رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى الذكرى 76 للنكبة.. النضال الفلسطينى يواصل ضرباته الموجعة للكيان الصهيونى

فلسطين
فلسطين

فى الوقت الذى يواصل فيه جيش الاحتلال جرائمة البشعة فى قطاع  غزة منذ نحو ثمانية أشهر، لم ينس الشعب الفلسطيني أن يستنكر اليوم الأربعاء الموافق 15 مايو ذكرى النكبة، وهو احتلال الكيان الصهيونى لأراضيهم عام 1948، من خلال تدشين  فعاليات شعبية لفلسطنيين في جميع أنحاء العالم تعبر عن صمودهم  مقاومته للمحتل الغاصب في استعادة حقهم والعودة إلى ديارهم التي هجروا منها قسرًا قبل 76 عامًا.

 

"النكبة" مصطلح استخدمه المؤرخ السوري قسطنطين زريق لوصف الحالة التي تمثل قبول الدول العربية للهدنة، وكتب صراحة: "هذه كارثة بكل معنى الكلمة".

 

ومنذ ذلك الحين، أصبح المصطلح الذي يشير به الفلسطينيون إلى اليوم الذي أُعلن فيه قيام دولة إسرائيل على 78% من أراضي فلسطين في 15 مايو 1948.

 

وشكلت النكبة في ذلك الوقت عملية تطهير عرقي، تم فيها تهجير ما يقرب من 800 ألف فلسطيني قسرًا، من إجمالي سكان فلسطين آنذاك (1.4 مليون)، إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المجاورة.

 

واحتلت العصابات الإسرائيلية الأرض وأقامت دولتها على أنقاض 531 قرية ومدينة فلسطينية من أصل 774، على 78 بالمائة من مساحة فلسطين التاريخية، والتي تبلغ حوالي 27 ألف كيلومتر مربع. 

 

وقد اقترفت الدولة اليهودية عند ولادتها التي انتهكت القانون الدولي وقرار الأمم المتحدة 181، أكثر من 70 مجزرة بحق الفلسطينيين، استشهد ما يقارب 15 ألف فلسطيني ونحو 3500 ألف عربي الذين جاءوا نصرة للفلسطينيين.

 

ورغم الدمار والقتل والتهجير خلال عام 1948، بقي نحو 150 ألف فلسطيني في المدن والقرى الفلسطينية، في الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1948، وخلافًا لما تريده إسرائيل، تضاعفت أعداد الفلسطينيين رغم كل الإجراءات التعسفية التي مارستها قوات الاحتلال.

 

وتقدم "الدستور" ملخصا للواقع الفلسطيني بعد 76 عاما على النكبة، وفقًا لمعلومات أوردها معهد الأبحاث التطبيقية (أريج) وهو منظمة غير ربحية مكرسة لتعزيز التنمية المستدامة في الأرض الفلسطينية المحتلة والاكتفاء الذاتي للشعب الفلسطيني.

 

 

 

الواقع الفلسطينى بعد 76 عامًا على النكبة

 

  • يبلغ إجمالي عدد الفلسطينيين في العالم 14.6 مليون نسمة حتى عام 2024، منهم 7.6 مليون (52%) يعيشون في أرض فلسطين، 3.2 مليون في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، 2.3 مليون في قطاع غزة. القطاع، و2.1 مليون داخل إسرائيل.
  • تجاوز عدد اللاجئين الفلسطينيين، حسب وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، 6.4 مليون لاجئ، يتوزعون على 58 مخيمًا رسميًا في المناطق العربية وفلسطين، منهم 2.1 مليون في 19 مخيما بالضفة الغربية، و8 مخيمات في قطاع غزة.
  • بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين والعرب منذ النكبة عام 1948 وحتى اليوم أكثر من 134 ألف شهيد، منهم أكثر من 35 ألف شهيد خلال العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023 وحتى بداية مايو 2024.
  • بلغ عدد الأسرى الفلسطينيين لدى الاحتلال حتى فبراير 2024، أكثر من 9100 أسير. ومنذ عام 1967، اعتقل الاحتلال الإسرائيلي أكثر من مليون فلسطيني، من بينهم 25 أسيرًا مسجونين منذ أكثر من 25 عامًا بأحكام مختلفة مؤبدة.

 

البؤر الاستيطانية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة

 

  • يبلغ عدد المواقع الاستيطانية الإسرائيلية 199 موقعًا، تشغل مساحة 545 كيلومترا مربعًا، منها 18 مستوطنة في القدس الشرقية المحتلة.
  • يبلغ عدد مواقع البؤر الاستيطانية الإسرائيلية 260 موقعًا.
  • يبلغ عدد المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية أكثر من 954 ألف مستوطن، منهم 350 ألفًا (36.7%) في القدس الشرقية المحتلة.
  • يبلغ عدد القواعد العسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي 210 قواعد، تبلغ مساحتها 45 كيلومترًا مربعًا.
  • يبلغ عدد المنازل الفلسطينية والمباني المختلفة التي دمرها الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1967 وحتى اليوم أكثر من 25 ألف منزل، منها أكثر من 8100 منزل ومنشأة مختلفة خلال العقد الماضي (منها 1443 ممولة من الدول المانحة)؛ ولا تشمل هذه الأرقام المنازل والأبنية المختلفة التي دمرها الاحتلال خلال العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023 وحتى اليوم.
  • تبلغ مساحة الأراضي المصادرة لأغراض القواعد العسكرية ومواقع التدريب العسكري 1،016 كيلومترًا مربعًا (18%) من مساحة الضفة الغربية.
  • تبلغ مساحة الأراضي المعزولة خلف الجدار العنصري 771 كيلومترًا مربعًا (12.5%) من مساحة الضفة الغربية.
  • تبلغ مساحة الأراضي المصادرة بحجة "المحميات الطبيعية" 705 كيلومترات مربعة (12.4%) من مساحة الضفة الغربية.

 

إسرائيل فشلت فى إنهاء الوجود الفلسطينى

 

 ورغم اليأس الذي يخيم على المشهد فإن الوقائع على الأرض تثبت أن الاحتلال الإسرائيلي فشل بكل الطرق الممكنة في طي القضية الفلسطينية وإنهاء مطالبتهم التاريخية وحاضرهم الحالي ونضالهم من أجل الاستقلال.

 

ويعد الوجود الفلسطيني على أرضه حتى الآن، على الرغم من كل الفظائع الإسرائيلية خلال العقود السبعة الماضية، والتي لا يزال أسوأها مستمرًا في غزة، هو شهادة لا جدال فيها على أن إسرائيل فشلت فشلًا ذريعًا مرة أخرى في إنهاء الوجود الفلسطيني. 

 

واليوم، وبعد مرور 76 عامًا، تضاعف عدد الفلسطينيين عشرة أضعاف، حيث يشهد لهم العالم أنهم أكثر التزامًا بتراثهم وتاريخهم وهويتهم الوطنية.