رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد قصف الشريط الساحلي.. أهالي غزة في مرمى نيران المناطق الآمنة

غزة
غزة

في الطريق إلى النزوح الإجباري إلى مناطق يحددها الاحتلال الإسرائيلي، يتعرض أهالي غزة منذ حرب السابع من أكتوبر الماضي وحتى الآن إلى القصف المستمر، لكل من يحاول الانتقال من الشمال إلى الجنوب أو العكس.

وتعتبر المنطقة الآمنة ما هي إلا فخ يحاول به الاحتلال إسقاط مزيد من الضحايا والشهداء في غزة في وقت خرجت فيه أغلب المستشفيات عن الخدمة، والباقي منها ما زال مكتظ بالجرحى والمصابين.

قصف الشريط الساحلي

واتساقًا مع ذلك، أعلنت فضائية القاهرة الإخبارية من خان يونس أن الزوارق الحربية الإسرائيلية أطلقت قذائفها تجاه الشريط الساحلي المكتظ بخيام النازحين بقطاع غزة، واستهداف المنازل في القطاع بالتزامن مع قصف بالمدفعية الإسرائيلية.

وأكد متحدث الدفاع المدني في غزة، أن القصف الإسرائيلي «هستيري»، ويستهدف مختلف أنحاء القطاع، لافتًا إلى أن الاحتلال دمر 80% من مقدرات جهاز الدفاع المدني.

وفي نفس الوقت كان الاحتلال الإسرائيلي يمنع تقديم الخدمات الطبية إلى المدنيين بقطاع غزة، علاوة على تعمد الاحتلال تدمير سيارات الدفاع المدني التي تنتشل الشهداء والمصابين.

وفي مايو الماضي، نادى الاحتلال الإسرائيلي أهالي غزة للاتجاه نحو الشريط الساحلي شمال قطاع غزة، زاعمًا أنه أكثر آمانًا وبعيدًا عن الحرب مع قوات المقاومة الفلسطينية، ولم يمر سوى أيام حتى تم قصف الشريط الساحلي.

ومنذ بداية حرب السابع من أكتوبر الماضي، ويتبع الاحتلال هذا النهج والذي فيه يتم ترحيل أهالي غزة من منازلهم إلى مناطق أخرى بدعوى أنها أمنة ثم يتم قصفهم. بحسب ما رصدت «الدستور».

عطيات: «نتعرض للقصف في المناطق الآمنة»

ذلك ما حدث مع عطيات وأبنائها الثلاثة، والتي هجرت مع مجموعة من أهالي غزة من منزلها من منطقة جباليا خلال أول الحرب، نتيجة إعلان الاحتلال بدء عملية إخلاء قسرية، واتجهت إلى مراكز الإيواء في منطقة النصيرات بالجنوب بعد تأكيد الاحتلال أنها منطقة آمنة.

وبعد يومين ذهب نجل عطيات الأكبر من أجل شراء الخبز من المخبز الوحيد بالمنطقة إلا أن المخبز تعرض للقصف في أثناء وقفه فيه: «دمر المخبز بالكامل، وسقط الشهداء ممكن كانوا ينتظرون لقمة العيش».

ووفق وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين فإن مليونًا و900 ألف من سكان قطاع غزة نزحوا من منازلهم منذ 7 أكتوبر الماضى وحتى الآن.

تضيف أنه منذ ذلك اليوم، وتوالت الغارات الإسرائيلية على أهالي غزة داخل مخيم النصيرات وكل يوم تسقط شهداء وجرحى: «لا نشعر بالأمان في المخيم الجنوبي، الذي وعد الاحتلال بأنه سيكون بعيدًا عن الصراع بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس».

نحو مليون شخص داخل القطاع يعانون عدم وجود مكان آمن للذهاب إليه، وفق تقديرات منظمة اليونيسف، بينما آلاف غيرهم نزحوا مجبرين للاحتماء داخل مدارس الأونروا.

هاني جودة: «الاحتلال يكدس النازحين ويقصفهم»

فيما يؤكد هاني جودة، رئيس شبكة مناصرة لاجئي فلسطين، أن الاحتلال يتعمد تلك الخدعة لإسقاط مزيد من الشهداء والمصابين، فعقب تكدس النازحين في منطقة واحدة بدعوى أنها أمنة يتم اطلاق النيران عليهم.

ويوضح لـ«الدستور» أن مراكز الإيواء التي يتعمد الاحتلال الإسرائيلي قصفها، بها أوضاع غير إنسانية لأنهم يعيشون بدون ماء أو كهرباء أو مواد تموينية، فيتم الاعتماد على الاستيراد اليومي بسبب نفاد المخزون.

أعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة، ارتفاع عدد الضحايا الفلسطينيين جراء الحرب الإسرائيلية إلى 35 ألفًا و984 شهيدًا و80 ألفًا و643 جريحًا منذ 7 أكتوبر وحتى الآن.