رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصر.. مصرعكو


بعد التصرفات الحمقاء التى قامت بها جماعة الإخوان الإرهابية، وعمليات الإرهاب، والأفكار الدموية التى أصبحت دستوراً شيطانياً لهم، نستطيع القول إن هذه الجماعة كانت على مدار الزمن الفائت بمثابة جسد سرطانى خبيث ظل كامناً فى الجسد المصرى دون أن يستشعر خطورته.
وعندما نشط الورم عرفنا جميعاً
وطأة هذا الورم على مصر وخطورته عليها، ولعلها كانت مفاجأة للبعض أن رأوا مرشد هذه الجماعة بسحنته الإرهابية فى ميدان رابعة وهو يحرض على القتل باستهانة واستخفاف وكأنه وريث رية وسكينة، وقياداتهم تتحدث عن إراقة الدماء وكأنها تتحدث عن إراقة عصير القصب، وعندما تآمروا ليستمروا فى الحكم غصباً عن الشعب الذى كرههم، قاموا بمسرحيات هزلية وهزيلة تنم عن نفسيات مريضة، ثم انتشروا كمسوخ بشرية مشوهة تريد أن تتغذى بالدماء، فرأينا ما هددونا به، اغتيالات، قنابل تحصد الأرواح، سيارات مفخخة، تخريب ممنهج للمؤسسات الحكومية، محاولات مستمرة بلا هوادة فى تخريب الاقتصاد المصرى، بل إننا إذا نظرنا إلى تاريخهم القديم والحديث إلى أيام حكمهم لمصر نجد أنهم لم يهتموا بمصر ولا بمشاكلها، بل كانوا هم المشكلة والمرض، فمن اهتم بمصر كان حريصاً على الحكم من أجل إصلاح البلاد، لا من أجل أن يكون حريصاً على الدم، فإذا كان كذلك فاعلم انه على باطل.ومن اهتم بالقصر ولم يهتم بمصر فاعلم أنه على باطل.. ومن اهتم بالمكان ولم يهتم بالإنسان فاعلم أنه على باطل.. ومن رفع القرآن وانتصر للشيطان فاعلم أنه على باطل.. فى عهدهم ـ وياللسخرية ــ تحولت مصر إلى دولة «جمهوكية مصروفكو الديكتاقراطية» جمهوكية مصروفكو كانت فى عهودنا الطبيعية تسمى دولة مصر، ثم مع مرور الزمن أصبحت هذه الدولة مجرد مصروف شهرى يتم توزيعه على الأعزاء والأحباب من أفراد جماعة الإخوان. خدعوا الشعب وقالوا قبل الانتخابات: لدينا مشروع اسمه النهضة وسيجعل مصر فى مقدمة الدول، ثم اتضح أن لديهم مشاريع أخرى أهم مشروع «فتح مصر» هو المشروع الذى أطلقته الجماعة منذ سنوات، وقتها أنكرته الجماعة حينما كشفه الأستاذ حمدى رزق فى المصور ـ وأثبت القضاء صحته فيما بعد ـ وقتها كان يحق للجماعة إنكاره لأن كشفه يترتب عليه كشف طبيعة الأفكار الدينية التى تعتنقها الجماعة، ولكن بعد الثورة واختلاط المفاهيم وعشوائية التفكير اكتسبت الجماعة الجرأة على التعبير عن بعض أفكارها المخفية وعقيدتها التكفيرية المستترة، فوقف محمد مرسى فى استاد المحلة وهو يشرح للجماهير مشروع الجماعة الفكرى فقال: سنعيد الفتح الإسلامى لمصر ، وفى مؤتمر آخر أمام مسجد عمرو بن العاص قال محمد مرسى للمرة الثانية: سنعيد الفتح الإسلامى لمصر!! لم يكن أمر فتح مصر إذن من فلتات اللسان بل كان مشروعاً كاملاً وخطة متعددة المراحل، وعندما سقطوا فى الحكم وثار الشعب عليهم أصيبوا بلوثة، لأن مشروعهم سقط من بين أيديهم، لذلك تحولوا إلى ذئاب يريدون الثأر لأنفسهم من كل الشعب المصرى. أما عن مشروعهم فهو أشهر المشروعات التكفيرية فى العصر الحديث، ويعنى هذا المشروع أن جماعة الإخوان تعتنق فكرة أن الإسلام دخل مصر عن طريق عمرو بن العاص، ثم خرج منها فى عصر ما، وأصبحت مصر دولة كافرة لا علاقة لها بالإسلام، ومن ثم يجب فتح مصر من جديد لإدخال الإسلام فيها، وجماعة الإخوان هى رسول رب العالمين المكلف بنشر رسالته فى هذه الدولة اللادينية، ثم يمتد مشروع الجماعة إلى مرحلة أبعد من ذلك هى مرحلة إقامة دولة الخلافة التى تحدث عنها صفوت حجازى فى أحد مؤتمرات مرسى والتى ستكون عاصمتها القدس، مصر إذن هى على هامش المشروع الإخوانى، هى مجرد وسيلة أو أداة وليست غاية ترتجى لذاتها ولتاريخها ولشعبها، الوسيلة الإخوانية التى تؤمن بها الجماعة هى « تعبيد مصر» هذا التعبير الإخوانى قد يجهله معظم الناس، بل يجهله معظم من يتعاطف مع دعاية الإخوان، ولكن هذا هو التعبير الذى كان يستخدمه مصطفى مشهور فى لقاءاته مع الإخوانية مع أجيال الجماعة، وهو نفسه التعبير الذى سارت عليه الجماعة وجعلته «أيديولوجية» لها، وقد كان ظنى فى يوم من الأيام أن تعبير تعبيد مصر هو تعبيدها لله، ثم اتضح أن الإخوان يقصدون «تعبيد مصر لجماعة الإخوان» أى تصبح عبدة لها ولمشروعها، لذلك حينما استغرب الناس من عبارة «طظ فى مصرى التى تفوه بها المرشد السابق مهدى عاكف، لم أستغرب، فما مصر إلا عبدة فى عيونهم قد خلت من قبلها العبيد، أفإن شُتمت أو أهينت غضبتم من الجماعة !! وبعد «طظ فى مصر» ظهر لنا أيام حكم الإخوان من يقول للشعب المصرى فى قناة فضائية «نحن أسيادكم» !.. لكن ذلك الإخوانى البليد المتعطش للدماء والذى يصف أهل مصر بالكفر، وحول مصر إلى مصروف لأفراد جماعته لم يرد فى خاطره أنه من الممكن بقدرة الله أن تكون مصر أيها الإخوان هى "مصرعكو"