأى حال وتحت أى ظرف أن يتكرر سيناريو المشير حسين طنطاوى، والفريق سامى عنان مع الفريق أول عبدالفتاح السيسى وغيره من القادة العسكريين، مؤكدا أن المساس بقادة القوات المسلحة، خلال الفترة الراهنة سيكون أشبه بحالة انتحار للنظام السياسى القائم بأكمله، خاصة أن القوات المسلحة التزمت الحياد والسلمية طوال الوقت، وحاولت قدر الإمكان الابتعاد عن المشهد السياسى الراهن بمختلف صراعاته بين النظام وقوى المعارضة، ووضعت المصالح العليا للبلاد فوق كل اعتبار، ولم تطمع أبدا فى السلطة، أو تطمح إليها، بل حرصت على تسليمها لرئيس مدنى منتخب، جاء من خلال صناديق الاقتراع، حتى ولو حصل على الأغلبية البسيطة «50 % + 1».
وأشار المصدر العسكرى إلى أن الرأى العام لن يقبل المساس بالمؤسسة العسكرية وقادتها، وسوف يتكاتف معهم لمواجهة أى ضغوط أو تحديات، لافتا إلى أن هناك حالة من السخط بين القادة والضباط فى مختلف التشكيلات التعبوية، مما يتردد فى وسائل الإعلام حول نوايا النظام السياسى إقالة وزير الدفاع الفريق أول السيسى، من أجل أخونة المؤسسة العسكرية، التى ظلت على مدار تاريخها الطويل، نموذجًا للتضحية والفداء، فى مختلف العصور، ودافعت عن كرامة المواطن المصرى فى أصعب الظروف، ولم تسع أبدا إلى السلطة أو الحكم، بل تؤثر دائما أن تنحاز لصفوف أبناء الشعب المصرى.
رد فعل المؤسسة العسكرية وسرعته أجبر محمد مرسى على التراجع عن القرار بعد أن أدرك أن القرار غير مضمون العواقب.
الموقف فى سيناء
بسرعة كانت الأنباء تتوارد إلى الفريق صدقى صبحى من أن هناك تدابير غير تقليدية يقوم بها بعض المحسوبين على التيار الإسلامى فى سيناء وأن ما حدث مع خطف الجنود السبعة لم يكن عاديا لكنه مدبر، بعدها وردت معلومات مؤكدة أن هناك تدبيرا لإحداث قلاقل فى صفوف القوات المتواجدة فى سيناء وإحداث تفجير مروع يتم خلاله التركيز على وجود قصور فى المهام التأمينية داخل القوات المسلحة ويدفع صدقى صبحى الثمن ويتم التحجج واستبعاده حتى لا يغضب الجيش والرأى العام، المعلومات التى وردت فى هذا الشأن أكدت تنفيذ عملية ضد القوات فى سيناء تشبه عملية رفح مع تغيير المخطط من إقدام أناس يرتدون زيا عسكريا فى أحداث رفح على الاقتراب تجاه قوات الجيش وتفجير المعسكر إلى اقتراب أناس يرتدون زيا شرطيا هذه المرة، وفى هذه الحالة تم تغيير الزى لسببين الأول أن الزى العسكرى تم تغييره ويصعب تقليده ومقصور فقط على الجيش والسبب الثانى أن تغيير الزى للمنفذين والقائمين على العملية المشبوهة «تمويه» وارتداؤهم زياً شرطياً فهذا لن يخطر على بال أحد، ومن العادى أن تقترب مجموعة من المرتدين زياً شرطياً لمعسكر الجيش، كل هذه المعلومات وردت للفريق صدقى صبحى، رئيس الأركان، وأدرك منذ اللحظة الأولى أنها بدء إعلان حرب خفية بين المؤسسة العسكرية وجماعة الإخوان يقف فيها الرئيس بكل سلطاته لحماية الجماعة على حساب الوطن ويقف الشعب وراء جيشه فى انتظار دعوته للدفاع عن القوات المسلحة لتدور أغرب حرب بين رئيس وجيشه.
