رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

انتعاشة كبيرة.. كيف تحافظ مصر على زيادة السياحة الوافدة؟

سياحة
سياحة

انتعاشة كبيرة شهدتها السياحة في مصر على مدار عامين بمجهودات من الدولة التي تعرف قيمة السياحة وأهميتها في زيادة الدخل القومي وأبرز ما يدلل على ذلك هو ارتفاع أعداد السياحة الوافدة في أول 20 يومًا من العام الجديد بنسبة 9% عن العام السابق.

هذا التقدم الواضح يحتاج بحسب خبراء إلى عدد من المقومات التي يمكن من خلالها المحافظة على هذا التقدم بل وزيادة إلى أرقام مضاعفة في الشهور والسنوات القادمة. 

في النصف الأول من العام الماضي، 2023، ارتفعت أعداد السياحة الوافدة إلى مصر لتتخطى حاجز الـ7 مليون سائح، وكان هذا الارتفاع الأول من نوعه في تاريخ السياحة، ووضعت الوزارة خطة لتتم مضاعفة هذا الرقم بحلول أخر العام وبالفعل تمكنت مصر من الوصول إلى أكثر من 14 مليون سائح بحلول ديسمبر 2023، رغم الظروف السياسية والاقتصادية العالمية.

حسام نجم، وكيل نقابة المرشدين السياحيين، قال مصر وجهة سياحية ليها مميزات كثيرة، بعضها وليس جميعها، المميزات المناخية والمميزات الجغرافية والتاريخية والأثرية بالإضافة إلى العامل الأهم في منظومة السياحة بالكامل وهي العامل البشري، وإن كان لابد من الأخذ في الاعتبار ضرورة تدريب العامل البشري في هذه المنظومة الكبيرة ليكون أكثر ملائمة للتعامل مع السائح القادم من دول العالم المختلفة.

أشار وكيل نقابة المرشدين السياحيين، لـ"الدستور"، أنه إلى جانب العامل البشري لا بد من النظر إلى الخدمات التي توفرها الدولة للسائح من فنادق وأماكن الزيارة، باعتبار عمله على مدار أكثر من 30 عام بالسياحة، اصطحب عدد من السياح جاءوا لأكثر من مرة، بل ومؤخرًا زارت إحدى الأسر الأجنبية مصر 12 مرة، ففي كل مرة يعرفون بوجود خدمات جديدة أو افتتاح مدينة جديدة، لا يترددوا في تكرار الزيارة، بجانب حبهم الشديد لمصر وشعبها، لذلك يمكن القول إن وجود اختلافات وتنوع كبير للسياح يدفعهم إلى تكرار الزيارة أكثر من مرة، و يستقطب سياح جدد وهذا ما نريده.

إدارة السياحة بالشرقية تنظم ورشة عمل لتدريب 15 حرفى يدوي للفخار

وأوضح “نجم” أن هناك ضرورة تدريب المرشدين السياحين بالشكل الذي يمكنهم من التعامل الأفضل مع السائحين، خاصة وأن هناك عدد كبير من المرشدين المحترفين هجر المهنة بعد أحداث يناير 2011، وأصبحت المهنة ملتقى لكثير من الأشخاص غير المؤهلين، الذين يقدمون أنفسهم للسائحين على أنهم مرشدين سياحين وهم بعيدين كل البعد عن العمل، ويكون هؤلاء غير مؤهلين في الغالب للرد على اسئلة السائحين بخصوص الأثار والعالم التاريخ الخاص بمصر.

وأشار إلى أن الوقت الحالي تنتهي فيه إجراءات السائح، بسرعة بالغة، ولكن ماذا بعد الخروج من صالات المطار، يجب أن تكون المواعيد أكثر مرونة، فعلى الرغم من إعلان التوقيت الصيفي وأن الغروب يأتي بعد الساعة السابعة، لا تزال المتاحف والمزارات السياحية تغلق أبوابها في وجه الجميع من الساعة الخامسة، فإن كنا نريد التطوير ووصول أعداد أكبر من السائحين لابد من الاهتمام بمثل هذه التفاصيل الصغيرة، التي من شأنها أن تحدث فارق في انطباع السائح عن الزيارة وتكرار رغبته في العودة إليها مرة أخرى.

"في سائح بيحلم طول عمره يقعد عند الأهرامات أو في المتاحف وقت الغروب".. لا يجب التعامل مع الأماكن الأثرية بعقل الموظف الحكومي، لا تعتمد مواعيد محددة، فأصاحب شركة سياحة، يعملون على مدار الـ24 ساعة نحن نقدم خدمة، تحتاج إلى مواعيد أكثر مرونة.

وزارة السياحة تتعاون مع عدد من الكيانات الخاصة من أجل زيادة السعة الفندقية والتي تساهم بشكل كبير في زيادة أعداد السائحين، وبلغت نسبة الزيادة للغرف الفندقية خلال العام الماضي 2023، بلغت 14209، هذه الزيادة جاءت جميعها من خلال الشركات الخاصة المملوكة بالكامل للمصريين وتمثل في النهاية ما قيمته 26% من الحصة السوقية في المجال الفندقي لمصر.

وانطلاقًا من هذه الأرقام، يقول زين الشيخ، المستشار السياحي السابق باليابان وأمين عام المجلس المصرى للشئون السياحية، إن مصر في حاجة شديدة إلى زيادة أعداد الغرف الفندقية لأرقام أكبر من ذلك لتواكب طموحات الدولة والتي تسعى نحو الوصول بأعداد السائحين إلى 30 مليون سائح بعد عامين من الآن، وفي حال ما وصلنا إلى هذا الرقم بالفعل فإننا سنواجه مشكلة كبيرة فيما يخص وفرة الفنادق والأماكن التي يسكن فيها السائحين طوال فترة إقامتهم بمصر. 

وأضاف المستشار السياحي السابق باليابان، لـ"الدستور" أن هناك ضرورة كبيرة لزيادة التعاونات مع شركات الخاصة وتوفير مناخ استثماري آمن لهم من خلال تذليل بعض العقبات التي من شأنها عرقلة مسيرة العمل في مجال السياحة، خاصة أن زيادة السعة الفندقية من أهم العناصر التي ما إن توفرت ستنتعش أعداد السياحة الوافدة بصورة كبيرة.