رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تشطر القطاع نصفين.. ماذا تستهدف إسرائيل من إنشاء منطقة عازلة فى غزة؟

ممر نتساريم يقسم
ممر نتساريم يقسم غزة إلى نصفين..صور أقمار صناعية

أحكم جيش الاحتلال الإسرائيلي قبضته على المنطقة التي تقسم قطاع غزة إلى قسمين، وأكمل فيها ما يسمى بـ "محور نتساريم"، الذي يسهل تنفيذ أجندة وجوده طويل الأمد في القطاع الفلسطيني.

وبحسب صحيفة واشنطن بوست في تقرير لها الجمعة، فإن قوات الاحتلال الإسرائيلية دمرت كل شيء في المنطقة، التي تمتد من الحدود الإسرائيلية في الجنوب إلى البحر الأبيض المتوسط،، تمهيدًا لتحويلها إلى منطقة عازلة منزوعة السلاح، والتي عُرفت منذ أشهر باسم ممر نتساريم.

وقالت الصحيفة الأمريكية، إن الأقمار الصناعية وغيرها من الأدلة المرئية، تؤكد أن "القوات الإسرائيلية قامت بتحصين ممر استراتيجي الذي يقسم غزة إلى قسمين، حيث أنشأت قواعد، واستولت على مبان مدنية ودمرت مئات المنازل"، مشيرة إلى أنه جهد يقول محللون عسكريون وخبراء إسرائيليون إنه جزء من "مشروع واسع النطاق لإعادة تشكيل القطاع وترسيخ الوجود العسكري الإسرائيلي فيه".

وممر نتساريم هو طريق يبلغ طوله أربعة أميال جنوب مدينة غزة ويمتد من الشرق إلى الغرب، ويمتد من الحدود الإسرائيلية إلى البحر الأبيض المتوسط. وقد جعلت حماس من الانسحاب الإسرائيلي من المنطقة مطلبًا مركزيًا في مفاوضات وقف إطلاق النار.

ولكن حتى مع استمرار المحادثات على مدى الشهرين الماضيين، ظلت القوات الإسرائيلية تحفر مواقعها في هذه المنطقة، حيث تم إنشاء ثلاث قواعد عمليات أمامية في الممر منذ شهر مارس، كما تظهر صور الأقمار الصناعية التي فحصتها صحيفة "واشنطن بوست"، والتي توفر أدلة حول خطط إسرائيل. 

وفي البحر، يلتقي الطريق بنقطة تفريغ جديدة تبلغ مساحتها سبعة أفدنة لرصيف عائم، وهو المشروع الأمريكي الذي تم تشغيله أمس لجلب المزيد من المساعدات إلى غزة.

ووفقًا لتحليل أجراه عدي بن نون من الجامعة العبرية، وهو متخصص في البيانات الجغرافية. فقد تم  تدمير ما لا يقل عن 750 مبنى لإنشاء "منطقة عازلة" تمتد لمسافة 500 ياردة على الأقل على جانبي الطريق، إضافة إلى هدم 250 مبنى آخر في منطقة الرصيف الأمريكي.

 

الهدف الإسرائيلي وراء إنشاء ممر نتساريم

  • يحقق هدف نتنياهو المعلن مرارًا وتكرارًا بالحفاظ على السيطرة الأمنية على القطاع إلى أجل غير مسمى.
  • يتيح للقوات الإسرائيلية التواجد داخل غزة لضمان تجريد حماس من السلاح.
  • يمنح جيش الاحتلال الإسرائيلي مرونة قيمة، في الانتشار السريع  في جميع أنحاء القطاع الفلسطيني.
  • يتيح لقوات الاحتلال القدرة على الحفاظ على السيطرة على تدفق المساعدات وحركة النازحين الفلسطينيين، وهو ما تقول إنه ضروري لمنع مقاتلي حماس من إعادة تجميع صفوفهم.
  • يتيح للمركبات العسكرية الإسرائيلية السفر من أحد جانبي القطاع إلى الجانب الآخر في سبع دقائق فقط، مما يتيح للجنود الوصول بسرعة ودون عوائق إلى شمال ووسط غزة.

ويقول خبراء عسكريون إن هذه الخطوة جزء من عملية إعادة تشكيل واسعة النطاق وطويلة المدى لجغرافية غزة، تذكرنا بالخطط الإسرائيلية السابقة لتقسيم غزة إلى كانتونات يسهل السيطرة عليها.

وقال أمير أفيفي، العميد الاحتياطي والنائب السابق لقائد فرقة غزة التابعة لقوات الدفاع الإسرائيلية: "ما نحتاجه هو حرية العمل الكاملة للجيش الإسرائيلي في كل مكان في غزة".

وشنت إسرائيل هجومًا عسكريًا قاتلًا مستمرًا حتى اللحظة على الأراضي الفلسطينية في 7 أكتوبر، وفي حصيلة غير نهائية بلغت حصيلة الضحايا أكثر من 35 ألف شهيد وأكثر من 79 ألف جريح، وسط دمار شامل ونقص في الضروريات.

ودفعت الحرب الإسرائيلية، التي دخلت يومها 225 الآن، 85% من سكان غزة إلى النزوح الداخلي وسط نقص حاد في الغذاء والمياه النظيفة والأدوية، في حين تضررت أو دمرت 80% من البنية التحتية للقطاع، وفقًا للأمم المتحدة.

وتواجه إسرائيل اتهامات بالإبادة الجماعية أمام محكمة العدل الدولية، التي أمرت تل أبيب، في حكم مؤقت صدر في يناير، بوقف أعمال الإبادة الجماعية واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة.