رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اضربنى شكرًا!

بحساب الربح والخسارة..
نتنياهو هو الرابح الأول، والمستفيد الوحيد مما فعلته طهران.
في عالم الساسة والسياسة، لاتصدق كل ما تسمعه، صدق نصف ما تراه، وأعمِل عقلك في الباقي علي أمل أن تفهمه، الضربة العسكرية الإيرانية، من حيث توقيتها والطريقة التي تمت بها، ما أحدثته من خسائر، وما سيترتب عليها من نتائج، (الحكاية كلها على بعضها)، لدي شك يرقى إلىحد اليقين، بل يقين لا يخالجه الشك، في أنها قد تمت بتنسيق مسبق، وموافقة وتوافق بين إسرائيل وإيران، وبمباركة من الأمريكان! 
هل كان الكلام غريبًا؟! حتي وإن بدي كذلك، فلدينا من الشواهد ما يؤيده، وهناك سوابق تعضده.. في ثمانينيات القرن الماضي، "تحديدًا يوم ١٧ مايو سنة ١٩٨٧"، لقي ٣٧ عسكريا أمريكيًا حتفهم، وأصيب ٢١ آخرون بجروح، جراء ضربة جوية عراقية استهدفت الفرقاطة الأمريكية (Uss Stark)، بصاروخين من طراز (Exocet)، ظن الجميع حينها أن العراق سينتهي، كتم العالم أنفاسه بانتظار الرد الأمريكي! 
فماذا حدث يا تُري؟؟ 
في الرابع من شهر يوليو، أي بعد شهر ونيّف من حدوث الواقعة، ذهب حامد علوان الجبوري "سفير جمهورية العراق بسويسرا" لتقديم التهنئة الواجبة لسفيرة الولايات المتحدة هناك، بمناسبة يوم الاستقلال، فإذا بالسفيرة تصافحه بحرارة، وتقول له أحسنتم! 
(Well done،Mr. Ambassador)
قالتها وهي باسمة، فتعجب الرجل كثيرًا، الجرح لم يبرد بعد، ٣٧ قتيلا، و٢١ جريحا وتقولين لي أحسنتم؟! هذا ما دفع الجبوري، بكل ما له من خبرة، كسفير ووزير سابق، ومدير لمكتب صدام "الله يرحمهم الاتنين" إلي التيقن بأن ضرب المقاتلة العراقية للبارجة الأمريكية، قد تم بتنسيق مسبق بين بغداد وواشنطن، بهدف تهيئة الأجواء لتدخل القوات الأمريكية في الحرب العراقية الإيرانية. 
ماذا خسرت إسرائيل؟
٣١ إصابة بحالة "ذعر"؟
مليار و٣٥٠ مليون دولار؟ 
تلك هي خسائر إسرائيل التي أحالها (بومب العيد الإيراني) ما بين عشية وضحاها، من كيان غاصب بغيض، يرتكب الجرائم بحق أهلنا في غزة، إلى دولة صغيرة آمنة، تتعرض للعدوان من إيران، ويُخشى عليها من الجيران!
هدأت المعارضة في الداخل ضد نتنياهو، وتغيرت البوصلة بالخارج تجاه دولة إسرائيل، فمن هو الرابح؟!
استغرقت إيران ١٣يوما كاملة لترد على إسرائيل، ولم تستغرق إسرائيل سوي١٣ ثانية فقط " هي زمن نشر خبر العدوان" لتستعيد مؤازرة العالم! 
حفظ الله بلدنا، ونصر قائدنا وأعزنا