رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى ذكرى تحريرها.. عبور جديد بسيناء نحو التنمية والعمران بعد دحر الإرهاب

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

تحتفل مصر والقوات المسلحة في الخامس والعشرين من شهر أبريل بذكرى تحرير سيناء، وهي الذكرى التي تتزامن مع مرحلة جديدة بتلك الأرض الغالية والمقدسة، وهو اليوم الذي استردت فيه مصر أرض سيناء بعد انسحاب آخر جندي إسرائيلي منها، وفقا لمعاهدة كامب ديفيد، وفيه تم استرداد كامل أرض سيناء ما عدا مدينة طابا التي استردت لاحقا بالتحكيم الدولي في 15 مارس 1989 حتى اكتمل التحرير مع رفع العلم المصري على طابا التي تعد آخر بقعة تم تحريرها من الأرض المصرية.

وتتزامن ذكرى 25 أبريل، هذا العام، مع فترة ولاية رئاسية جديدة للرئيس عبدالفتاح السيسي القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي قاد جهود مكافحة الإرهاب في سيناء، حتى تم دحره بعد 8 سنوات، مقابل شهداء القوات المسلحة والشرطة المدنية وكذلك مدنيون، لتتحول شمال سيناء من ظلام إلى نور، وبدأت تشهد مدن العريش ورفح والشيخ زويد وكل القطاعات، التعمير والتنمية والزراعة من جديد.

وأكد خبراء استراتيجيون أن النظرة الاستراتيجية التي ظهرت عقب ملحمة نصر أكتوبر 1973 وأجبرت العدو نحو السلام، ومن بعدها تحرير كامل التراب في سيناء، جعل من سيناء أرضا للنماء والخير لمصر، حتى باتت سيناء تجمع كل مكونات التنمية الشاملة.

كما أكد الخبراء الاستراتيجيون، في تصريحات لهم بذكرى تحرير سيناء الذي يوافق يوم الخامس والعشرين أبريل من كل عام، أن من رفض التنازل أو التفريط فى ذرة من رمال سيناء، هم أنفسهم لن يفرطوا في آية نقطة مياه واحدة.

وقال محافظ شمال سيناء الأسبق اللواء أركان حرب علي حفظي: إن سيناء تمثل قدس الأقداس، مثلما عبر عنها الراحل جمال حمدان، لأن سيناء على مر التاريخ هي الدرع التي حمت مصر من الغزاة والطامعين، فهي الأرض التي حباها الله عز وجل بالكثير من نعمها من الثروات والخيرات، وبوركت بالرسل والأنبياء على مر التاريخ.
وشدد على أن لسيناء مكانة وقيمة غالية جدًا عند المصريين، مشيرًا إلى أن المصريين حموا مصر من خلال سيناء، لأن معظم الغزوات كانت من ناحية الشرق حيث سيناء، وبالتالي فإن سيناء هي التي أبرزت المواقف على مر التاريخ، وكيف استطاع المصريون هزيمة الهكسوس والمغول والحيثيين والتتار والإنجليز والفرنسيين واليونانيين والصليبيين.
وأكد أن النظرة الاستراتيجية الجديدة والتي ظهرت عقب ملحمة 1973 وأجبرت العدو نحو السلام، فمن هنا تغيرت النظرة الاستراتيجية؛ لتصبح سيناء أرضًا للنماء والخير لمصر، تجمع كل مكونات التنمية الشاملة، وأصبحت كوبري عبور جديدًا لمستقبل مصر".

وقال إن إطلاق القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي لأول مشروعا قوميا بافتتاح قناة السويس الجديدة، كان بمثابة فاتحة الخير لسيناء، لتعود عجلة التنمية بسيناء وتصبح سيناء مستقبل الخير والعبور لمصر، بعدما تم وضع الهدف بكفاءة تنمية سيناء من خلال نظرة ثاقبة للقيادة السياسية، ما جعل سيناء نموذجًا لخير مصر في كل شيء" صناعيًا وزراعيًا وتعدينيًا وعمرانيًا وسياحيًا".
 

