رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من "الشيخ عبدالله "لـ"عرش على الماء".. كيف رصدت الأعمال الأدبية المصرية الدعاة الجُدد؟

رواية الشيخ والفيلسوف
رواية "الشيخ والفيلسوف"

بحث الكاتب الصحفي وائل لطفي فى كتابه "دعاة عصر السادات" ماذا كان يمكن ان يكون شكل الحياة في مصر لو لم يتخذ الرئيس السادات قراره بإعادة احياء جماعة الاخوان المسلمين ؟ وما هو تأثير الدعاة الشعبيين المنتمين لأفكار الجماعة في نشر افكارها لدي المواطن العادي؟ محاولا الاجابة على هذين السؤالين من خلال تفهم ورصد الظروف التي اتخذ فيها الرئيس السادات قراره بإحياء جماعة الاخوان وتأسيس الجماعات الدينية في جامعات مصر المختلفة وتأثير ذلك على المشهد الديني والسياسي في نهاية السبعينات والتي انتهت بالنهاية المأسوية للرئيس السادات،حين تم اغتياله على يد منتمين للحركة الإسلامية التي كان هو من اطلقها ورعاها.

دعاة عصر السادات: كيف تمت صناعة التشدد في مصر - وائل لطفي

وفى كتابه الثاني "دعاة السوبر ماركت" تابع "لطفي" رصد النمط الجديد الذي ظهر عليه الدعاة في أواخر التسعينات وأوائل الألفينات والذى أطلق عليه "دعاة السوبر ماركت"؛ موضحًا كيف تغير الشكل المعتاد لطريقة الدعوة، وكيف تخلى رجال الدين عن أزيائهم المعتادة ليصبحوا أقرب إلى الناس. ولكن هناك أصل للموضوع وتشابه كبير بينهم وبين دعاة الكنيسة البروتستانتينية في أمريكا.

صورة وتمثلات الداعية الدينية في الأعمال الأدبية المصرية لم تختلف عن ما توصل إليه بحث وتحليل الكاتب الصحفي وائل لطفي في كتابيه؛ حيث الداعية الدينية الذى يسيئ استخدام مكانته الروحية في قلوب مريديه وجمهوره ليظهر وجها نهما للمال والنساء والسلطة والوجاهة الاجتماعية كما أنه يتورط في أدوار سياسية مشبوهة ربما تضعه ضمن خونة الأوطان، بالإضافة إلي ما تطرحه بعض الأعمال الأدبية الصادرة مؤخرًا من تساؤلات حول قضايا جوهرية مثل الفضيلة والرزيلة فى مجتمعنا المصرى؛ وهو ما نستعرضه فى السطور التالية:

الدعاة الجدد من "الشيخ عبد الله" لـ"الشيخ والفيلسوف"

منذ صدور مجموعته القصصية «الشيخ عبدالله» عام 1994 وحتى صدور روايته الجديدة عام 2024 "الشيخ والفيلسوف"؛ ويتتبع الكاتب شريف الشوباشى أدبيًا أبرز التحولات التي طرأت على الدعاة الجُدد؛ محاولًا البحث عن ثنائية الفضيلة والرذيلة في مجتمعنا المصري من خلال هذه الفئة.

الشيخ والفيلسوف

وطوال ثلاثين عامًا من مجموعته القصصية التى اشتبكت نصوصها مع ثنائية الفضيلة والرذيلة؛ إلي روايته الصادرة حديثًا تجسد صورة الشيخ، الذي يمثل المنهج الذي يرفض التناقض والتفكير والنزاع الفكري، معتقدًا أن هناك حقائق مطلقة لا تتغير مع الزمن.

محمد بركة.. يتتبع تحولات داعية دينية عرشه على الماء

يتتبع الروائى محمد بركة فى روايته الصادرة مؤخرًا بعنوان "عرش على الماء" شخصية داعية دينى نشأ فى الريف فى النصف الأول من القرن العشرين ثم تطبق شهرته الآفاق فى النصف الثانى منه لكن علاقته بالمرأة والمال وفتاواه الغريبة تجعله شخصية مثيرة للجدل.

ولعل صورة الدعاة الجُدد فى رواية "بركة" لم تختلف عن ما ذهب إليه "الشوباشي" في أعماله الأدبية من قبل؛ وهو ما يرسخ لفكرة ثبات نهج هؤلاء الدعاة في نظرتهم لمجتمعنا المصرى؛ مثل نظرتهم للمرأة وللتراث ولغيرها من القضايا التي مازالت محل جدل يثيره أمثالهم.