رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الرئيس السيسى.. كنز مصرى


عند متابعتى للكلمة الرائعة التى ألقاها الرئيس السيسى فى ختام المؤتمر الاقتصادى «مصر المستقبل»، والتى تابعتها بكل جوارحى من إعجاب وانبهار وتقدير. يمكننى أن أسجل فى كلمات قليلة ما شاهدته وكان له تأثير إيجابى فى نفسى. «أولاً» عندما صعد إلى المنصة وجدته يصعد قفزاً وكأنه لا يريد ألا يُضّيع الوقت، وهذا ما تأكد لى عندما قال فى كلمته: «أريد أن أكلمكم عن أهمية الوقت». وهذا يدل على أنه يقول ما يفعله. فهو لا يستهلك الوقت فى الكلام. كثيرون يتحدثون – مثلاً – عن «عدم الخوف» بينما الخوف متمكن منهم، وفى وقت الشدة «يهربون خوفاً»!! «ثانياً» لأنه أب حقيقى – وليس لقباً – بدأ كلمته بتحية الشباب الذى تعب فى تنظيم المؤتمر حتى جاء بصورة لائقة بمصر، ثم فجأة دعاهم للوقوف بجانبه – تقديراً لدورهم الحيوى – وهنا وجدت الأولاد والبنات غير مصدقين ما يسمعونه فهرعوا نحو المنصة قفزاً لتحيته وهو مبتسم وسعيد بأولاده.

وألقى كلمته الصادرة من القلب وأولاده حوله. لقد استطاع أن يرسم أيقونة رائعة لمصر الحديثة. «ثالثاً» أكد فى البداية أن مصر لم تمت، بل – كما قال – «أن الله خلق مصر لتبقى»، وهنا هتف المصريون لحن الخلود «تحيا مصر». «رابعاً» ولأنه رجل وفىٌّ وابن بار ومخلص لم ينس صاحب فكرة المؤتمر وهو «الملك عبدالله» رحمه الله، فقال: «ولو أنه غير موجود معنا، وهو بين يدى الخالق، لكن نذكره لأن أعماله الجليلة التى قام بها ستظل خالدة». «خامساً» ولأنه قارئ جيد لتاريخ مصر فذكر ما فعله اليابانيون عندما جاءوا إلى مصر ليتعلموا من التجربة المصرية، ثم جاء بعدهم الكوريون ليتعلموا أيضاً من التجربة المصرية. وأراد بذلك أن يقول للحشد العالمى الموجود على أرض مصر، تعلموا من التجربة المصرية التى يقوم بها المصريون الحاليون عندما انتفضوا ضد الظلم والإرهاب مرتين.

«سادساً» لأنه لا يكتفى بأى إنجاز تحقق ويطلب المزيد، فطالب فى العام المُقبل أن تكون منطقة شرم الشيخ أكثر جمالاً وأكثر تألقاً. «سابعاً» ولأنه ذو حس مرهف وقلب خفاق وغير أنانى، فقد أعلن أن هذا المؤتمر سيتم تنظيمه سنوياً من أجل جلب مزيد من الاستثمارات للدول التى تعانى من مشاكل اقتصادية – مثل مصر – فهو بمثابة الأخ الأكبر للدول الشقيقة. «ثامناً» قدم الشكر الصادق لكل من حضروا المؤتمر لأنهم أسعدوا المصريين.

أيها الرئيس الجليل.. لقد سكنت فى القلوب بالحب وليس بالسلطة، والتفت حولك الملايين لبساطتك وليس بتكبرك، وتطلعت إليك الأعين لأنها وجدت فيك الإنسان المخلص والوفى وليس من يدعى الإخلاص وهو منعزل عن شعبه. إنك بالحقيقة كنز مصرى، ينبغى علينا نحن المصريين أن نتعاون معك لرفع شأن وطننا المحبوب. وفى ختام كلمتى – التى أسجلها بإخلاص شديد – أقول لك باللغة المصرية القديمة «اللغة القبطية»: «شى – إن – رومبى» أى «تعيش لمائة سنة». الله يحفظك ويبارك لنا فى حياتك. لقد رفعت من رأسنا. الله يعوضك بكل الخير. دامت محبتكم لمصر.

أستاذ بكلية الهندسة ــ جامعة الإسكندرية