رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فلان الفلانى «11»


«فلان الفلانى اللى كان يومها جنبى.. ساعة لما بدأوا فى ضرب الرصاص.. فلان الفلانى اللى معرفش اسمه.. فدايما بقول يابن عمى وخلاص».. «فلان الفلانى أغنية رائعة أراها من أهم أيقونات ثورة 25 يناير الإبداعية لشباب كانوا بفنونهم ورؤاهم البديعة المتجددة كل يوم فى طليعة شعب مصر يشعلون جذوة الحماس فى النفوس الثائرة الوطنية فى ميادين الحرية».

نعم الثورات كما تخرج للدنيا أروع ما فى الشعوب فهى أيضاً تخرج أسوأ ما فيها ولكن هل كان يتصور شباب الثورة، وأرواح الشهداء أقرانهم فى ميادين التحرير مازالت ترفرف فى سماء المحروسة تأسلهم وتسألنا، هل حققت الثورة أهدافها؟ ويسألوننا ماذا فعلتم يا أبناء وأحفاد أبطال شهداء نصر أكتوبر 1973 لتسرى روح تلك الأيام المجيدة فى وجدانهم، فإذا بنا بتنا أسرى الخجل وعار أن تتسارى ميديا الخيانة والجهل إلى التسابق «لتنجيم أشاوس العمل الجهادى» وأقصد جعلهم نجوماً عبر ملاحقة وسائط الإعلام لأخبارهم والسعى إلى محاورتهم!

فى الجزء السابق من المقال أشرت إلى حوار فلان الفلانى اللى مش مننا مع محمد الظواهرى القيادى فى تنظيم الجهاد يوم العاشر من رمضان الجارى «هل هو اختيار كيدى من جانب الجريدة؟!» وقوله «قتل السادات كان حلال شرعاً» وليس لدى كمواطن أى مشكلة أن أتلقى رأياً يخالف رأيى بكل رحابة صدر وأن أتبادل الحوار حول معطياته، ولكن عندما يحدثك أحدهم كمندوب للذات الإلهية العظيمة «حاشا لله» تحريماً أو ترخيصاً سماوياً بشأن تناول عمل إجرامى بكل المقاييس، فماذا يمكننى أن أقول بصدد قبول مبدأ القول بشرعية قتل بطل قومى حقق معجزة عسكرية بكل المقاييس، بينما جيشه يحتفل بيوم النصر العظيم وفارسه الوطنى يتوسطهم؟!!

ويضيف الظواهرى أنه يرفض القوانين والدساتير الوضعية «مع أنها هى التى جاءت بجماعة الإخوان المسلمين إلى الحكم»، ومطالباً بإقرار القوانين الإسلامية التى لا تخالف شرع الله، لأنه لا حكم يعلو على حكم الشريعة.. ماذا يعنى القيادى الجهادى بتصريحه ذلك بينما نحن بصدد وضع دستور جديد للبلاد إلا لونا من ألوان الترهيب باعتباره حامل أختام العقيدة والمتحدث باسمها؟!

ويضيف الرمز الجهادى «إن غير المسلمين الذين ارتضوا العيش فى ديار الإسلام هم أهل ذمة وعليهم أن يدفعوا الجزية، معتبراً أن العلمانيين أصحاب دين غير سماوى وأنهم يقفون عائقاً أمام تطبيق الشرع».. وهنا أسأل هل نحن بصدد حديث فى القرن 21؟!.. لا أصدق أن بيننا من مازالوا يعيشون فى القرن 14 هجرى وماذا يعنى محاورة رجل هذه رسائله؟!.. أى رسالة تود الجريدة بثها فى تلك الفترة التى تتسيدها البلاد والعباد حالة من الارتباك والسيولة والفوضى الإعلامية؟!