رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

متخصصون بـ"الأعلى للثقافة": الإنسان بدأ يقود ثورة إلكترونية جديدة

جانب من اللقاء
جانب من اللقاء

بدأ الإعلامي الدكتور حسين حسني، حديثه في مستهل  ندوة “الشباب والتنوع الثقافي في عصر الذكاء الاصطناعي”، والتي عقدت بالمجلس الأعلى للثقافة،  بالتساؤل: حول ما هية التنوع الثقافي وما علاقته بالذكاء الاصطناعي؟ وما معنى أن تكون مثقفًا؟ وهل سيكون التنوع الثقافي في ظل عصر الذكاء الاصطناعي عادلًا؟ ولصالح من تميل الكفة؟.

تقنية الذكاء الاصطناعي جمعت بين اليقين واللا يقين

ومن جانبه تحدث الدكتور أحمد سلامة حول أهمية دور الإنسان الذي يعد المقوم الأساسي للبناء، مؤكدًا أننا في حاجة إلى عقول تبدع وتفكر، فـ الذكاء الاصطناعي له تعاريف كثيرة؛ أقلها كيفية جعل الآلة تفكر؛ أو تنهج نهج الإنسان، فالذكاء من صفات الإنسان، وهناك ذكاء إنساني وآخر صناعي، فالإنسان هو صانع الآلة، فكيف يمكن أن تفكر الآلة؟.

في الثقافة والعلوم والتكنولوجيا المنطق الطبيعي كان مبنيًا على قاعدة (صفر وواحد، أو أبيض وأسود)، وبعد ذلك تطور المنطق التقليدي ووصلنا إلى عصر الألوان، ومع احتواء الإنسان الواحد على متناقضات، بدأ الإنسان يقود ثورة إلكترونية جديدة.

ومن هنا فأي فكرة تزاحم الحقيقة أو تزاحمها الحقيقة فهي توجب شيئًا من اللا يقين، واليقين درجته واحد أو صفر، وأول كتاب ظهر في تلك النظرية سنة 2014.

وأوضح “سلامة” أن العلم والتكنولوجيا حتى وقت قريب كانا يعتمدان على اليقين، وأما اليوم فالأمر قد اختلف، فقد جمعت تقنية الذكاء الاصطناعي بين اليقين واللا يقين، كما أنشأت نظمًا خبيرة في كل المجالات.

وتحدث الإعلامي الدكتور محمد عبده بدوي حول الصناعات الثقافية، وما تعكسه من حالة الثقافة في مصر، فالثقافة في أبسط تعريفاتها هي كل مركب نعيشه يوميًّا، ضاربًا المثل بصناعة السجاد في بعض القرى المصرية، مؤكدًا أن كل تلك الثقافات تعزز من هوية الفرد، فالتنوع الثقافي يثري الشخصية، وإذا سحبنا ذلك الكلام على شخصية مصر سنجدها شخصية متنوعة الأبعاد، فكيف يمكن للمذيع نقل تلك الشخصية إلى الناس؟

وضرب مثلًا ببرنامج "صباح الخير يا مصر" الذي يعكس التنوع الثقافي المصري، والذي يمثل قيمة مضافة للاقتصاد المصري، فهناك أمثلة كثيرة على الصناعات الثقافية سواء في الحرير أو السجاد أو سواهما.

وأشار إلى دور وسائل الإعلامي وهدفها الأساسي الذي يتمثل في التعريف بنماذج الشخصيات المصرية، وتقديم ما هو إنساني وما هو مشترك، فليست الثقافة معلوماتٍ وأفكارًا، وإنما هناك قيم مهمة، على رأسها التسامح، فكلما كنت مطلعًا على التنوع الثقافي نجحت في التسامح أكثر.

وتابع: “لا يمكن لأي مجتمع يمتلك هذا التنوع الثقافي ولا يمتلك ثقافة الحوار، فقيمة الحوار في أن تسمع غيرك، ولا يعني الحوار تغيير القناعات، وإنما الإيمان بتعددية الآراء، وقبول الرأي المختلف، والإيمان بقيمة الإبداع، ومن ضمنها أصوات في الكتابة، وفي الشعر، وفي الحِرَف، فأن يكون هناك تنوع ثقافي يعني أن تكون هناك حالة من الإبداع”.

 

الأخبار الزائفة قد تتسبب في نتائج خطيرة

وبدأ الدكتور أشرف جلال رئيس قسم الإذاعة والتلفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة، حديثه بالإشارة إلى مصطلحات جديدة، ومنها: الشريك الرقمي، والإنسانية الرقمية، موضحًا أن الأخبار الزائفة قد تتسبب في نتائج خطيرة، وكي يمكن الوصول إلى الحقيقة، فالبرامج التي تستطيع الكشف هي برامج مكلفة جدًا.

وأكد أننا أمام ثورة حقيقية هي الثورة التكنولوجية، حتى إن رسالة الماجستير والدكتوراه يمكن إعدادها خلال أيام، كما أوضح أننا أمام إشكالية كبيرة، أو وباء إنساني جديد، وهو استدعاء المشاعر، على حد قول جوتيريش (الأمين العام للأمم المتحدة).

وأكد “جلال” أن التنوع الثقافي يعني قبول الآخر، حتى لو كان الآخر مختلفًا، وفي بلاد كثيرة يدرس الشباب الصدمة الثقافية قبل السفر إلى بلاد أخرى. وأننا بحاجة إلى أن يكون لدينا بصمة ثقافية، أولى خطواتها قبول التنوع الثقافي الذي ينتمي إليه الآخرون، ونحن بحاجة إلى الانفتاح على ثقافات عديدة.

كما أشار إلى أن القراءة والمعرفة والوعي من أهم عناصر التنوع الثقافي، وإعمال العقل والتفكير كذلك، موضحًا أن العلماء في مركز استشراق هولندي اكتشفوا أن السمع يسبق البصر، فوجدوا أن السمع في الأمام والبصر في الخلف، وهذا يؤكد الإعجاز العلمي في القرآن، أليس هذا من إعمال العقل؟.