رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تكميم الأفواه.. كيف استخدم الاحتلال قطع الإنترنت لتشديد الحصار على غزة؟

غزة
غزة

يزيد كل يوم خطر انقطاع الإنترنت عن قطاع غزة، وهى السياسة التي اتبعتها قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر الماضي وحتى الآن، من أجل تشديد الحصار على الأهالي وفرض مزيد من المعاناة عليهم.

ولا يمر يوم إلا وتنقطع الكهرباء والإنترنت عن قطاع غزة بأكمله، ويظل الأهالي في قلق وخوف على بعضهم البعض، إذ يتسبب ذلك الانقطاع في انفصال قطاع غزة عن العالم، والأهالي عن بعضها البعض.

انقطاع خدمات الإنترنت

واتساقًا مع ذلك، أكدت شركة الاتصالات الفلسطينية، انقطاع خدمات الإنترنت الثابت عن مدينة غزة وشمالي القطاع بسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.

وقالت الشركة في بيان صحفي: «نأسف للإعلان عن انقطاع خدمات الإنترنت الثابت في مدينة غزة وشمال القطاع، بسبب العدوان المستمر، طواقمنا تعمل جاهدة على إعادة الخدمات بأسرع وقت ممكن».

ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، انقطعت خدمات الاتصالات والإنترنت عدة مرات عن القطاع أو مناطق واسعة منه جراء القصف الإسرائيلي المكثف، أو جراء نفاد الوقود، الذي يستخدم لتشغيل المولدات الكهربائية.

كيف يتعامل الأهالى لا سيما فى مراكز الإيواء وقت انقطاع الكهرباء؟ وما البدائل التى يعتمدون عليها؟ «الدستور» تحدثت مع البعض منهم فى التقرير التالى.

إيمان: «الاحتلال يتعمد كتم الأفواه»

تقول إيمان إسماعيل، إحدى النازحات في مخيم النصيرات وعدة أماكن أخرى منذ بدء الحرب، إن الاحتلال يتعمد عزل قطاع غزة عن العالم: «أنا أنشر استغاثات باستمرار وأجعل العالم يتابع الجرائم التي تحدث من خلال صحفتي على مواقع التواصل الاجتماعي وحين يتم قطع الإنترنت يتوقف البث لدي».

تضيف: «أنا ومثلي كثيرون في القطاع ننقل لحظة بلحظة ما يحدث حتى يتم قصفنا، لذلك يعمد الاحتلال إلى كتم تلك الأصوات والأضواء، ولكن أصعب ما في الأمر أننا ننفصل عن أهلنا، لأن وقت القصف الكل يعدو ونبتعد عن بعضنا ولا نعود إلا عبر الإنترنت إذا كان متوفرًا».

توضح: «هناك شرائح إلكترونية بديلة تسمى e-sim يمكن الاعتماد عليها في حال انقطاع الإنترنت الثابت عن قطاع غزة، ولكنه أمر ليس متوافرا لدى الجميع، ولكن هناك منظمات إغاثية تقوم بإرسال مثل تلك الشرائح للنازحين حتى يتمكنوا من الاطمئنان على ذويهم أو نشر الاستغاثات».

منذ قليل، أعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة، ارتفاع عدد الضحايا الفلسطينيين جراء الحرب الإسرائيلية إلى 35 ألفًا و984 شهيدًا و80 ألفًا و643 جريحًا منذ 7 أكتوبر وحتى الآن.

حنان: «مع قطع الإنترنت ترتكب جرائم متوحشة»

نفس المعاناة تخوضها حنان خضر، فلسطينية، ولديها ثلاثة أبناء في مراحل تعليم مختلفة، توضح أن الإنترنت والكهرباء يقطعان بشكل يومي في قطاع غزة، في وقت يحاول فيه الطلاب استذكار دروسهم بشكل دوري وتقديم امتحاناتهم.

تقول: «نظل نسير طرقات طويلة حتى نصل إلى مكان به شبكة للإنترنت الثابت في القطاع، وحين يتم فصلها لا نتمكن من الدخول إلى الشبكة، فضلًا عن أن انقطاع الكهرباء يزيد من حرارة الجو في فصل الصيف، كلها أمور يتعمد الاحتلال تنفيذها من أجل فرض مزيد من الحصار والمعاناة على أهالي القطاع».

وتختتم: «في كثير من المرات حين يقطع الاحتلال الإنترنت والكهرباء، يقوم بعمليات قصف متوحشة يستخدم فيها أسلحة ممنوعة ومحرمة دوليًا، فنحن لا نستطيع توثيق ذلك الأمر بسبب انفصالنا عن العالم كذلك الصحفيين، إذ يستغل الاحتلال ذلك الوقت لمزيد من الجرائم».

يذكر أنه وفق وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين فإن مليونًا و900 ألف من سكان قطاع غزة نزحوا من منازلهم منذ 7 أكتوبر الماضى وحتى الآن.