ووجه اللواء دكتور نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الاسبق رسالة إلى كل الأجيال، بأن مصر حباها الله بأنها أرض سلام، وهذا تكليف من المولى عز وجل، وهذا يلقى مسئولية على كل شعب مصر بأن يحفظوا البلاد آمنة لكل من يريد أن يدخلها، مشيرًا إلى أن تحرير سيناء أعاد السلام للأرض، التي لم ولن يفرط فيها المصريون مهما كلفهم من تضحيات.
وقال "أرضنا شرفنا، لا نفرط فى ذرة رمال واحدة، كما لا نفرط في نقطة مياه واحدة، فأمن مصر باستقرارها واستقرار مياهها وزراعتها".

قال اللواء الدكتور محمود خلف، مستشار أكاديمية ناصر للعلوم العسكرية، إنه عندما نتذكر سيناء، يجب علينا أن ندرك جيدًا ونعرف أن أهم درس هو الإعداد الجيد والجهد الكبير، الذي تم بذله لتحرير سيناء، بعد رفع شعار "ما أخذ بالقوة، لا بد أن يسترد بالقوة".

وأشار اللواء "خلف"، الذي شارك في أربع حروب، إلى الظروف الصعبة التي عاشتها مصر والشعب المصري وقواته المسلحة قبل حرب نصر أكتوبر، بعد فقدان معداتهم بعد يونيو 1967. وللمرة الأولى رأوا الجيش الإسرائيلي على الصفة الشرقية لقناة السويس، ومن هنا جاء الإصرار رافعين شعار "إما النصر أو الشهادة".

وأضاف قائلاً "وبالتالي تم الإعداد الجيد، وأصبح البطل الحقيقي في هذه الملحمة هو الشعب المصري، من خلال التفافه حول جيشه وقواته المسلحة وقيادته، حيث رأى كل فرد مقاتل في الجيش في عيون الشعب، المطالبة بالنصر. وكان الإعداد والاستعداد للتدريب تحت شعار النصر أو الشهادة هو جزء آخر من هذه الملحمة، حتى تم اقتحام قناة السويس. وحدث ما حدث في أكبر وأقوى حرب".

وأكد ضرورة استعداد وثقة الشعب المصري في النصر، خاصة مع توافر الإمكانات والصلابة والثقة الكبيرة في القيادة السياسية.

من جانبه، قال اللواء الطيار الدكتور هشام الحلبي، مستشار في أكاديمية ناصر العسكرية العليا، إنه لم يكن ليتم دخول في سلام مع "العدو" إلا بعد حرب عام 1973.

وأشار إلى أن "العدو" كان يرغب في الإبقاء على الوضع كما هو، وفرض السلام بشروطه.

