رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«السيسى» رجل المُصالحة


أداء الرئيس «السيسى» أولاً كإنسان ثم كرجل دولة من الطراز الفريد، مثيران للإعجاب والتقدير والتأييد والتعاطف والتكاتف والعمل معه من أجل الوطن.

وهنا أكتب عن نقطة واحدة وهى فى دوره الإنسانى كرجل «مصالحة» حقيقية. آخرون مازالوا على مبادئ: «فرّق تسُد»، أو «الكلاب تنبح والقافلة تسير»، أو «اتركهم وشأنهم طالما هم بُعاد عنا»!! لكن الأب فإنه يسلك سلوكاً مختلفاً تماماً: لا يصعد على سرير فراشه، ولا يعطى لعينه نوماً، ولا لاجفانه نُعاساً، حتى يجد موضعاً للرب «إله السلام وملك السلام» فى قلب كل ابن مصرى. كيف لأب أن يحتمل نزاع الأبناء وهو مستريح الضمير؟ كيف لأب يدرك أنه فى يوم من الأيام سيقف أمام ديان عادل ويقدم كشفاً بأعماله بينما أولاده يتناحرون ويتألمون ويتفرقون؟ كيف لأب يرى أولاده يتدهورون جوعاً وبلا مأوى إنسانى بينما هو يشيد لنفسه القصور فى الداخل والخارج؟

الرئيس السيسى – بالحقيقة – رجل مُصالحة من طراز ممتاز. طوبى لصانعى السلام لأنهم أبناء الله يُدعون، وما أجمل أقدام المبشرين بالخيرات. فى قصة ميلاد السيد المسيح – كما وردت فى الكتاب المُقدس – كان هناك مجموعة من رعاة الأغنام يتملكهم خوف عظيم، فظهر لهم ملاك من السماء وقال لهم: «ها أنا أبشركم بفرح عظيم، يكون لكم ولجميع الشعب». كل أب حقيقى هو هذا الملاك بين أولاده ويقول لهم: «لا تخافوا ولا تحزنوا ولا تضطربوا، ها أنا أبشركم بفرح عظيم». دور الأب الحقيقى هو خدمة المصالحة. صدقونى الذى يقوم بخدمة المصالحة الحقيقية أفضل من الذين يقضون أوقاتهم فى عبادات شكلية مختلفة وهم أبعد عن روح التدين الحقيقى.

عندما حدثت أزمة العاملين فى «مصر للطيران» بدأ المسئولون يتعاملون مع الأزمة من منطلق القانون والسلطة وعدم المبالاة .. إلخ، لكن الرئيس السيسى تدخل فى الأزمة بالحب، وانتهت الأزمة وعادت المياه إلى مجاريها. ليس هذا فحسب بل إنه فى حديثه الشهرى للشعب الذى قدمه يوم الثلاثاء 12 مايو 2015، قدم لهم التحية الواجبة فقال: «تجاوب العاملين فى مصر للطيران أكد على حب المصريين لوطنهم رغم كل الظروف الحالية، وأن جميع عمال مصر قدموا كل ما يمكن تقديمه للوطن وأدعوهم للمزيد من الجهد والعمل».

ثم ظهرت على الساحة مؤخراً أزمة طاحنة داخل حزب «الوفد»، ذلك الحزب التاريخى الذى يحمل روح مصر الغالية، روح ثورة 19، روح التحالف الحقيقى بين الهلال والصليب. وبدأت الأزمة الطاحنة تجد طريقها إلى المحاكم، وهنا تدخل الأب الحكيم والمُصلح البارع وجلس مع طرفى الصراع فى جلسة مصالحة حقيقية لأنه أب. بكلمات قليلة منه وابتسامة عذبة انهار جبل الثلج الذى فرّق الأبناء وانتهت الأزمة.

أقول لكم ما الذى يفعله الرئيس السيسى بكل إخلاص.. يريد قبل أن نتوجه إلى صناديق الانتخابات للبرلمان المقبل، يكون كل المصريين يداً واحدة بلا شجار أو خصام أو كراهية. بالحب نبنى مصر، وبالحب نحيا فى مصالحة مع أنفسنا ومع جيراننا ومع أصدقائنا.

أستاذ بكلية الهندسة - جامعة الإسكندرية