رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العائدون لمنازلهم المدمرة فى خان يونس: لم يبق شىء.. فقط الموت والركام

نزوح اهالي غزة
نزوح اهالي غزة

عاد آلاف الفلسطينيين المنهكين من ستة أشهر من الحرب المتواصلة وعمليات النزوح المتعددة، إلى مدينة خان يونس المدمرة، أمس الأول الإثنين، بعد يوم من سحب إسرائيل غير المتوقع قواتها من جنوب قطاع غزة.

ومع قيام كثيرين بالرحلة سيرًا على الأقدام من رفح المجاورة، فقد ناضل الفلسطينيون للعثور على المنازل التى تدمرت بسبب قوة القصف، فى الأحياء المثقلة برائحة الموت، حيث عملت العائلات والجيران على انتشال الجثث المدفونة منذ فترة طويلة تحت الأنقاض.

ووفقًا لما أوردته صحيفة «الجارديان» البريطانية، فإن انسحاب الفرقة ٩٨ الإسرائيلية من جنوب غزة، الأحد الماضى، ويصادف مرور ستة أشهر على بدء الحرب، حيَّر العديد من المعلقين الإسرائيليين، واعتبر البعض أن ذلك يشير إلى نهاية القتال العنيف فى القطاع.

وبرحيل القوات، لم يتبق الآن سوى لواءين إسرائيليين داخل قطاع غزة، مكلفين بالحفاظ على الفصل المادى بين النصف الشمالى والجنوبى من القطاع.

وأظهر مقطع فيديو من خان يونس مشهدًا لمبانٍ مدمرة متعددة الطوابق، وبعض الجدران شوهتها كتابات باللغة العبرية، وأشخاص يتدافعون فوق الأنقاض، ومع تدمير أو تضرر نحو ٥٥٪ من المبانى فى المدينة، فبالنسبة للعديد من العائدين إلى أحيائهم فى ثانى أكبر مدينة فى غزة كانت التجربة محطمة عاطفيًا.

ونقلت وكالة «فرانس برس»، عن أحد العائدين إلى خان يونس، قوله: «كنا نأمل فى أن نجد المنزل أو بقاياه، أو نأخذ منه شيئًا ليغطينًا، فلم نجد المنزل.. فى كل بيت شهيد وجريح.. لا يمكن للكلمات أن تصف حجم الدمار والمعاناة التى مررنا بها.. بكينا بشكل هيستيرى عند رؤية الدم».

وقال آخر: «لم يبق شىء.. لا أستطيع تحمل المنظر.. سأبحث بين الأنقاض حتى أجد ملابس أرتديها.. سأعود وأسكن بجوار أنقاض منزلى حتى لو كان فى خيمة».

وقال ثالث: «كل هذا مجرد ركام.. لا يمكن للحيوانات أن تعيش هنا، فكيف يفترض بالإنسان أن يفعل ذلك؟».

وأربك انسحاب إسرائيل المفاجئ من المدينة وجنوب القطاع الكثيرين، بعد أشهر قال فيها المسئولون الإسرائيليون إن الوجود العسكرى هناك يهدف إلى الضغط على حركة «حماس» الفلسطينية لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين.

ورغم أن كبار المسئولين العسكريين والسياسيين الإسرائيليين قالوا إن الانسحاب لم يمثل نهاية الصراع أو تأجيل الهجوم الذى هددت به إسرائيل على رفح، فإنه جاء جنبًا إلى جنب مع رسائل متضاربة عن محادثات وقف إطلاق النار فى القاهرة، مع حديث البعض عن تقدم كبير.

وبينما قال الجيش الإسرائيلى إن انسحاب قواته من جنوب غزة كان مجرد إعادة تجميع لصفوفه، بينما كان الجيش يستعد للانتقال إلى معقل «حماس» الأخير فى مدينة رفح، فقد قوبل هذا الادعاء ببعض التشكك من قبل المعلقين الإسرائيليين، الذين لم يروا أدلة تذكر على الاستعدادات الإسرائيلية لهجوم على رفح، أو لإجلاء ١.٤ مليون فلسطينى من المدينة.

وبدلًا من ذلك، يزعم منتقدو رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو أنه راضٍ بمواصلة الحرب بكثافة ووتيرة أقل بكثير، لإطالة أمد الصراع وبقائه السياسى.