وكان فى ١٢ أغسطس،2012 أصدر مرسى قراراً بتعيين الفريق أول عبدالفتاح السيسى قائداً عاماً ووزيراً للدفاع.
ومنذ تولى السيسى قيادة القوات المسلحة يوم ١٢ أغسطس الماضى، دارت ماكينة الشائعات الإخوانية بنشاط لأن السيسى إخوانى، أباً وعماً وأبناء وزوجة منتقبة، وأنه ذراع الجماعة فى أخونة وأسلمة القوات المسلحة، كان هدف الجماعة هو تيئيس الشعب المصرى من الاحتفاظ بجيشه وطنياً خالصاً، نقياً من فيروسات الانتماءات السياسية، بعدما تولى السيسى منصبه، كان همه الأول هو استعادة الكفاءة القتالية لوحدات وتشكيلات القوات المسلحة بعد ١٨ شهراً أمضتها فى الشوارع والميادين، وتطوير تسليحها وفق خطة مدتها عام، وكان تركيزه الرئيسى هو إبعاد الجيش المصرى عن اللعبة السياسية والصراعات الحزبية، وكان يأمل - كما قال لى - أن تتوافق القوى السياسية من أجل مستقبل البلاد، وأن ينجح الرئيس المنتخب فى مهمته الصعبة، وأن ينأى بنفسه عن الدخول فى صدامات مع ركائز الدولة وأعمدتها، خاصة أن مرسى كان قد انزلق إلى صدام مع القضاء، حينما حنث باليمين الذى أقسمه على احترام الدستور والقانون وألغى قرار تنفيذ حكم المحكمة الدستورية العليا ببطلان مجلس الشعب بعد ثمانية أيام لا غير من توليه منصبه.
■ ■ ■
حلت الذكرى الـ 39 لنصر السادس من أكتوبر، وكان الاحتفال الذى أقيم بهذه المناسبة كارثياً بكل المقاييس!
فقد سحب مرسى تنظيم مراسم الاحتفال من القوات المسلحة وأسندها إلى وزير شبابه الإخوانى، وتجاهل دعوة قيادات حرب أكتوبر إلى الاحتفال، وملأ المدرجات بأعضاء حزب الحرية والعدالة، وأجلس فى المنصة الرئيسية قتلة الرئيس الراحل السادات بطل الحرب، وأبعد وزير الدفاع وقادة القوات المسلحة عن صدارة المشهد فى يوم عيدهم.
نكأ هذا الاحتفال جراح رجال الجيش التى لم تبرأ من صدمة الخروج غير الكريم للمشير طنطاوى والفريق سامى عنان، ووصل الغضب فى صفوف القوات المسلحة إلى درجة الغليان، وبدا أمام الجميع أن مرسى فقد اعتباره كقائد أعلى للقوات المسلحة.
زادت النقمة فى الأيام التالية، مع ترافق عدد من الأحداث، منها نشر خبر فى إحدى الصحف يسىء إلى طنطاوى وعنان، وتسابق المواقع الإلكترونية الإخوانية إلى بث كل ما يشوه صورتهما، ثم دعوة السيسى إلى اجتماع فى الرئاسة لمناقشة تأمين «مليونية الحساب»، وتبين أن الغرض من الاجتماع هو استبعاد النائب العام، ومحاولة الزج بالجيش فى صراع الرئاسة مع القضاء.
ولأول مرة منذ تولى مرسى السلطة، صدر بيان باسم قادة وضباط وصف وجنود القوات المسلحة يعبر عن استيائهم من الإساءة لقادتها السابقين، وكانت تلك أول إشارة حمراء لمرسى وجماعته.
■ ■ ■
يوماً بعد يوم، تفاقمت أخطاء مرسى وخطايا جماعته، وتردت أحوال الشعب اقتصادياً وأمنياً، وباتت زياراته الخارجية مصدر إحراج للوطن ومثار سخرية للجماهير بسبب تصرفاته التى تنطوى على جهل فاضح بأصول البروتوكول، وأدائه الذى يتناقض مع مسلك رجل الدولة.