وأضاف "عودة الأرض كانت نقطة فارقة تمامًا، وهي الأساس لعملية السلام، حتى تمكنا من كسر نظرية الحدود الآمنة خارج الحدود من موانع طبيعية وصناعية، وتم فرض السلام من جانب مصر من منطلق القوة، فرضتها قوات مسلحة قوية وقادرة، تحرك على أثره عمل دبلوماسي وسياسي ناجح".
وقال اللواء "الحلبي" إن القوات المسلحة القوية هي الأساس لحماية الدولة وأي مشروعات تنموية، مشيرًا إلى أن الرئيس الراحل أنور السادات أبدى نيته للسلام من منطلق القوة، ففرضت مصر وقيادتها السياسية وبإرادة مصرية "الحرب والسلام" معًا.
وقال اللواء "الحلبي" إن القوة الصلبة، المتمثلة في القوات المسلحة تدعم القوة الناعمة والعمل الدبلوماسي والسياسي، وهو ما يمثل النموذج المحترف المعروف باسم "القوة الذكية"، وصولًا إلى تحقيق الأهداف الاستراتيجية للدول، مشيرًا إلى أن الرئيس السادات هو أول من استخدم القوة الذكية، حتى تحقق النصر وتحررت آخر ذرة رمال من أرض سيناء الغالية.
وأضاف "أثناء التفاوض على استرجاع طابا، لم يطلب المصريون من قيادتهم السياسية الإفصاح عن الخطط، أو الإعلان عن أوراق الضغط، ثقة منهم أنه سيتم ذلك في الوقت المناسب، حتى تحقق فعليًا ما تريده الدولة المصرية آنذاك.
وبات ما تشهده سيناء حاليًا من تنمية وتعمير بعد جهود لدحر الإرهاب، مصدر فخر كبيرًا لمصر، قيادة وحكومة وشعبًا بانتصار الدولة بجميع مؤسساتها، وفي مقدمتها القوات المسلحة والشرطة المدنية على التكفيريين وقوى الشر والظلام والإرهاب، بعدما استأنف المواطنون في شمال سيناء كل أنشطتهم، سواء التعليمية أو التجارية وممارسة أعمالهم من دون أي قيود عانوا منها بسبب العمليات الإرهابية من جانب العناصر التكفيرية.

وأكد أهالي شمال سيناء أن ما تشهده مدن وقرى المحافظة من تحركات نحو التنمية من كل أجهزة الدولة حتى عادت الحياة لطبيعتها، بتوفير خدمات عاجلة وحصر الاحتياجات المطلوبة خلال المرحلة المقبلة، ما يؤكد حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي والقيادة العامة للقوات المسلحة لتحقيق التنمية الشاملة والحقيقية داخل شمال سيناء.
وأكد اللواء دكتور محمد عبد الفضيل شوشة، محافظ شمال سيناء، التوجيهات الدائمة بالاهتمام بأبناء سيناء، خاصة محافظة شمال سيناء وتلبية الاحتياجات الأساسية لهم.
قال إن شمال سيناء شهدت وما زالت تشهد عمليات إعادة الإعمار والتجديد لكل المرافق، التي تعرضت للتدمير جراء العمليات الإرهابية، بهدف تحقيق طموحات السكان في مختلف المجالات، وخاصة فيما يتعلق بالصحة والتعليم والكهرباء وشبكات المياه الآمنة والصحية.

وأكد "شوشة" أن الدولة بجميع أجهزتها ومؤسساتها تعمل على تنمية وإعمار سيناء، من خلال تنفيذ عدد من المشروعات التنموية الكبيرة في مختلف القطاعات على أرض المحافظة، بناءً على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي وتحت إشراف رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي.

وأشار إلى أهمية تطوير ميناء العريش البحري، الذي يقع في موقع متوسط بين أوروبا وآسيا، مؤكدًا أن موافقة الرئيس عبد الفتاح السيسي على تطويره ورفع كفاءته جعله يضاهي الموانئ البحرية الأخرى على ساحل البحر الأبيض المتوسط، مما يصب في مصلحة المحافظة ومواطنيها. كما سيوفر العديد من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة.

وأخيرًا، أشار إلى منطقة الصناعات الثقيلة في وسط سيناء، حيث أصدر الرئيس قرارًا بإنشاء المنطقة لإقامة الصناعات الثقيلة.

وبالنسبة للتجمعات التنموية، قال "شوشة" إنه تم إنشاء 17 تجمعًا في سيناء بتكلفة مليار و595 مليون جنيه لخدمة 550 أسرة، منها 10 تجمعات في وسط سيناء و7 تجمعات في جنوب سيناء، مؤكدًا أن كل تجمع متكامل في المرافق والأنشطة التنموية ويضم أراضي زراعية مجهزة، منازل، دواوين، مساجد، مدارس للتعليم الأساسي، ساحات رياضية، مجمعات تجارية، مرافق خدمية متنوعة، وأنشطة ومشروعات إنتاجية.