رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العصبيات تسيطر على المشهد الانتخابي بسوهاج والأحزاب السياسية لا تستطيع المنافسة والشباب يواجهون صعوبات

جريدة الدستور

11 دائرة انتخابية، 20 مقعدًا فرديًا، 6 مقاعد بنظام القائمة، وفقًا للتقسيم الجديد للدوائر الانتخابية، إذن هي محافظة تستحق الصراع بين المرشحين لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة والأجواء الساخنة التي تسيطر عليها للفوز بكرسي البرلمان. هي محافظة سوهاج، التي تسود الأجواء الانتخابية بها حالة من الارتباك والتردد، لعدد كبير من المرشحين المحتملين، بسبب عدم وضوح الرؤية، بعد أن فشل المرشحون في قراءة المشهد الانتخابي في المحافظة، ومدى تأثير الأحداث السياسية التي مرت بها البلاد على المعركة الانتخابية.

ورغم رفض رجل الشارع في سوهاج، لبعض الشخصيات البارزة التي سبق لها الترشح على قوائم الحزب الوطني، ورفضهم للشخصيات التي طفت على السطح في الدورة البرلمانية السابقة، ممن سبق لها الترشح على قوائم تيار الإسلام السياسي، من جماعة الإخوان الإرهابية والسلفيين، إلا أن الواقع الفعلي يؤكد احتفاظ بعض رموز الحزب الوطني في سوهاج، بثقلهم الانتخابي؛ لأنهم يمثلون عائلات عريقة، تمتلك القدرة على الحشد والتمويل ولديها خبرات متراكمة عن كيفية إدارة الصراع الانتخابي، وعقد الصفقات والاتفاقيات الانتخابية، والقدرة على الوصول إلى التكتلات الانتخابية واستمالة عائلات كبيرة إلى جانبها لتأيدها في الانتخابات.

أما بقايا تيار الإسلام السياسي، فتواجههم مشكلة حقيقية في الانتخابات، تتمثل في رفض الناخبين تقبل فكرة خوضهم للانتخابات من جديد، وهو شعور سائد في جميع مدن وقري المحافظة، وإن كان الرفض في المدن الكبيرة أقوي كثيرًا. ولذلك يسعى أنصار تيار الإسلام السياسي في سوهاج، لعقد تحالفات وتكتلات سياسية، مع بعض الشخصيات التي لا تنتمي لهذا التيار، لإقناعها بالترشح كغطاء لهم، مقابل توفير التمويل اللازم، وكذلك قيام قواعدهم الشبابية التي لا تزال منتشرة في القرى، بالحشد لهذه الشخصيات وتدعيمها، ولكن دون الإعلان عن ذلك تجنبًا لنفور الناخبين الرافضين لهذا المبدأ، وهناك تحركات سرية فعلية تجري في هذا الإطار.

أما شباب سوهاج الذين يرغبون في تغيير حقيقي، وطرح شخصيات لا تنتمي للماضي السياسي بشقيه، فيواجهون صعوبات كبيرة في مجرد طرح تنظيم تكتل انتخابي يمثلهم، لافتقادهم الخبرة الانتخابية، وعدم قدرتهم على إدارة صراع انتخابي وتمويله أو الحشد له، وغيابهم عن الخريطة الانتخابية في القرى والنجوع البعيدة، التي لا يمكن إغفال تأثيرها الكبير علي العملية الانتخابية في محافظة تحكمها العصبيات.

أما الأحزاب السياسية، فلا تأثير لها في سوهاج على الإطلاق، باستثناء 3 أحزاب فقط، هي المصريين الأحرار، والنور، والوفد، حيث يعتمد الحزب الأول علي القدرة علي التمويل وبعض التنظيم، بينما يعتمد الحزب الثاني علي قواعد شبابية منتشرة في القرى والنجوع، أما الحزب الثالث فيعتمد علي عمق تاريخي، وبعض الشخصيات المؤثرة، وإن كان كل ذلك لا يضمن لهذه الأحزاب قدرة حقيقية علي المنافسة في جميع الدوائر، وهناك تركيز أكبر لها علي القوائم، أما الدوائر الفردية فسيتم التركيز علي بعض منها حسب الوزن النسبي للحزب فيها.

وفي ظل هذا التقسيم، الذي يعتمد علي قراءة حقيقية للمشهد الانتخابي في الشارع السوهاجي، نجد أن أوراق اللعبة لاتزال تملكها كبار العائلات والعصبيات والتكتلات الانتخابية التقليدية، وهناك عائلات كبيرة تفهمت الوضع الانتخابي الحالي في المحافظة جيدًا، وبدأت في تجهيز وجوه جديدة، في محاولة منها لتجميل الواقع وجذب الناخبين الرافضين للوجوه القديمة، وبقايا الأنظمة السابقة، وهو ما يؤكد أن الجولة الانتخابية القادمة ستشهد صراع العائلات الكبيرة، ولكن بصف ثانٍ من المرشحين الشبان، للتخلص من عقد الوجوه القديمة، ومداعبة طموح الشباب.