رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المستذئبون


 لم تكن مفاجأة لي أن يخرج طلبة الإخوان في مظاهرات الإرهابية، فأنا أعلم أن تخطيطهم يرمي إلى استخدام قسم الطلبة لتحويل مصر إلى كتلة نارية ملتهبة، هكذا يفكر الإخوان الذين هربوا خارج مصر، وهكذا يفكر الإخوان المختبئين في الجحور داخل مصر، تلك هي أفكار عبد الرحمن البر وغيره ، وتلك هي توجهات الهارب محمود حسين ، ولكننا في مصر لا نتحرك إلا كرد فعل ! أما الفعل المبتدأ الإبداعي فلا مجال له في حياتنا ، لذلك ستظل الأمور على ما هي عليه وسنظل ندور في تلك الدائرة المفرغة ، وسيظل طلبة الإخوان ـ أصحاب أهم أقسام الجماعة ـ يخرجون في مظاهراتهم ويحطمون وعن قريب ستجدهم يقتلون ، ولا تتعجب من ذلك فطلبة الإخوان هم مخالب التنظيم ، والتنظيم المستذئب ينشب مخالبه حاليا في جامعات مصر ، ومنذ أكثر من عام وجماعة الإخوان تستغل هؤلاء الطلبة الممسوخين المشوهين ، وآباء وأسر هؤلاء الطلبة لا تحرك ساكنا ، فإما أنها اسر فاشلة لم تستطيع تربية أبنائها ، أو أنها أصلا اسر إرهابية أخرجت لنا أنتن وأحقر من في مصر ، فماذا ننتظر ؟! تخاف الحكومة من المرتزقة من أصحاب دكاكين حقوق الإنسان ، فليذهب أصحاب هذه الدكاكين إلى الجحيم ولتبق مصر ، ويالها من أيام بؤس تلك التي أوقعنا فيها الدكتور حسام عيسى حين رفض دخول الشرطة للجامعات لمواجهة الجرائم التخريبية اليومية التي كانت ترتكب من ذئاب الجماعة ، وكان الببلاوي رئيس الوزراء صاحب يد ناعمة جدا وهو يتحدث عن طلبة الإخوان ، ألم يكن من رجال البرادعي ؟! ولكن الآن الأمور تغيرت ، والمهندس محلب الوطني الغيور الفاهم لدينه هو رئيس الوزراء ، وعلى موقع وزير التعليم العالي رجل له فكره ووطنيته وتاريخه ، وفي ذات الوقت طلبة الإخوان يحاولون إغراق مصر ، فهل يخشى محلب من البللِ ، لا حل إلا أن قمنا بالرد على الإرهاب بالإرهاب ، فلا يفل الحديد إلا الحديد ، والكي علاج قد يضطر له الطبيب ليشفى المريض ، فإن لم يحقق الكي نتيجة فليس هناك إلا البتر ، وعلى وزير الداخلية أن يلجأ إلى الحلول الاستباقية ، فلا ننتظر حتى تصبح الجامعة أطلالا ، فنحن لا نواجه تنظيما سياسيا ، ولكننا نواجه عصابة إجرامية دموية ، تنطلق من تكفير كل المجتمع ، وإذا ظن رئيس الوزراء أن هذه الجماعة تفهم أو فيها من يفهم أو يدرك أو يستشعر فهو على خطأ كبير .

 هم في الحقيقة بقية من رجال ، مسوخ بشرية تشوهت مشاعرها وتبلدت أحاسيسها ، وتوقفت عقولها ، وتيبست مفاصلها ، ونستطيع أن نتحدث عن أمراضها من هنا إلى يوم الدين ، ليست هذه مبالغة والله ، ولكن الذي عليه الجماعة الآن هو قمة في الشوفينية والبرجماتية والفاشية مع خليط من التكفير والدموية ، ويكفي الجماعة ذما أنها ترفع شعار الدين لتستلب عقول الصغار والبسطاء وهي في الحقيقة لا تبحث عن دين، وإنما تبحث عن دنيا، لذلك خرج منها كل من يفهم ، وكل من في قلبه ذرة من مشاعر ، وبقي فيها تلك المسوخ البشرية ذات القلوب المشوهة .

وإذا كنا قد عشنا سنوات وسنوات تحت وهم أن حسن البنا كان إماما ملهما وأن سيد قطب هو الذي غير عقيدة الجماعة وانحرف بها ووصل بها لهذا الحال الذي نراه حاليا ، هذا الحال الذي جعلها ترفع شعار الدين من أجل سرقة الدنيا بمغانمها ، إلا أن الدراسة الموثقة لفكر البنا تظهر لنا أنه سيد التكفير في هذا العصر ، وهو الذي زرع شجرة التكفير من خلال جماعته التي صنعها ابتداء لينحرف بها عن الدين الوسطي المعتدل ، بل ويصبح حسن البنا في عيون الإخوان أيقونة مقدسة لا يجوز مناقشة أفكارها .

ومن خلال رسائله وضع البنا لمحات التكفير واحدة وراء الأخرى ، وكان كل ما فعله سيد قطب فيما بعد أنه جمع هذه اللمحات وجعل منها نظرية صاغها على طريقة أبو الأعلى المودودي ، إلا أن حسن البنا يظل هو صاحب السبق في وضع فكر التكفير في القرن العشرين هذا الفكر الذي عانينا وما زلنا نعاني منه حتى الآن .