رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رسالة تحذيرية واستعراض أم ضغوط داخلية كبرى؟.. كواليس الهجوم الإيرانى على إسرائيل

الضربات الإيرانية
الضربات الإيرانية ضد إسرائيل

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، عن كواليس الضربة الإيرانية التي وجهت لـ إسرائيل منذ مساء أمس السبت وحتى اللحظات الأولى من صباح اليوم الأحد، حيث أطلقت إيران موجة من أكثر من 300 طائرة بدون طيار وصواريخ كروز وصواريخ باليستية باتجاه إسرائيل، ما أدى إلى أول مواجهة عسكرية مباشرة بين البلدين وزيادة مخاطر نشوب حرب إقليمية أوسع.

ماذا حدث ليل السبت؟

وقال مسئولون إسرائيليون وأمريكيون إن عشرات الطائرات بدون طيار والغالبية العظمى من الصواريخ التي أطلقتها إيران أسقطتها القوات الإسرائيلية والأمريكية وغيرها من القوات المتحالفة قبل وصولها إلى الأراضي الإسرائيلية.

بينما قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، إن عددًا صغيرًا فقط من الصواريخ سقط في إسرائيل، ما ألحق أضرارًا طفيفة بقاعدة عسكرية في الجزء الجنوبي من البلاد، وتم وقف الأوامر للإسرائيليين في مرتفعات الجولان في الشمال وعدة مدن في الجنوب المتعلقة ببقاء السكان في الملاجئ قبل الفجر، وأعادت إسرائيل فتح مجالها الجوي بعد بضع ساعات، في علامة يعتقد من خلالها أن وطأة الهجوم قد انتهت.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن إيران وإسرائيل تورطتا في حرب طويلة الأمد منذ عقود طويلة من الزمان، لكن المواجهة العسكرية المباشرة كانت نادرة، وتعد هذه هي المرة الأولى التي تهاجم فيها إيران إسرائيل بشكل مباشر من الأراضي الإيرانية.

وتابعت أن الأمر بدأ بعد أن دوت صفارات الإنذار في جميع أنحاء إسرائيل في الساعات الأولى في وقت متأخر من مساء أمس السبت وحتى الساعات الأولى من صباح الأحد، بما في ذلك في القدس وجنوب البلاد، كما تم تفعيل صافرات الإنذار في الضفة الغربية.

وتابعت أن الهجوم الإيراني - الذي قال بايدن إنه شارك فيه أيضًا وكلاء إيرانيون يعملون في اليمن وسوريا والعراق - يمكن أن يؤدي إلى رد فعل إسرائيلي ويهدد بأخذ الشرق الأوسط إلى حافة الحرب، حيث تعهد رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلية مساء أمس السبت في مقطع فيديو مع بدء الهجوم بالرد على إيران، قائلًا: "من ألحق بنا الأذى، سنؤذيه".

وأشارت الصحيفة إلى أنه لطالما أثارت ترسانة إيران من الطائرات بدون طيار وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية قلق إسرائيل والغرب، حيث أظهر نظام الدفاع الجوي للاحتلال الإسرائيلي متعدد الطبقات قدرته على صد وابل فردي أو صغير من الطائرات بدون طيار والصواريخ القادمة، لكن المسئولين والمحللين يقولون إنه من المحتمل أن يطغى عليها سرب كبير بما فيه الكفاية من الطائرات بدون طيار أو وابل صاروخي ضخم.

وقال يهوشوا كاليسكي، الباحث في أنظمة الأسلحة في معهد دراسات الأمن القومي ومقره تل أبيب: "إذا أرسلوا الكثير، فيمكنهم إحداث خلل في نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي".

وأوضحت الصحيفة أن الهجوم الإيراني كان نابعًا من الضغط الشعبي بسبب تأخر إيران في الرد على الهجمات الإسرائيلية على مجمع للسفارات الإيرانية في العاصمة السورية دمشق، كما أن استخدام إيران الصواريخ الباليستية ضد إسرائيل في هجوم نهاية الأسبوع يظهر القدرات العسكرية للنظام، أي أن الهجوم كان مجرد رسالة تحذيرية وتذكير للغرب بالقدرات العسكرية الإيرانية.

وفي إيران، تزايد الضغط على القيادة للرد على الضربة السورية، سواء من المتشددين العازمين على الانتقام لواحدة من أخطر الهجمات على الأفراد الإيرانيين في السنوات الأخيرة، أو من أجزاء من الجمهور الذين يريدون أن يقف الجيش الإيراني ضد إسرائيل.

وتابعت أن إيران تمتلك أكبر قدرة صاروخية باليستية في الشرق الأوسط، وهي محلية إلى حد كبير، حيث يقدر المسئولون الأمريكيون أنها تمتلك أكثر من 3000 صاروخ، ولكنها تصبح غير قادرة على ضرب أهدافها.

كانت إيران قد تعهدت بالرد بالمثل على الهجوم الذي وقع في وقت سابق من هذا الشهر على السفارة في دمشق، والذي أسفر عن مقتل الجنرال محمد رضا زاهدي، الذي أدار العمليات شبه العسكرية الإيرانية في سوريا ولبنان، وفقًا لوسائل الإعلام الرسمية الإيرانية والمسئولين الأمريكيين.

وأضافت الصحيفة أنه تم تحذير السفن المبحرة في شرق البحر الأبيض المتوسط والخليج العربي والبحر الأحمر من هجوم إيراني بطائرات بدون طيار ونصحتهم بتحويل مسارها، وفقًا لما ذكره السماسرة وأصحاب السفن.

وقال جابرييل جارسيا، المدير التنفيذي لناقلة مملوكة لأوروبا في البحر الأحمر: "توقفنا وننتظر استراحة النهار، لا نعرف متى ستنتهي مسيرات هذه الطائرات بدون طيار، وهناك أيضًا تحذيرات من هجمات محتملة للحوثيين".