فى ٢١ نوفمبر الماضى 2012 أصدر مرسى إعلانه الدستورى الذى يخاصم كل الأعراف والقواعد القانونية والدستورية، ثم إعلانه الدستورى المعدل الذى أصدره يوم ٨ ديسمبر
وبعد ثلاثة أيام لا غير من الإعلان الأخير.. خرجت مئات الآلاف من جماهير الشعب الغاضبة تحاصر «الاتحادية» وتهتف برحيل مرسى، فيما عرف بيوم «الثلاثاء العظيم»،
بعدها بيوم دعا السيسى إلى لقاء بالقرية الأوليمبية للدفاع الجوى بالتجمع الخامس يجمع الرئيس بكل القوى السياسية، بغرض الخروج من المأزق السياسى والوصول إلى توافق، واطلع الرئيس على دعوته قبل إعلانها ورحب بها الرئيس.
وبينما كان المدعوون فى طريقهم إلى مقر اللقاء، جاءتهم مكالمات عاجلة تبلغهم بإرجاء الاجتماع إلى أجل غير مسمى، وكان مرسى ــ بضغط من المرشد ــ قد عدل عن رأيه، وطلب من السيسى إلغاء اللقاء!
فى ٣٠ يناير.. التقى السيسى بطلبة الكلية الحربية، ومن داخل هذا الصرح العلمى العسكرى العريق بعث برسالة إلى الرئيس وكل القوى السياسية يحذر فيها من خطر «انهيار الدولة» ثم التقى السيسى بـ «مرسى» وقال له بوضوح: «لقد فشلتم ومشروعكم قد انتهى»!
بعدها بأسبوعين.. أعلن الفريق صدقى صبحى، رئيس الأركان، لتليفزيون أبوظبى تصريحه القنبلة الذى قال فيه: «إن القوات المسلحة لا تنتمى لفصيل ولا تمارس السياسة، وعينها على ما يدور، وإذا ما احتاجها الشعب ففى أقل من ثانية ستكون موجودة فى الشارع».
مضت الأيام ثقيلة على قلوب المصريين، وولدت حركة «تمرد» نهاية إبريل ليبدأ فصل جديد فى حياة المصريين.
■ ■ ■
فى يوم ١١ مايو.. دعا الفريق أول السيسى نخبة من رجال الفكر والثقافة والإعلام والفن والرياضة، لحضور مراسم «تفتيش حرب» للفرقة التاسعة المدرعة بمنطقة دهشور جنوب غرب الجيزة. وكانت هذه هى المرة الأولى التى يحضر فيها مدنيون هذا النشاط العسكرى شديد الحساسية.
كان يوماً رائعاً.. اختلطت فيه مشاهير الفن والرياضة والإعلام برجال القوات المسلحة البواسل وتعالت هتافات «الجيش والشعب إيد واحدة».
وفى منصة الاحتفال.. تحدث الفريق أول السيسى للحاضرين، وتبادل معهم الحوارات.. ثم سأله المحامى الكبير القدير رجائى عطية عن نزول الجيش إلى الشارع.
وجاء رد السيسى دشاً بارداً على رؤوس من تصوروا أن الجيش يمكن أن ينوب عن الشعب فى الثورة، وأن يطيح بالنظام فى انقلاب عسكرى.
فقد دعا السيسى القوى السياسية إلى إيجاد صيغة تفاهم بينها، وقال إن نزول الجيش «فى انقلاب» سيعيد البلاد ٣٠ أو ٤٠ عاماً إلى الوراء.
■ ■ ■
تسارعت وتيرة الأحداث فى البلاد.. تخطت استمارات حركة تمرد رقم ٢٠ مليون استمارة، وتحدد يوم الأحد ٣٠ يونيو موعداً لنزول جموع الشعب إلى الشارع لإسقاط مرسى.
فى ٢٣ يونيو أطلق السيسى تصريحه المدوى من مسرح الجلاء للقوات المسلحة، والذى أعطى جميع القوى السياسية، وكان يقصد الرئيس - أولاً وأخيراً - مهلة مدتها ٧ أيام للتوافق وإنهاء الأزمة قبل حلول يوم ٣٠ يونيه.