رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صحفى فلسطينى يكشف معاناة زملائه فى نقل صورة حرب غزة للعالم

عبدالغني الشامي
عبدالغني الشامي

كشف عبد الغني الشامي، صحفي فلسطيني من غزة، عن معاناة ما يعيشه الصحفي الفلسطيني في ظل الحرب الإسرائيلية المستمرة للشهر السابع على التوالي، وما يمر به حتي يصل الصورة والصوت للعالم أجمع.

وقال الشامي إن اليوم العالمي لحرية الصحافة جاء هذا العام ونحن نفتقد زملاءنا الشهداء الذين قدموا أرواحهم ثمنا لهذه القضية، وثمنا للتغطية الاعلامية، فقدنا نحو من زملائنا الصحفيين ودمرت أكثر من 80 مؤسسة إعلامية.

وأضاف الشامي، لـ"الدستور"، أن الصحفيين الفلسطينيين كانوا يحتفلوا باليوم العالمي لحرية الصحافة كل عام بطرق مختلفة من خلال احتفالات تقيمها النقابة أو يقيمها مركز الاعلام أو مكتب الاعلام الحكومي أو جهات إعلامية أخري وتقام مسابقات للصحفيين أو أيام ترفيهية أو ما شابه ذلك متابعًا "لكن هذا العام مرت تلك المناسبة في توقيت صعب جدا، والحرب تدخل الشهر السابع على قطاع غزة والأسرة الصحفية قدمت عددا كبيرا من الشهداء وعددا كبيرا من المصابين والجرحى، بعضهم  بترت قدمه أو ساقه وبعضهم في حالات خطيرة، والكثير منهم لا يستطيع  العلاج أو تقديم أي شيء لهم خلال هذه الفترة، بالتأكيد طبعا آلاف الصحفيين الفلسطينيين والنشطاء تغيروا وتبدلوا ضمن فرق عمل نظرا لأن عملنا يحتاج لعمل على مدار الساعة".

وأعرب الشامي عن شكره لمنظمة اليونسكو على هذه اللافتة الطيبة بأن تقدم هذه الجائزة لنقابة الصحفيين التي بدورها قدمتها لصحفيين غزة، مستدركا "أقول إن الجائزة الكبرى لصحفيى غزة هي تقديم قادة الاحتلال الذين قتلوا الصحفيين للمحاكمة ومحاكمة عادلة حتي نعرف أن هؤلاء القتلة هم من صوبوا الرصاص على كاميراتنا وعلى أقلامنا وسعوا من أجل عدم إعدام هذه التغطية". 

عبدالشافي يدعو نقابة الصحفيين المصرية لتنفيذ وعدها للصحفيين الفلسطينيين

ودعا الشامي نقابة الصحفيين المصرية إلي تنفيذ وعدها بأن تعطي حق الامتيازات التي يتمتع بها الصحفي المصري للصحفي الفلسطيني في بالتعليم وفي السفر وفي كافة الامتيازات، لان الصحفي الفلسطيني يستحق ذلك وأكثر، متابعا" وهنا نستذكر كذلك ليس الصحفي الفلسطيني والصحفيين الاجانب الذين شاركوا في هذه التغطية ربما لا يكون عدد منهم موجودون في قطاع غزة لكن أغلبهم خلف مكاتب التحرير وخلف ديسك التحرير كانوا يتابعون معنا لحظة بلحظة".

وأكد الشامي أن هذه الحرب والحروب السابقة ليست حرب عادية، والتغطية بقطاع غزة ليست تغطية عادية ليس سهل على أي صحفي أن يقوم بتغطية هكذا حرب وخاصة أنه لا يوجد مناطق امنه للصحفيين، فالكل مستهدف، والصحفي يعيش مثله مثل بقية  المواطنين في  قطاع غزة لان قذائف الاحتلال وصواريخهم وطائراتهم تستهدف الجميع ولا تستثني أحد.

أضاف أن الكثير من الصحفيين قتلوا واستشهدوا وهم في منازلهم، الكثير استشهدوا وهم في مكاتبهم الكثير من الصحفيين استشهدوا أثناء التغطية، عدد منهم استشهد في قصف المنازل عليهم وبقوا تحت الركام، عدد كبير من الصحفيين استشهدوا مع عائلاتهم.

وتابع  "الصحافة هي بالفعل مهمة البحث عن المتاعب لكن هي المتاعب نفسها كنا جنود في الميدان، وكان الخطر يحدث بنا في كل لحظة وفي أحيان كثيرة كنا نتردد للخروج على الهواء مباشرة خشية استهدافنا ولكن كنا نقول أن الوطن الغالي والتضحية يجب أن تكون ويجب أن توصل الرسالة". 

وأكد الشامي أن الصحف الفلسطيني يعيش المخاطر مثله مثل بقية المواطنين يعيش الحياة الصعبة، يبحث عن قوت يومه يبحث عن  لقمة الخبز في ظل المجاعة، كل ذلك بجانب البحث عن الطاقة لكي يرسل العمل أحيانا كثيرة لا يجد شبكات جوال نظرا لضرب كل شبكات الجوال لفترات طويلة، كان قطاع غزة خارج التغطية بالكامل، لفترات طويلة كنا لا نستطيع أن نوصل أي مواد نظرا لانقطاع الكهرباء والانترنت وكل شيء، وبعدما تداركنا الامر من خلال وضع الشرائح الالكترونية التي تمكنا من إدخالها لقطاع غزة، صنعنا  كل شيء من لا شيء، لا يوجد معدات، وهناك تقارير من مئات الكلمات كانت تكتب علي الهاتف، ولا توجد مصادر لأن شبكة الاتصال مقطوعة ولا يوجد اي مصادر تنزل إلي المخاطر وتنزل في الشوارع لكي تعرف هذا الخبر. 

كنا نعرف الخبر بعد ثلاثة أيام عدنا لزمن المراسلات والبرقيات

وتابع "في أحيان كثيرة نعرف الخبر بعد 3 أيام أو أربعة، كنا نبحث عن خبر مثلا صوت الانفجار نبحث عن القصة عن حتى نستطيع أن نوصل لأسبابها وأطرافها، خاصة شمال قطاع غزة منذ فترة طويلة منقطع عن الإعلام الكلي نظرا لمغادرة أغلب المؤسسات الاعلامية شمال قطاع غزة، ولم يتبقى الإ القليل من العاملين، لذلك العمل عمل شاق في هذه اللحظة، لكن نحن نحاول أن نوصل رسالة بقدر المستطاع، نحن عدنا للعمل بحقبة زمنية قديمة وكأننا في عهد البرقيات وعهد المراسلات وعهد الحمام الزاجل نظرا لعدم وجود الانترنت والاتصال والجوال، كنا أحيان كثيرة نسمع الخبر من رجل جاء من منطقة بعيدة وينقله إلي أن نصل الى منطقة يوجد بها نقطة للاتصال أو الانترنت من أجل إرسالها للمؤسسات التي نعمل بها، وهكذا هى مهنة المتاعب لكن نحن مستمرون الرسالة تظهر الصورة تصل والصوت يصل كل هذا نحاول أن نوصله.

واختتم الشامي تصريحاته قائلاً: "من هنا شمال قطاع غزة وفي هذه المناسبة نحيي كل الصحفيين الفلسطينيين لا سيما أبناء قطاع غزة، وتحية موصولة إلى الصحفي العربي لا سيما المصريين الذين وقفوا إلى جانبنا وقفة شجاعة".