رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"البيزنطية" تحتفل بذكرى تلميذ غريغوريوس الذيكابولي

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى البار يوحنّا تلميذ غريغوريوس الذيكابولي الذي انتقل إلى الله في دير القدّيس خاريطون بالقرب من بيت لحم، حيث عاش ناسكاً منقطعاً إلى الله بالصلاة وإماتة الجسد.

وألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: عندما يتولّى الله إيقاف قدرة أيّ إنسان على الفهم أو تعليقَها لفترة من الزمن، فهو يعطيه لقاءَها ما يثيرُ الدهشةَ ويشغلُ العقول. وبالتالي، من دون أن نفكّر، وأثناء تلاوتنا لقانون الإيمان، نحصل على تنوير خاصّ يفوق إلى حدّ كبير كلّ ما يمكننا اكتسابه على مرّ السنوات حتّى ولو بذلنا قصارى جهدنا. وإذا ما حاولنا من تلقاء أنفسنا تقييد قدراتنا الرُّوحيّة وعرقلة نشاطها، فسيكون ذلك ضربًا من الجنون... 

خلال عدّة سنوات، قرأت الكثير من الأمور بدون أن أفهمها. ثمّ أمضيتُ وقتًا طويلاً بدون أن أفلح في إيجاد التعابير المناسبة لأشرح النِّعَم التي منحها الله لي، وقد شكّل ذلك مصدر ألم كبير بالنسبة إليّ. ولكن، حين يشاء الله، يعلّمني كلّ شيء في لحظة وبطريقة تثير دهشتي. يمكنني أن أشهد على هذا الأمر بكلّ صدق. فقد حاولَ عددٌ كبيرٌ من الرجال الروحيّين الذين قابلتهم أن يشرحوا لي النِّعَم التي وهبها الله لنفسي، آملين بأن يساعدوني على إدراكها. ولكنّ سذاجتي كانت تجعلُ جهودَهم غير مجدية تمامًا. ربّما كانت تلك مشيئة ربّنا لكي أدين له وحده بالشكر والامتنان. 

في الواقع، لطالما كانَ هو وحدُهُ معلّمي. فليتباركَ اسمُه! ولكن أيضًا أشعرُ بحيرةٍ كبيرةٍ عندما يكون هذا الاعتراف الذي أقوم به تعبيرًا عن الحقيقة!... إذًا، بدون أي رغبة أو طلب منّي، نوّرني الله بلحظة وجعلني قادرة على التعبير عن نفسي، حتّى أنّ الذين اعترفتُ لهم تعجّبوا، وأنا كنتُ أكثر تعجّبًا منهم لأنّني كنت أعلم بمدى عجزي عن إدراك هذه الأمور... نعم، أقول مجدّدًا، إنّه لمن المهمّ جدًّا ألاّ نرفع أرواحنا بأنفسنا قبل أن يبادر الله نفسه إلى رفعها، وعندما يفعل ذلك، سوف نفهمه فورًا.