رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القذافي "ملك ملوك إفريقيا".. عاش رئيسًا ومات ذليلاً

الرئيس الراحل معمر
الرئيس الراحل معمر القذافي

منذ ثلاث سنوات وتحديدا فى مثل هذا اليوم 20 أكتوبر شاهد ملايين البشر بالصوت والصورة على شاشات التلفزيون مشهدا لا يتكرر كثيرا مقتل الرئيس الراحل  لليبيا معمر القذافى عقب قيام ثورة فى بلاده  فى 2011م.
قُتل القذافي في مسقط رأسه في مدينة سرت الليبية، بعد تعرضه لغارة جوية من قبل حلف الناتو وعثر عليه مصابا بجروح في رأسه وبعدها قضى عليه الثوار الليبيون المناهضين لنظامه، وبعدها أعلن المجلس الوطني في ليبيا أن هذا اليوم عيدًا "لتحرير البلاد" من ديكتاتورية القذافي ونظامه.
وربما يعد مشهد قتل القذافي غريبًا وفريدا من نوعه، لكن نهايته هذه ربما تتفق مع غرابة قوله وفعله منذ توليه رئاسة الجمهورية الليبية، ففي بداية حكمه اكتفى بلقب "الأخ قائد الثورة الليبية"، واختلق لليبيا نظاما يجمع بين الأنظمة الحديثة والقديمة والنظام الجمهوري والملكي ووضع دستوره الخاص "الكتاب الأخضر"، وأُطلق على نظام حكمه اسم الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية.
ومن الأشياء الطريفة كذلك التي كان يفعلها القذافي عند ذهابه إلى المحافل الإقليمية والدولية وأثناء زيارته للدول ومقابلة الرؤساء، لم يكن ينزل بفندق، بل يقوم بنصب خيمة لإقامته، كما لقب نفسه بـ "ملك ملوك إفريقيا"، و"مدافعا رئيسيا عن الولايات المتحدة الإفريقية".
وعند اندلاع الثورة في ليبيا في منتصف فبراير 2011 في مدينة بنغازي وتوغلها في كافة المدن بها بما فيهم العاصمة طرابلس، وما تلاها من استقالات في الحكومة الليبية احتجاجا على قمع المتظاهرين، والمناورات المستمرة بين الثوار والنظام، وفى هذا الجو المتوتر تمسك القذافي بطرافته المعتادة وكان له بعض الأقوال الشهيرة خلال فترة الثورة منها خروجه ليلقي كلمة من "توك توك"، وقوله "تظاهروا كما تشاءون، لكن لا تخرجون إلى الشوارع والميادين" و"سنزحف بالملايين لتطهير ليبيا شبر شبر بيت بيت دار دار زنقة زنقة".
وأخيرا فقد كان القذافي وبحق "اسم على مسمى" فهو الأكثر تعميرا في كرسي السلطة ويعد صاحب أطول فترة حكم لليبيا التي بلغت 42 عامًا منذ 1969 لتسطر نهايته في 2011 في وضع لا يحسد عليه ليكون بذلك الرئيس العربي الثالث الذي تطيح به ثورة بعد زين العابدين بن علي في تونس، وحسني مبارك في مصر.