رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد انسحاب إسرائيل.. لماذا فر النازحون مرة أخرى من خان يونس؟

اهالى فلسطين
اهالى فلسطين

أكدت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أنه بعد مغادرة قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، عاد النازحون الفلسطينيون إلى منازلهم مرة أخرى، لتصبح خان يونس أول مدينة يعود إليها الفلسطينيون، منذ أن هدأت أسوأ موجة للعدوان الإسرائيلي على إحدى مدن غزة، حيث استمرت الحملة العسكرية على خان يونس لمدة 4 أشهر، لكنهم سرعان ما فروا منها مرة أخرى.

لا وجود للحياة.. النازحون يتركون خان يونس مرة أخرى بعد العودة لها

وتابعت أن الدمار والخراب الذي حل بخان يونس يعكس الدمار واسع النطاق في جميع أنحاء شمال ووسط غزة، وأن أولئك الذين يأملون في العودة إلى ديارهم قريبًا سيعودون إلى ظروف غير صالحة للعيش.

وأضافت أن الدمار الواسع في غزة يعكس التحديات الهائلة التي ستواجهها إسرائيل في غزة بعد الحرب، وقالت إسرائيل إنها لا تنوي حكم القطاع– الأمر الذي سيتضمن إصلاح الخدمات العامة المحطمة، وإعادة بناء مناطق شاسعة دمرت خلال الحرب واستعادة النظام– لكنها لم تضع خطة لجعل القطاع صالحًا للسكن مرة أخرى، وهو ما يتعين عليها تقديمه في مرحلة ما بعد الحرب باعتبارها القوة المحتلة للقطاع والسبب الرئيسي في هذا الخراب.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في ظل استمرار مفاوضات مصر لوقف الحرب في غزة، كانت قضية عودة النازحين إلى شمال غزة مرة أخرى محل خلاف واسع، تسبب في عرقلة المفاوضات.

وتابعت أن خان يونس كانت هي المعقل الرئيسي لحركة حماس خلال الحرب، ويبدو أن المهمة الإسرائيلية لتدمير الحركة في معقلها باءت بالفشل، حيث انسحبت قوات الاحتلال بشكل مفاجئ بعد كمين أعدته حماس لجيش الاحتلال أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من الجنود الإسرائيليين.

وادعت إسرائيل أنها أنهت مهمتها في خان يونس، ولكن الكمين الذي أعدته حماس لقوات الاحتلال يعكس حقيقة مغايرة لتلك التي أعلنت عنها إسرائيل.

وأضافت الصحيفة أن انسحاب قوات الاحتلال من خان يونس كان له صدى كبير لدى الفلسطينيين الذين سارعوا للعودة مرة أخرى، لكنهم فوجئوا بحجم الدمار والخراب في المدينة، التي تحولت إلى بقايا مدينة كانت يومًا ما مفعمة بالحياة، واليوم هي مجرد أنقاض ممزقة تحمل بعض ذكريات الماضي، والقليل من علامات الحياة.

وكانت خان يونس، التي كان عدد سكانها قبل الحرب حوالي 400 ألف نسمة، واحدة من أكبر المدن في غزة قبل الحرب، وكانت معروفة بسوقها المفتوحة المترامية الأطراف وقلعتها التاريخية، وتضاعف عدد سكان المدينة تقريبًا بعد أن فر سكان غزة إليها في وقت سابق من الحرب هربًا من القتال في مدينة غزة، وفر العديد منهم فيما بعد من خان يونس إلى رفح مع تقدم العمليات العسكرية الإسرائيلية جنوبًا.

وأكد ثائر مجايدة، (30 عامًا)، وهو فلسطيني يحتمي في بلدة المواصي القريبة، أن هناك اختلافًا ملحوظًا في مستوى الدمار في خان يونس بين الشهر الماضي، عندما كان هناك آخر مرة، قائلًا: خان يونس لم تعد مكانًا للعيش فيه، لقد فقدت منزلي، متجري، مصدر رزقي، كل شيء، لا أعرف ماذا سنفعل عندما تنتهي الحرب.

وعاد موظفو جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إلى مستشفى الأمل في خان يونس هذا الأسبوع، بعد أن قالوا إنهم أجبروا على الإخلاء على يد الجيش الإسرائيلي الشهر الماضي، وقالت المنظمة الإنسانية إن طواقم الهلال الأحمر عثرت هذا الأسبوع على معدات طبية مدمرة وسيارات إسعاف مدفونة تحت الرمال والأنقاض ورسومات على الجدران.

وأوضحت الصحيفة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي فشل في تحقيق أهدافه في خان يونس، فلم يعتقل أو يستهدف أي من قادة حماس، وعلى رأسهم يحيى السنوار ولم يحرر المحتجزين، ولم يدمر حماس بالكامل، وكانت النتيجة فقط تدمير الحي بالكامل واستشهاد آلاف المدنيين.

وتابعت أنه وبدلًا من العودة إلى منازلهم في خان يونس، عاد العديد من الفلسطينيين النازحين إلى خيامهم في رفح بعد أن وجدوا أن مساكنهم مدمرة أو غير صالحة للسكن، لقد عادوا بكل الإمدادات القابلة للإنقاذ التي يمكنهم جمعها، وقال محمد أبووطفة فلسطيني من رفح إنه رأى أشخاصًا ينقلون الفرش والبطانيات والحطب لإشعال النار.

وأضافت أن خان يونس لا توجد بها كهرباء أو ماء، على عكس رفح التي تتواجد بها الكهرباء والماء والمساعدات الغذائية.