رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أسرع وأدرك ياريس


فى الحقيقة أنه لم ولن يكون هناك من هو أصلح منك لمصر فى ظل ظروفها العصيبة التى تقودها باقتدار ولكن هناك شعور يخالجنى وهو أن هناك من لم تخلص نواياهم ويعملون ضد ذلك الوطن سواء بوعى أو غير وعى.. وأن هناك مساحة للمصالح الفردية غير قليلة فى ظل هذه الظروف وأمور تبدو شاذة وغريبة ولا يقبل أن تكون فى ظل عهدك.. فأنت كرئيس بل كزعيم للبلاد لا يمكن مقارنتك بمن سبقوك من رؤساء مصر الثلاثة وليس فى ذلك تقليل من شأن أحد ولكن لأن ذلك هو المنطق العلمى السليم لأنك متميز وبك من الصفات التى قد لا يشترك معك فيها إلا القليل، فأنت لك قلب رؤوف ومع ذلك جسور يمكن أن تدمع عيناك لموقف إنسانى ولكنك لا تتهاون فى حق وطنك أو أصغر فرد فى «شعبك» من يعرفك عن قرب يعلم مدى أصالة جوهرك ونشأتك.. الكل يحبك حبا قد يختلف عن حبهم لغيرك من الزعماء ودعنى أقول لسيادتك بأن الظروف التى نمر بها أكثر تعقيداً وهناك من يرتكبون تجاوزات وكأنهم ليسوا من هذا الوطن.

لقد طاردت ومازلت تطارد الإخوان، ولكن بمن أتينا فى المناصب، أتينا بمن قد تنعقد الألسنة عندما نرى ما يفعلونه ولاسيما أننا نعرفهم جيداً ولكن الفرق سيادة الرئيس هو فى قرار يجىء بتعيين ذلك فى منصب ليس أهلاً له.. نحن فى وقت أحوج ما نكون فيه إلى الكفاءات من المخلصين الذين لا يعنى الكرسى لديهم مصدرًا للاستعلاء أو للاسترزاق.. يغلقون على أنفسهم مكاتبهم ولا يتعاملون مع الناس ولا ينزلون للشوارع ويتركون كل شئ لمن هم أقل منهم.. ويصبح التشفى هواية ومصدر تلذذ لديهم فيمن يفوقهم علماً وإنجازاً وتفوقاً على مدار تاريخ طويل.. فمازالت سيادة الرئيس الترقيات تتم بالاستظراف وأغرب ما سمعته من مسئولين مع احتكاكى بمشكلة لا أعلم مصدرا لها أعرف أن هناك ما يسمى بالكمياء، أى أن الكمياء التى لديه لا تتوافق معك ولكنها قد تتوافق مع أحد آخر لا يكون ذا خبرة ولا علم له ولكنه يحصل على أعلى المناصب وكأن مصر قد نضبت من الكفاءات.. كلام غريب والأغرب أن من هو فى المستوى الأعلى لا يسمع ولا يستجيب وحتى الأجهزة التى من المفترض أنها تراقب سلوكك وإنجازاتك تقف صامتة مع من كنت ترأسه يوما ما فصارت مرءوسا له.

ذلك يجعلنى أؤكد أن هناك شيئًا خطأ سيادة الرئيس ومن الممكن أن يتكلم المرء ولكن محبة الوطن والعلم بحقيقة ما يمكن أن يحدث وهو مالا يمكن قبوله على الإطلاق يجعله يلزم الصمت رغم شدة الضغط النفسى الذى يقع عليه ذلك هو سبب السكوت وليس الخوف أو الضعف وإلا كنا قد خشينا من الإخوان، حيث وللأسف الأجهزة الرقابية يعلمون كيف أن البعض منا قد رفض العديد من المناصب أثناء حكم الإخوان التى وصلت إلى حد الوزير وظللنا نهاجمهم على صفحات الجرائد وفى الحلقات التليفزيونية.. فى الحقيقة هناك شئ خطأ يحدث يصعب تحديده ولكنه أشد وطأة على «النفس» ولا أملك من أمر نفسى سوى الدعاء لكم لكى ما تخوض هذه المخاضة ولا أعرف كيف تتحمل كل هذه الضغوط، بينما تحيط بنا هذه «الشخوص» والتى لا أتوسم أن يأتى من ورائها خير